17.4 مليار دينار.. وحلل يا محلل
مدار الساعة ـ نشر في 2023/06/15 الساعة 03:05
ارتفاع الاحتياطيات الأجنبية لدى البنك المركزي لـ 17.4 مليار دولار لتسجل رقما قياسيا جديدا وتحديدا في مثل هذه الظروف الصعبة التي يشهدها العالم حاليا، يجعلنا نتوقف قليلا لنشهد على متانة اقتصادنا الوطني وعمقه وقوته في مواجهة التحديات والازمات، فلماذا ارتفعت الاحتياطيات ؟.
لنعترف اولا ان الاقتصاد الوطني ورغم ضعف الامكانيات وصعوبة الظروف استطاع مجابهة كافة التحديات التي واجهته على مدار السنوات الماضية وتحديدا في اخر ثلاث سنوات، وهذا ما تؤكده الارقام والمؤشرات والمنحنيات الاقتصادية التي يحققها الاقتصاد الوطني وبمختلف القطاعات نتيجة للاجراءات التي اتخذت من قبل البنك المركزي الاردني والتي وازنت و بيميزان من ذهب للمحافظة على الاستقرار النقدي والمالي من جهة وما بين استمرار النمو الاقتصادي من جهة اخرى لمواجهة التحديات.
أن ترتفع الاحتياطيات بواقع 100 مليون دينار منذ بداية العام دليل قاطع ومهم بأن اقتصادنا الوطني استطاع تجاوز التحديات التي نجمت عن الجائحة كورونا والحرب الروسية الاوكرانية، وبأنة بدأ العودة الى مساره الصحيح ليحقق نتائج افضل من ذي قبل دخول الجائحة والحرب معا، ومؤشرا مهما على استعادة القطاع السياحي لعافيته وبنسب نمو عالية لارتفاع الطلب على الدينار، بالاضافة لانتعاش مختلف القطاعات الاقتصادية، ومؤشرا على ارتفاع الاستثمارات الاجنبية في المملكة.
هذا الارتفاع ما كان ليكون لولا استمرار الاقتصاد الاردني لتحقيق معدلات نمو كبيرة وملموسة وصلت الى نسبة تقدر بـ 2.7 بالمئة لعام 2022 مقابل 2.4 % لعام 2021 و ارتفاع صادراته نمت بواقع 41% ونمو القطاع السياحي 150% وجذب استثمارات أجنبية بواقع 629 مليون دينار وبنسبة ارتفاع 94% مقارنة مع الفترة المماثلة من عام 2021 وأن يحافظ على استقراره المالي والنقدي وقوة ديناره ونسب التضخم لديه عند حدود آمنة لم تتجاوز 4% رغم كل الظروف.
كافة هذه المؤشرات دفعت حركة السياحة الى الارتفاع لتصل الى ارقام قياسية العام الماضي وفي الربع الاول من العام الحالي ما رفع الطلب على الدينار الى نسب كبيرة، حيث سجل الدخل السياحي بالربع الأول ما قيمته 1,184.8 مليار دينار وبنسبة ارتفاع بلغت 88.4%، لتستمر وبهذه الارقام نشاط الحركة السياحية في المملكة والتي حققت العام الماضي ما يقارب 4.1 مليار دينار.
الاحتياط الاجنبي وفي اي دولة في العالم مقياس مهم على قوة اقتصاد اي دولة ومتانته وقوته وعمقه ومدى قدرته على مواجهة التحديات، ويلخص بشكل كبير حديثا يطول على نتائجنا الايجابية التي حققناها ومازلنا ننحققها اقتصاديا مقارنة مع دول تشبهنا في الموارد والثروات وتفوقنا على اقتصاديات دول كبرى بعضا منها انهار امام المتغيرات والظروف الجيوسياسية، والاهم من هذا كله رد على كل المشككين بقوة اقتصادنا ومتانة دينارنا، ومصدر تفاؤل بالمستقبل لنا جميعا.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/06/15 الساعة 03:05