انتبهوا.. 'الائتلاف الوطني' يتصدّع
مدار الساعة ـ نشر في 2023/06/06 الساعة 00:14
ما يحدث داخل حزب «الائتلاف الوطني»، مؤسف وخطير، مؤسف لأن التصدعات التي ضربت مداميك الاندماج بين «زمزم» و»الوسط الإسلامي»، هزت أهم مشروع حزبي -بتقديري- كان يمكن أن يقدم نموذجا ناجحا للمصالحة والتوافق بين إدارات الدولة والمجتمع، وخطير لأنني اتوقع أن تنتقل عدواه لأحزاب أخرى، خاصة الجديدة، مما يضر بالتجربة الحزبية التي تشكل «الناقل الوطني» لعملية التحديث السياسي، وبوابة الدخول للمئوية الثانية للدولة الأردنية.
كنت أراهن على العقلاء في الحزب أن «يلمّوا الطابق»، وينتصروا لمشروعهم الذي آمنوا به، وقدموا من أجله ما يملكون من جهد ومال، لكن يبدو ان غياب، أو تغييب هؤلاء، دفع الجميع إلى الجدار، او ربما أغرى بعض الذين يريدون أن يستأثروا بالكعكة، أو الآخرين الذين أعتقدوا أن الحزب مشروعهم الخاص القابل للتوريث، أغراهم على المكابرة والتمترس خلف غنائمهم ومكتسباتهم التي انتزعوها بلا وجه حق، وبالتالي انقسم الحزب إلى فسطاطين، أحدهما يعتقد أن مشروعه أصبح مهددا، ولابد أن يدافع عنه ويستعيد شرعيته، والآخر مصر على أن اللعبة انتهت، و أنه لا مجال للتراجع عن الانتصار الذي حققه، بصرف النظر عن التفاصيل والتوافقات التي تمت في الغرف المغلقة، او تحت الأضواء.ما حدث، بالطبع، لم يعد سرا، فقد بعث أمين عام الحزب رسالة تهديد للأعضاء الذين اتهمهم بأنهم أساءوا لسمعة الحزب وقيادته، وتوعدهم باتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من يثبت عليه هذا الفعل، وبعد ساعات أصدر نحو 120 من كبار أعضاء الحزب بيانا اتهموا فيه قيادة الحزب وأمينه العام بالانحياز لمجموعة من الأعضاء، على حساب غيرهم، مما شكل انتكاسة للمسار، وتهميشا للمرأة والشباب، كما اتهموه بتشويه هوية الحزب، وإضعاف قدرته على التمثيل السياسي ( أكثر من ست محافظات لم تمثل في المكتب التنفيذي للحزب )، ثم استخدامه الحزب لأغراض شخصية، كما طالبوا في بيانهم أعضاء الحزب بالدفاع عن مشروعهم الوطني، وتصويب مساره، واستعادة شرعيته السياسية والتنظيمية. أعرف تفاصيل ما جرى منذ شهور، لكنني لا أريد أن أحمّل طرفا دون آخر مسؤولية ما حدث، المسألة تبدو أعمق مما يطفوا على السطح، أريد أن أشير، أولا، إلى أن هذا «الزلزال « سيكون له ارتداداته، وربما يتسبب بتدمير واحد من ابرز المشروعات الوطنية الحزبية التي تشكل عامل توازن وطني بين الديني والسياسي، فالحزبان خرجا من عباءة جماعة الإخوان، وطرحا، على مدى السنوات الماضية، أفكارا ألهمت الآلاف من الأعضاء الذين انتسبوا للحزب على قاعدة المشروع الوطني.أشير، ثانيا، الى ان الحزب تعرض لضربتين، إحداهما من كبار مؤسسيه الذين تخلوا عنه، بعد أن أدركوا أنه لم يبق لهم نصيب من المواقع القيادية، و الأخرى من الذين هبطو عليه بـ»المظلات» واختطفوه إلى حيث مصالحهم الشخصية، أشير، ثالثا، إلى أن التوافقات التي جرت، قبل الانتخابات، تم افشالها (لا تسأل كيف؟)، مما ولّد حالة من الشعور بالإقصاء لدى كتلة كبيرة، معظمها من الشباب والنساء، مقابل حالة أخرى من الاستقواء لدى كتلة استولت على المشهد، فأخذتها عزة الفوز إلى الإصرار على عدم التنازل، أو التوافق أيضا.أشير، رابعا، إلى أن ثمة أيدي خفية لها مصالحها بإضعاف الحزب، أو طرده من مارثون السباق بالانتخابات، وأخرى ربما لها حساباتها الخاصة، ولا علاقة لها بالمشروع، هذه الأيدي من داخل الحزب، أو من خارجه، عبثت أو حرضت او تدخلت بأشكال مختلفة للدفع نحو الانقسام والمكاسرة، وأوغلت صدور بعض الأعضاء للانتقام من بعضهم، حتى لو كان المشروع هو الخاسر.أعرف أن القارئ الكريم الذي يتابع ما جرى داخل الأحزاب، من استقالات وصراعات، سيمد لسانه لنا جميعا، لانه يشكك أصلا بجدية التجربة كلها، هذا يدفعني لتنبيه إدارات الدولة، و النخب الحزبية، لاستدراك أي خطأ، ومعالجته على الفور.يكفي ما وصل من رسائل لتيئيس الأردنيين ودفعهم إلى الانكفاء، والاستقالة من أي عمل وطني، يكفي ما حصل لبلدنا نتيجة الوصايات وسوء تقدير النتائج، نريد أن ينجح مشروع التحديد السياسي، لأنه مشروع الملك الذي ضمنه أمام الأردنيين، أرجوكم لا تفسدوا هذه التجربة، لأنها ستقرر مستقبلنا.
كنت أراهن على العقلاء في الحزب أن «يلمّوا الطابق»، وينتصروا لمشروعهم الذي آمنوا به، وقدموا من أجله ما يملكون من جهد ومال، لكن يبدو ان غياب، أو تغييب هؤلاء، دفع الجميع إلى الجدار، او ربما أغرى بعض الذين يريدون أن يستأثروا بالكعكة، أو الآخرين الذين أعتقدوا أن الحزب مشروعهم الخاص القابل للتوريث، أغراهم على المكابرة والتمترس خلف غنائمهم ومكتسباتهم التي انتزعوها بلا وجه حق، وبالتالي انقسم الحزب إلى فسطاطين، أحدهما يعتقد أن مشروعه أصبح مهددا، ولابد أن يدافع عنه ويستعيد شرعيته، والآخر مصر على أن اللعبة انتهت، و أنه لا مجال للتراجع عن الانتصار الذي حققه، بصرف النظر عن التفاصيل والتوافقات التي تمت في الغرف المغلقة، او تحت الأضواء.ما حدث، بالطبع، لم يعد سرا، فقد بعث أمين عام الحزب رسالة تهديد للأعضاء الذين اتهمهم بأنهم أساءوا لسمعة الحزب وقيادته، وتوعدهم باتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من يثبت عليه هذا الفعل، وبعد ساعات أصدر نحو 120 من كبار أعضاء الحزب بيانا اتهموا فيه قيادة الحزب وأمينه العام بالانحياز لمجموعة من الأعضاء، على حساب غيرهم، مما شكل انتكاسة للمسار، وتهميشا للمرأة والشباب، كما اتهموه بتشويه هوية الحزب، وإضعاف قدرته على التمثيل السياسي ( أكثر من ست محافظات لم تمثل في المكتب التنفيذي للحزب )، ثم استخدامه الحزب لأغراض شخصية، كما طالبوا في بيانهم أعضاء الحزب بالدفاع عن مشروعهم الوطني، وتصويب مساره، واستعادة شرعيته السياسية والتنظيمية. أعرف تفاصيل ما جرى منذ شهور، لكنني لا أريد أن أحمّل طرفا دون آخر مسؤولية ما حدث، المسألة تبدو أعمق مما يطفوا على السطح، أريد أن أشير، أولا، إلى أن هذا «الزلزال « سيكون له ارتداداته، وربما يتسبب بتدمير واحد من ابرز المشروعات الوطنية الحزبية التي تشكل عامل توازن وطني بين الديني والسياسي، فالحزبان خرجا من عباءة جماعة الإخوان، وطرحا، على مدى السنوات الماضية، أفكارا ألهمت الآلاف من الأعضاء الذين انتسبوا للحزب على قاعدة المشروع الوطني.أشير، ثانيا، الى ان الحزب تعرض لضربتين، إحداهما من كبار مؤسسيه الذين تخلوا عنه، بعد أن أدركوا أنه لم يبق لهم نصيب من المواقع القيادية، و الأخرى من الذين هبطو عليه بـ»المظلات» واختطفوه إلى حيث مصالحهم الشخصية، أشير، ثالثا، إلى أن التوافقات التي جرت، قبل الانتخابات، تم افشالها (لا تسأل كيف؟)، مما ولّد حالة من الشعور بالإقصاء لدى كتلة كبيرة، معظمها من الشباب والنساء، مقابل حالة أخرى من الاستقواء لدى كتلة استولت على المشهد، فأخذتها عزة الفوز إلى الإصرار على عدم التنازل، أو التوافق أيضا.أشير، رابعا، إلى أن ثمة أيدي خفية لها مصالحها بإضعاف الحزب، أو طرده من مارثون السباق بالانتخابات، وأخرى ربما لها حساباتها الخاصة، ولا علاقة لها بالمشروع، هذه الأيدي من داخل الحزب، أو من خارجه، عبثت أو حرضت او تدخلت بأشكال مختلفة للدفع نحو الانقسام والمكاسرة، وأوغلت صدور بعض الأعضاء للانتقام من بعضهم، حتى لو كان المشروع هو الخاسر.أعرف أن القارئ الكريم الذي يتابع ما جرى داخل الأحزاب، من استقالات وصراعات، سيمد لسانه لنا جميعا، لانه يشكك أصلا بجدية التجربة كلها، هذا يدفعني لتنبيه إدارات الدولة، و النخب الحزبية، لاستدراك أي خطأ، ومعالجته على الفور.يكفي ما وصل من رسائل لتيئيس الأردنيين ودفعهم إلى الانكفاء، والاستقالة من أي عمل وطني، يكفي ما حصل لبلدنا نتيجة الوصايات وسوء تقدير النتائج، نريد أن ينجح مشروع التحديد السياسي، لأنه مشروع الملك الذي ضمنه أمام الأردنيين، أرجوكم لا تفسدوا هذه التجربة، لأنها ستقرر مستقبلنا.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/06/06 الساعة 00:14