السحيمات يكتب: ما بعد فرح الأردن

م.حمزة السحيمات
مدار الساعة ـ نشر في 2023/06/07 الساعة 20:25
لم يكن حفل زفاف سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله زفافاً عادياً، بل كان حجر الأساس لمستقبل الأردن القادم. فقد عبر الشعب الأردني بمختلف أطيافه عن ولاءَهم وتجديد بيعتهم للقيادة الهاشمية وإظهار انتماءهم الكبير للأردن وتفاؤلهم بمستقبله.
إن أمام ولي العهد في قادم الأيام والسنين مهمة كبيرة، وهي أن يساند جلالة الملك في حمل ملفات كبيرة وكثيرة، وخصوصاً التحديات الداخلية. فعلى سبيل المثال أن يتبنى سموه ملف تحديث الإدارة الأردنية بنظرة شابة طموحه، من خلال الابتكار واستخدام التكنولوجيا الحديثة في كل المجالات، مما سيزيد الإنتاج والتقدم ويقلل من الأخطاء والفساد في مؤسسات الدولة.
إن المشاهد التنظيمية للحفل، التي أكدت نجاحها وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية، لا تدع مجالاً للشك أن في الأردن شبابٌ وشاباتٌ قادرين على الإدارة والابداع والابتكار؛ إذا صلُحت قيادتهم وتوجيههم بالشكل الصحيح. وهذا يظهر مدى حاجة الأردن لإدارة القوانين الإصلاحية إدارة حصيفة جادة، بشغفٍ بعيداً عن البيروقراطية والمزاجية في التعامل معها.
لقد كان فرح الشعب الأردني بزفاف ولي العهد، ومدى سعيهم لإظهار كل أشكال الفرح والسرور، رسالة إلى الدولة بأن هذا الشعب يستحق الفرح، وأظهر أنه ليس شعبًا سوداويًا ولا سلبيًا. بل هو شعب همشته الحكومات المتعاقبة، باتخاذها للكثير من القرارات الصعبة دون النظر لتبعيات هذه القرارات السلبية التي أثرت على معيشته. بل وقطعت هذه الحكومات كل طرق التواصل الإيجابي معه، فلا تسمع منه ولا تقدم له مُسببات قراراتها، ولا تطمئنه على مستقبله القادم.
لذا، على الدولة ممثلة بالحكومة أن تستثمر فيما شاهدته خلال الأيام الماضية وتعيد حساباتها، وأن تعيد حلقة الوصل بينها وبين شعبها من خلال تكثيف الزيارة للمحافظات والاستماع للطلبات والمعيقات. وأن يخصص رئيس الوزراء والوزراء يومًا في الاسبوع للقاء الناس والاستماع لهم وتقديم كل ما يمكن تقديمه. وأيضًا على الحكومة أن تتبنى استراتيجية اعلامية جديدة ومختلفة، بعيدًا عن الأساليب التقليدية القديمة في التواصل مع الرأي العام.
ونحن قادرون على ذلك وخيرُ دليلٍ هو التغطية الإعلامية التي جرت للزفاف الملكي سواء عبر القنوات الفضائية أو تلك التي جرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي ما زلنا نشاهد صداها حتى اليوم.
يدرك الجميع أن مشكلة الأردن اقتصادية بحتة، لكن أن نبقى ننظر لهذه المشكلة وهذا التحدي الكبير وننتظر الدعم من الإخوة والأصدقاء وننسى أو نتناسى أن هنالك تحديات أخرى يمكن وبأقل التكاليف حلها أو التعامل معها، فهذا ما سيعيق تقدمنا بل وسيهدم كلّ ما تم بناؤه خلال المئة عام الماضية -لا قدر الله-.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/06/07 الساعة 20:25