هل للخبرة التعليمية الطويلة وحدها مردودٌ حقيقي؟
هل تعتقد أنك معلمٌ ضليعٌ وخبير لمجرّد أنك أمضيت سنين طوال في مجال التدريس؟
هل تعتقد بأن هذه الخبرة التي اتّسمت بالتكرار والعمق في الأساليب والمنهجيات التقليدية وفي مجال التعليم بالذات كافية لجاهزيتك قيادة الأجيال اللاحقة بكفاءة؟
الخبرة الحقيقية هي المهارات والقدرات التي تتماشى مع الإيقاع السريع للعصر الحالي، فهي مقدرة الشخص على استيعاب الخبرات الجديدة واكتسابها والبناء على الخبرات السابقة ومن ثم التجديد والابتكار والإبداع والخروج بشيء جديد مع كل زمن جديد، فتجديد الفكر والعقل أساس التطور فى كافة أوجه الحياة، وبدونه تظل جهود التجديد، فى أي مجال، جامدة وقاصرة. ومع الزمن يبدو الماضى أكثر تقدما من الحاضر.
لكن إلى أي مدى يلتزم متخذو القرارات في المؤسسات التعليمية بالمنهج العلمي الحديث فى التفكير والإدارة وهل مجتمعنا واعٍ بأهمية الاسترشاد بذوي الفكر والنهج الحديث؟
من هنا أنوّه إلى أهميّة تطور مسارات حياتنا وتجديد عقول أبنائنا ومؤسساتنا، وتعميق الوعي المجتمعي وذلك للازدياد الهائل في المعرفة الإنسانية وتطبيقاتها كماً وكيفاً مما جعل التربية تتحول من عملية إعداد للحياة إلى عملية ملازمة للحياة، وهذا ما يفرض عليها إعادة النظر في أشكال التعليم والتدريب ونظمه، والحرص على التجديد المستمر الملائم لطبيعة تلك التغيرات الهائلة.
فعلى كل تربوي اكتساب المرونة اللازمة لمواجهة العولمة والتطورات الهائلة والإسهام في عملية تشكيل المستقبل بعيداً عن العُقم الفكري الذي لا يعطي أية مساحة للتنمية المستدامة والتطور السريع، ويقلل من وتيرة حدوث النهضة، بل وقد توقفها ويجعل إمكانية حصولها من المستحيلات.