عبيدات يكتب: ندفع ثمن العناد والجهل!
قررت أن لا أشارك في نقاش للأسباب الآتية:
من السهل أن يتطاول عليك أرباع العارفين ممن يعتقدون أنهم علماء.
إنك تعطي فرصة الندّية لأشباه العارفين.
ودواعي هذا الكلام هو ما تناقلته مواقع "فرسان الكلام الوطني"
من تعليقات حول دعم قرار الوزارة -التربية- من مَدّ العام الدراسي وإطالته، وقرارها ببيع الكتب بسعر الورق التالف!!. لقي القراران تأييدًا مجتمعيًا واسعًا من فئات عديدة، بعضها حملة دكتوراة التربية!!! كتبت عن بيع الكتب بسعر الورق، وقلت: إن أخطر ما فيه هو اعتراف الوزارة بأن الكتاب المدرسي هو للامتحان، ولا قيمة له بعد الامتحان! كتبت كثيرًا عن هذا وقلت: نظرت الوزارة إلى ما تجنيه من أموال "غير طائلة" نتيجة بيعها، فرح الجمهور ومنهم-حملة دكتوراة التربية وغيرها-، وكان من الصعب أن تحدثهم عما لحق بقيمة الكتاب المدرسي من خسارة!!
سأخصص مقالة اليوم لمناقشة القرار"غير التاريخي" للوزارة بمد العام الدراسي إلى ٢٢٠ يومًا موجّهًا حديثي إلى العامة؛ لأن الغرور استبد بحملة الدكتوراة، وكذلك ببعض المسؤولين، والحديث مع هاتين الفئتين مضيعة للوقت!!
وفي البحث الذي أجراه أندرياس شلايشر، وترجمه بلال جيوسي، ونشر في كتاب التميز التعليمي عام ٢٠١٨:
حلل البحث أوضاع الأنظمة التعليمية المشاركة في اختبار "بيسا " وعددها٧٢ بلدًا، وخلص إلى ما يأتي:
لا توجد علاقة بين عدد أيام الدراسة ولا ساعاتها بتحسين تعلم الطلبة في الدول التي تلزم مدارسها بدوام أطول، ولا حتى بإنفاق أكثر، فقد ارتفع الإنفاق على التعليم بنسبة٢٠%، بينما انخفض تحصيل الطلبة!!!
فالأنظمة التي تتمتع بدوام أطول ليست هي التي تفوق طلبتها! وعلى العكس!
إذن؛ نتقدم خطوة ونقول: لا يتوقف تحسين التحصيل الدراسي على عدد أيام التمدرس.
وعودة إلى بلادنا؛ معلمنا محبَط، وبيئتنا المدرسية غير محفزة، وهذا القرار سيزيد من إحباط المعلمين، ولن يحسّن أداءهم حتى لو أعدتم لهم نقابتهم!!-هذا ليس دسّا ولا إقحامًا- طبعًا، هل أنا مضطر للحديث عن هذا؟ ألم تسمعوا بأن إنتاجية الموظف قد ارتفعت حين تمّ تخفيض ساعات العمل وأيام العمل إلى خمسة أيام؟
لقد اكتملت تجارب العمل الوظيفي لأربعة أيام أسبوعيّا حيث تبيّن أن إنتاجية الموظف زادت، وأننا بانتظار قرارات دولية بالعمل أربعة أيام أسبوعيًا!!
ختامًا أقول: الإنسان ليس آلة عمل! ومن حقه أن يستمتع بحياته! وأتمادى أكثر فأقول: الطالب إنسان، ومن حقه أن يستمتع بأوقات حرة، يبني فيها نفسه وعلاقاته بعيدًا عن واجباته المدرسية!
في العالم الرقمي، وفي الذكاء الاصطناعي من الظلم أن نقول:
"كبيرة ولذيذة"، أو "استكبرها ولو إنها مُرّة" نحن نقول: قرار مَدّ العام الدراسي هو تطبيق لنظرية:
شيّلوه حِملْ برَكْ، فالحل : "حُطّوا عليه حِمِلْ ثاني! و.....