يسار الخصاونة.. مات ثريا

بلال حسن التل
مدار الساعة ـ نشر في 2023/06/14 الساعة 22:39
بانتقاله إلى الرفيق الاعلى، انكشف رصيد النائب يسار الخصاونه، فاذا هو فاحش الثراء، صاحب ثروة يحسد عليها، وهي ثروة لايستطيع جمعها الا اولي البأس والعزم الشديدين، العاملين على تنميتها اناء الليل وأطراف النهار، وكذلك كان المرحوم بإذن الله يسار، وهو ينمي ثروته من العمل الصالح، سعيا في حاجات الناس واصلاح ذات بينهم، وهي مهمة شاقة تحتاج إلى من يلقى قبولا عند الناس، وينال تقتهم به، وأن يكون قادرا على استيعابهم، صبورا على تقلباتهم، مستوعبا لتناقضاتهم وتقلب امزجتهم، وقد كنا يسار كذلك،كما كان مسارعا لإغاثة الملهوف منهم، فخيم الحزن عليهم يوم وفاته، وانبسطت اكفهم بالدعاء له،وبالشهادة انه كان ينفق بيمينه مالاتعلمه شماله، وانه كان محبا صادقا ذا همة، صاحب موقف، برلماني صلب، ، قريب من القلب، على خلق عف اللسان، مثقف ووطني غيور، وهي صفات لايستطيع الثبات عليها الا القادرين على السبر في طريق ذات الشوكة، مقاومة لشهوات النفس ورغباتها، صابرين على محن الحياة وبلاياها، وقد صبر يسار عليها عندما فجع بأبنائه، وصبر عليها عندما ابتلي بالمرض، واطمأن لقضاء الله، بل لعله كان ينعنى نفسه مطمأنا عندما كتب
: (من هي النفس المطمئنة التي خاطبها الرحمن الرحيم ، هي التي إذا رضيت اطمأنت ، وإذا صبرت اطمأنت ، وإذا دعت بالخير لها ولغيرها اطمأنت ، وإذا لانت اطمأنت
اللهم اجعلنا ممن دعوتهم إليك من عبادك نحن ومن نحب)) رحم الله يسار فقد فاز بحب الناس فصلوا له لينال رحمة الله ورضوانه ومحبته.
اما نحن فكعادتنا، غالبا لا نعرف قدر الرجال ونعمة وجودهم بيننا الا عندما نفقدهم، تمام مثلما لانعرف قيمة صحتنا الا عند مرضنا، وها نحن برحيل يسار الخصاونة رحمه الله، نتذكرانه كان بيننا مفكرا وكاتبا ومثقفا وقبل ذلك انسانا رحمة الله أولى به منا.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/06/14 الساعة 22:39