عام جديد.. وغوتيرس يبدأ به

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/02 الساعة 01:21

 طارق مصاروة

يجلس الان الشيوعي المعتق جوتيرش–بالشين كما اللفظ البرتغالي–على رأس اكبر سلطة دولية.. على مقعد سكرتيرية الامم المتحدة.

- ألم تتغير الدنيا؟!

- ألم يتغير جوتيرش؟!

يقول الرجل لدى تسلمه المنصب من الكوري الذي قدمه له اخواننا العرب قبل غيرهم, بدل زيد بن رعد.. يقول: هذا المنصب لا يحكم العالم, ولكنه يقدم لمجلس الامن امكانات الائتلاف على القضايا الكبرى, والسعي الحثيث لتنفيذها, فمنذ داغ همرشولد السويدي الذي قضى وهو منشغل بوقف دمار الكونغو, لم تحظ الامم المتحدة بأمين عام قوي, رغم محاولة بطرس غالي الذي خرج مطروداً لأنه تجرأ ونشر تقرير الامم المتحدة عن مذبحة قانا.

وغوتيرش صديق لبلدنا, وكاد يقضي وهو يتنقل من الزعتري الى عمان, صديق لانه يعرفنا, ويعرف القيم التي يتعامل بها الاردن مع نفسه.. مع اشقائه ومع العالم.

غوتيرش صديق لبلدنا, وللعالم الثالث من ان كان شيوعياً, يتعامل بالديمقراطية ويترأس رئاسة الوزارة في دولة عضو في الوحدة الاوروبية.

فذلك التعاطف الذي كان جزءاً من قناعات الشيوعيين الاوروبيين, والى حد ما الاشتراكيين وخاصة في السويد, فقد لا يعرف الكثيرون ان الرئيس السويدي بالمه كان يقدم مائتي مليون دولار سنوياً لثوار فيتنام. وقيل انه قتل على يد عميل ايراني وهو ذاهب لدار السينما مع زوجته دون أية حراسة.

- العالم يتغير.

- غوتيرش من هذا العالم.

- بالمعادلة المنطقية: غوتيرش يتغير.. ليكون افضل.

في العام الجديد, مرر مجلس الامن قرار وقف اطلاق النار في سوريا دون معارضة, وهذه اجمل بداية يمكن أن تقدمها الامم المتحدة لنا, ولغوتيرش وليس بعيداً أن يصمد القرار على الارض السورية وان يتطور الى عهد جديد يعود فيه السوريون الى شكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية.. هكذا بدون تكاذب بالصاق العروبة البازارية في الاسم الحقيقي, وبعلم شكري القوتلي. ودون قصة «المواطن» العربي الاول. فهذا المواطن أزيح ليجلس مكانه عبدالحميد السراج.

الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/02 الساعة 01:21