حقائق تبدد أوهاماً
مراسم زفاف صاحب السمو الملكي، ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، أكدت عددا من الحقائق وبددت عددا من الأوهام.
اولى الحقائق التي اكدها الزفاف، ان الشعب الأردني شعب متحضر متمدن، فخلال ايام الفرح وعلى امتداد جغرافيا الأردن، وبكل الحشود التي شهدتها ساحات الفرح، لم تسجل مخالفة تذكر، أو قادرة على تعكير صفو الاردنيين او تسيء لصورة وطنهم، وكانت أروع صور التمدن والتحضير يوم الزفاف، ومرور موكب العروسين وسط الجموع المحتشدة.
في ايام الفرح هذه، برهن الاردنيون على ان التمدن والتحضير ليس شرطهما ان تنخلع الشعوب من جذورها، ولا من تراثها الشعبي وتقاليده، بل لعل من أهم الاسباب التي جعلت من زفاف سمو ولي العهد عرسا عالميا ذا طابع إنساني، هو أن مراسمه كانت محلية تراثية أردنية خالصة، قبل له هذا الطابع عريس مطلع على أحدث ما في العالم من تطور وتكنولوجيا وفنون، لكنه لم يجد في تراث شعبه ما يعيب، فاختاره طابعا لزفافه، وعنوانا لفرحه.
مراسم زفاف سمو ولي العهد بمقدار ما حفزت الاردنيين للفرح، فقد أحبطت أولئك الذين حاولوا تغيير صورة الاردنيين وثقافتهم وتقاليدهم، بل وصناعة رجال غير رجالهم.
وعلى ذكر صورة الاردنيين فإن زفاف ولي العهد قد كذب الصورة التي حاول البعض رسمها لهم، بانهم شعب نكد سوداوي ، لا يعرف الابتسامة، فاذا هم شعب قادر على الفرح و صناعته، قادر على التفاؤل.
كذلك اثبت زفاف ولي العهد ان الاردنيين قادرون على التنظيم والإنجاز، متى توافرت الارادة لذلك، فكان زفاف سمو ولي عهد مليكهم سلسلة من الانجازات التي توجت بجعل يوم زفاف اميرهم لوحة فنية عالمية، تمتع بها الجميع وعلى رأسهم ضيوف الأردن وسط أجواء آمنة مطمئنة، فشكرا لكل الذين أحسنوا استقبال ضيوف الأردن والسهر على راحتهم وأمنهم، فقد ساهموا بترسيخ الصورة المشرقة للاردن، وشكرا لكل من اضاف لمسة جمال من تراثنا الأردني على مراسم واماكن الاحتفالات بزفاف ولي عهدنا، فقد كان بذلك يبدد الكثير من الأوهام الباطلة عن الأردن قيادة وشعبا.