عقول يحاصرها الضباب
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/02 الساعة 01:25
د.فيصل غرايبة
إن الأوضاع العالمية الجديدة تضع المجتمع العربي وسائر المجتمعات النامية في عصر المعرفة أمام تحديات كبرى ولعل من أهمها التحدي التعليمي الذي يتطلب أن نضع التعليم في أولويات العمل الوطني في مجتمع المعرفة وأن نحشد الإمكانيات واختيار الأساليب التي تأخذ بالاعتبار المتغيرات العالمية الجديدة.وتضع الثورة المعرفية العالمية العرب أمام التحدي التقني المعلوماتي،إذ كسرت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحواجز ويسرت وصولها إلى جميع الأفراد والمجتمعات، والذي اعتبر الموجة الثالثة من التطور، والتي امتازت بالسرعة والتركيز واحتوت على أفكار وخدمات في نفس الوقت.
هذا في الوقت الذي تغير فيه مفهوم ثروات الأمم من ثروات طبيعية يستخرجها الانسان من باطن الأرض أو على سطحها الى ثروات يستخرجها من العقل والعلم والابداع والطموح والتوثب نحو المستقبل.اذ أن مسألة التعليم وبناء شخصية الأنسان،ليست مجرد نشاط أو خدمة أو تخصص أكاديمي،بل مسألة سياسية تنموية، والانفاق عليها بمثابة أنفاق على بناء المجتمع وصناعة الأنسان وهل أهم من هذا الأمر أمر؟
وعلى هذا الأساس ألف الدكتور ابراهيم بدران وزير التربية والتعليم الأسبق والباحث في القضايا التنموية كتابه الجديد بعنوان»عقول يحاصرها الضباب»يناقش فيه»أزمة التعليم في المجتمع العربي» ويتساءل في مستهله:لماذا أخفق التعليم العربي في أن يكون محركا رئيسيا للأرتقاء؟ولماذا أخفق بالمساهمة ببناء الشخصية الوطنية والأنسانية والعقل العلمي والرؤية المعاصرة؟مع أن التعليم يؤثر ويتأثر بالثقافة المجتمعية،غير أن عالمنا العربي عبارة عن مجتمعات تتمزق واقتصادات تضعف ومساحات للفقر والبطالة تتسع،تتزايد فيه اعداد اللاجئين والنازحين،ما تزال معظم دوله متخلفة عن العصر بمقاييس تطبيقات الديمقراطية أومتوسط دخل الفرد،اوالأبداع أوالأنتاج أو تطبيق القانون،أوالسعادة،أوكفاءة الأدارة المحلية.
وما دامت الثروة الحقيقية للأمم «ثروتها من المعرفة»، فأن التعليم والتعلم يشكلان الطريق الرئيسية للدخول الى عالم المعرفة والتعامل معه وفيه،ناهيك عن أن من أكبر محركات السعادة وحب الحياة لدى الأنسان،أن يبدو عليه الأندهاش الأيجابي المتجدد بما لا يعرف،وابداء الرغبة بالمعرفة.ولهذا بقيت ترجمة اهمية التعلم والمعرفة لاستثمارات وبرامج العمل الدؤوب للشعوب الواعية،واضحى دور التعليم المتطور في تهيئة الأنسان وتشكيل المجتمع دور حاسم.
يطرح ابراهيم بدران هنا سؤاله:هل هناك مقاييس للعلم والتعليم وللمعرفة خارج المقاييس التربوية المهنية؟ويضع الاجابة في محورين هما:مدى نجاح البرامج الوطنية للتعليم في تعجيل سيرورة النهوض والتعرف على الموقع التنافسي بين المجتمعات.لا سيما وأن قانون التنافس في ظل العولمة وتلاشي الحدود الجغراسياسية،أصبح يتحكم بتوجهات الأنتاج والتكنولوجيا،كما ويشكل»التعليم والتعلم»المدخل الأساسي للوعي،واداة التفهم العلاقات والحقوق والواجبات.مما يحتم الدكتور ابراهيم بدران ان تجعل الدول مسألة سياسية اقتصادية استراتيجية،مهمته الأساسية أحداث تغيير جوهري بعقلية المتعلم وسلوكيات النشء.
هذا ما مكن»بدران»من اظهار حالة التراجع العربي بصور متعددة ابرزها:الفشل في أنشاء دول حديثة مستقرة،وفي ترسيخ الديمقراطية والمشاركةالمجتمعية،وتزايد الاعتماد على الخارج،وبطء النمو الأقتصادي،وحالة الأحباط العامة،وارتفاع المديونية ونسبة الفقر،،وذوبان الطبقة الوسطى،وتراجع الزراعة، والعجز الغذائي والمائي وبالطاقة.ويقدم ما قدره من عوامل أثرت على الحالة العربية،كحالة التخلف العامة،وواقع التعليم ووضع المرأة والتركيزعلى الحكم والسلطة وليس على بناء الدولة.
ويخلص بدران الى أن العقول المغلقة والنفوس المحبطة والتفكير اللاعلمي تسيء لأي شيء، وتقرأه قراءة خاطئة، عدا عن أستغراقها بالأيديولوجيات،التي تغرق العقول والنشء بموضوعات كلامية،بعيدا عن اي انجاز حضاري جديد،وعدم الأكتراث بالعلم الذي يتغذى من عدم الشعور بحالة التخلف،وضعف الأنتاج السلعي،والتشكيك بالعلم والفكر والعقل،والتمسك بحرفية النص،الى جانب الأخفاق بالتنوير وبالعقلية العلمية،وغياب الدولة المستقرة المستمرة. ولكي يعطي التعليم أفضل النتائج لا بد من أن تكون البيئة متوافقة مع العلم والتعليم والابداع. الرأي
إن الأوضاع العالمية الجديدة تضع المجتمع العربي وسائر المجتمعات النامية في عصر المعرفة أمام تحديات كبرى ولعل من أهمها التحدي التعليمي الذي يتطلب أن نضع التعليم في أولويات العمل الوطني في مجتمع المعرفة وأن نحشد الإمكانيات واختيار الأساليب التي تأخذ بالاعتبار المتغيرات العالمية الجديدة.وتضع الثورة المعرفية العالمية العرب أمام التحدي التقني المعلوماتي،إذ كسرت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحواجز ويسرت وصولها إلى جميع الأفراد والمجتمعات، والذي اعتبر الموجة الثالثة من التطور، والتي امتازت بالسرعة والتركيز واحتوت على أفكار وخدمات في نفس الوقت.
هذا في الوقت الذي تغير فيه مفهوم ثروات الأمم من ثروات طبيعية يستخرجها الانسان من باطن الأرض أو على سطحها الى ثروات يستخرجها من العقل والعلم والابداع والطموح والتوثب نحو المستقبل.اذ أن مسألة التعليم وبناء شخصية الأنسان،ليست مجرد نشاط أو خدمة أو تخصص أكاديمي،بل مسألة سياسية تنموية، والانفاق عليها بمثابة أنفاق على بناء المجتمع وصناعة الأنسان وهل أهم من هذا الأمر أمر؟
وعلى هذا الأساس ألف الدكتور ابراهيم بدران وزير التربية والتعليم الأسبق والباحث في القضايا التنموية كتابه الجديد بعنوان»عقول يحاصرها الضباب»يناقش فيه»أزمة التعليم في المجتمع العربي» ويتساءل في مستهله:لماذا أخفق التعليم العربي في أن يكون محركا رئيسيا للأرتقاء؟ولماذا أخفق بالمساهمة ببناء الشخصية الوطنية والأنسانية والعقل العلمي والرؤية المعاصرة؟مع أن التعليم يؤثر ويتأثر بالثقافة المجتمعية،غير أن عالمنا العربي عبارة عن مجتمعات تتمزق واقتصادات تضعف ومساحات للفقر والبطالة تتسع،تتزايد فيه اعداد اللاجئين والنازحين،ما تزال معظم دوله متخلفة عن العصر بمقاييس تطبيقات الديمقراطية أومتوسط دخل الفرد،اوالأبداع أوالأنتاج أو تطبيق القانون،أوالسعادة،أوكفاءة الأدارة المحلية.
وما دامت الثروة الحقيقية للأمم «ثروتها من المعرفة»، فأن التعليم والتعلم يشكلان الطريق الرئيسية للدخول الى عالم المعرفة والتعامل معه وفيه،ناهيك عن أن من أكبر محركات السعادة وحب الحياة لدى الأنسان،أن يبدو عليه الأندهاش الأيجابي المتجدد بما لا يعرف،وابداء الرغبة بالمعرفة.ولهذا بقيت ترجمة اهمية التعلم والمعرفة لاستثمارات وبرامج العمل الدؤوب للشعوب الواعية،واضحى دور التعليم المتطور في تهيئة الأنسان وتشكيل المجتمع دور حاسم.
يطرح ابراهيم بدران هنا سؤاله:هل هناك مقاييس للعلم والتعليم وللمعرفة خارج المقاييس التربوية المهنية؟ويضع الاجابة في محورين هما:مدى نجاح البرامج الوطنية للتعليم في تعجيل سيرورة النهوض والتعرف على الموقع التنافسي بين المجتمعات.لا سيما وأن قانون التنافس في ظل العولمة وتلاشي الحدود الجغراسياسية،أصبح يتحكم بتوجهات الأنتاج والتكنولوجيا،كما ويشكل»التعليم والتعلم»المدخل الأساسي للوعي،واداة التفهم العلاقات والحقوق والواجبات.مما يحتم الدكتور ابراهيم بدران ان تجعل الدول مسألة سياسية اقتصادية استراتيجية،مهمته الأساسية أحداث تغيير جوهري بعقلية المتعلم وسلوكيات النشء.
هذا ما مكن»بدران»من اظهار حالة التراجع العربي بصور متعددة ابرزها:الفشل في أنشاء دول حديثة مستقرة،وفي ترسيخ الديمقراطية والمشاركةالمجتمعية،وتزايد الاعتماد على الخارج،وبطء النمو الأقتصادي،وحالة الأحباط العامة،وارتفاع المديونية ونسبة الفقر،،وذوبان الطبقة الوسطى،وتراجع الزراعة، والعجز الغذائي والمائي وبالطاقة.ويقدم ما قدره من عوامل أثرت على الحالة العربية،كحالة التخلف العامة،وواقع التعليم ووضع المرأة والتركيزعلى الحكم والسلطة وليس على بناء الدولة.
ويخلص بدران الى أن العقول المغلقة والنفوس المحبطة والتفكير اللاعلمي تسيء لأي شيء، وتقرأه قراءة خاطئة، عدا عن أستغراقها بالأيديولوجيات،التي تغرق العقول والنشء بموضوعات كلامية،بعيدا عن اي انجاز حضاري جديد،وعدم الأكتراث بالعلم الذي يتغذى من عدم الشعور بحالة التخلف،وضعف الأنتاج السلعي،والتشكيك بالعلم والفكر والعقل،والتمسك بحرفية النص،الى جانب الأخفاق بالتنوير وبالعقلية العلمية،وغياب الدولة المستقرة المستمرة. ولكي يعطي التعليم أفضل النتائج لا بد من أن تكون البيئة متوافقة مع العلم والتعليم والابداع. الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/02 الساعة 01:25