ما بعد فرحة الحسين
مدار الساعة ـ نشر في 2023/06/06 الساعة 00:11
لا يمكن أن نصف الأبعاد الاقتصادية التي تحققت للأردن بفرحة الحسين دون ربطها بما حصل على أرض الواقع فعليا على مستويات المملكة وقطاعاتها، فالحدث ليس مجرد احتفال بزفاف ولي العهد بقدر ما هو إظهار لحقيقة الإبداع الأردني وإظهار الصورة المشرقة والإمكانات الكامنة التي خرجت بهذا الاحتفال الوطني البهيج.
الاحتفال شكل تظاهرة سياحية عالمية بمشاركة زعماء ووفود من أكثر من 70 دولة شاركت في فرحة الحسين. هؤلاء كانوا خير سفراء للعالم كله بنقل الصورة الحقيقية لما شاهدوه بأعينهم، من احتفالات أُعدت بأيد أردنية بحتة، وبمشاركة شعبية عفوية جسدت مدى الترابط والتلاحم بين القيادة الهاشمية والشعب، وبأسلوب تقليدي غير مصطنع عكس الروح والقيم الوطنية والتراثية المحلية. احتفال الحسين وفّر دعامة اقتصادية غير مسبوقة للمملكة من خلال المشهد السياحي الاستثنائي الذي تحقق.الأردن بكل أطيافه عاش وشارك احتفالًا لأسابيع عمت الفرحة كل بيت وحارة وقرية ومدينة، والعالم شاهد بعينه من خلال رؤساء العالم وممثلي الدول الذين شاركوا بفرحة الحسين، واطلعوا على المعالم السياحية التراثية في أرض المملكة، وتجولوا فيها، وتلمسوا الأمان والحرية الموجودة في الشارع من خلال الاحتفالات العفوية ومشاركة المواطنين موكب الزفاف واحتفالات المحافظات ومضارب بني هاشم والحسينية. كلها أرست دعائم أساسية قوية للأردن على خريطة السياحة العالمية بهذا العرس الوطني الذي نقلته وسائل الإعلام والفضائيات ومحطات التلفزة العالمية، وكان الجميع مبتهجًا بفرحة الأردن بعرس الحسين.الأردن فعلا بات محط أنظار العالم السياحي، ووصل إلى نقطة العالمية التي تتطلب اليوم من الحكومة تحركات سريعة لتوظيف هذه الحالة الإيجابية العالمية، والتي أظهرت قدرات خارقة للأردنيين في تنظيم المناسبات والاحتفالات العالمية وبقدرات محلية بحتة شكلت إعجاباً وتقديراً من الجميع، ليس فقط في التنظيم، ولكن أيضا في الفرق الغنائية والموسيقية واللوجستية والتراثية، كلها صُنعت بأيد أردنية بحتة. تشير أحدث الإحصائيات الرسمية إلى ارتفاع الدخل السياحي للمملكة خلال الثلث الأول من العام 2023 بنسبة 84.5 % مقارنة مع الفترة المقابلة من عام 2022، بتسجيله لما قيمته 2,214.3 مليون دولار. هذه الأرقام تدل على أن السياحة عادت بقوة لتصدر أكثر القطاعات الرئيسة نموًا في الناتج المحلي الإجمالي، وأنها تجاوزت بكثير تداعيات كورونا. وهذا بحد ذاته يطرح مسؤوليات وتحديات عديدة لإحداث ثورة حقيقية في النهضة السياحية وتوظيف الحالة الراهنة بعد عرس الحسين بإصلاح منظومة السياحة بشكل مؤسسي يتجاوز التعقيدات الإدارية والمسميات الشكلية التي تقف دون إنجاز المنظومة السياحية لأهدافها بالشكل الصحيح.المطلوب دفع عجلة الاستثمار في القطاع السياحي بكافة أنواعه لاستيعاب التدفقات السياحية الكبيرة التي تتزايد أعدادها يوما بعد يوم، والتي من المرجح أن تصل إلى مستويات قياسية بعد فرحة الأردن بالحسين. لذا، يجب أن تكون البنية التحتية على قدر الاستعداد لخدمة تلك الأفواج بكفاءة وقدرة عالية، وهذا يتطلب استثمارًا مباشرًا. وهذا يفرض على الحكومة إزالة كافة أشكال العقبات أمام الاستثمار السياحي، خاصة في المنطقة الأثرية وتحديدًا البترا، والتي تشمل بعض بنود القوانين عقبة أمام الاستثمار هناك؛ بسبب التخوفات التي تشاع حول ملكية الأجانب في هذا المجال. فالأصل يجب أن يكون الاستثمار في المرافق السياحية مفتوحًا للجميع، أما مُلكية الأماكن الأثرية فهي للدولة فقط، وهذا كلام غير قابل للنقاش. بعد فرحة الحسين، الأمر يحتاج إلى تهيئة مرافق الاستقبال، وتحديدًا المطار، ورسوم العبور وغيرها من الرسوم التي تشكل عقبة أمام انسياب حركة أفواج الطيران السياحي؛ بسبب الرسوم العالية التي تتقاضاها في المطار.دفع عجلة الاستثمار السياحي يتطلب تغييرات جوهرية على قانون البلديات، والذي يضع رسوماً وعوائد تنظيمية كبيرة أمام أي مستثمر يرغب في تحويل الأراضي لمنتجعات وأماكن سياحية. هذا الأمر لا يخدم التطور والانتشار السياحي. في فرحة الحسين، ظهر الأردن في كل محافظاته وكأنه حفلة غنائية مترامية الأطراف بمشاركة شعبية كبيرة. أظهرت قدرة الأردن على أن يكون موقعاً أساسياً للاحتفالات والبهجة في المنطقة والعالم، باستقطاب أكبر المشاهير والمغنّين على مستوى العالم والمنطقة. نعم، هناك خطوات كبيرة تحققت فعلا في التطور السياحي واستعادة الألق لهذا القطاع، والفضل يعود للحكومة وهيئة تنشيط السياحة التي أعدت درسها جيداً، وسبقت الجميع بحملة ترويجية خارجية عالمية، عرفت العالم بالأردن ومرافقه المختلفة. لكن بعد احتفالات المملكة بزفاف الحسين، فإن التحدي أكبر في استقبال ما هو قادم، والذي يتطلب دعماً استثنائياً لكل جهود الترويج والاستثمار السياحي الذي تقوده الحكومة وهيئة تنشيط السياحة، التي أثبتت بإدارتها وعقولها الأردنية أنها قادرة على توظيف الحالة الإيجابية وتحويلها إلى حقيقة على أرض الواقع.
الاحتفال شكل تظاهرة سياحية عالمية بمشاركة زعماء ووفود من أكثر من 70 دولة شاركت في فرحة الحسين. هؤلاء كانوا خير سفراء للعالم كله بنقل الصورة الحقيقية لما شاهدوه بأعينهم، من احتفالات أُعدت بأيد أردنية بحتة، وبمشاركة شعبية عفوية جسدت مدى الترابط والتلاحم بين القيادة الهاشمية والشعب، وبأسلوب تقليدي غير مصطنع عكس الروح والقيم الوطنية والتراثية المحلية. احتفال الحسين وفّر دعامة اقتصادية غير مسبوقة للمملكة من خلال المشهد السياحي الاستثنائي الذي تحقق.الأردن بكل أطيافه عاش وشارك احتفالًا لأسابيع عمت الفرحة كل بيت وحارة وقرية ومدينة، والعالم شاهد بعينه من خلال رؤساء العالم وممثلي الدول الذين شاركوا بفرحة الحسين، واطلعوا على المعالم السياحية التراثية في أرض المملكة، وتجولوا فيها، وتلمسوا الأمان والحرية الموجودة في الشارع من خلال الاحتفالات العفوية ومشاركة المواطنين موكب الزفاف واحتفالات المحافظات ومضارب بني هاشم والحسينية. كلها أرست دعائم أساسية قوية للأردن على خريطة السياحة العالمية بهذا العرس الوطني الذي نقلته وسائل الإعلام والفضائيات ومحطات التلفزة العالمية، وكان الجميع مبتهجًا بفرحة الأردن بعرس الحسين.الأردن فعلا بات محط أنظار العالم السياحي، ووصل إلى نقطة العالمية التي تتطلب اليوم من الحكومة تحركات سريعة لتوظيف هذه الحالة الإيجابية العالمية، والتي أظهرت قدرات خارقة للأردنيين في تنظيم المناسبات والاحتفالات العالمية وبقدرات محلية بحتة شكلت إعجاباً وتقديراً من الجميع، ليس فقط في التنظيم، ولكن أيضا في الفرق الغنائية والموسيقية واللوجستية والتراثية، كلها صُنعت بأيد أردنية بحتة. تشير أحدث الإحصائيات الرسمية إلى ارتفاع الدخل السياحي للمملكة خلال الثلث الأول من العام 2023 بنسبة 84.5 % مقارنة مع الفترة المقابلة من عام 2022، بتسجيله لما قيمته 2,214.3 مليون دولار. هذه الأرقام تدل على أن السياحة عادت بقوة لتصدر أكثر القطاعات الرئيسة نموًا في الناتج المحلي الإجمالي، وأنها تجاوزت بكثير تداعيات كورونا. وهذا بحد ذاته يطرح مسؤوليات وتحديات عديدة لإحداث ثورة حقيقية في النهضة السياحية وتوظيف الحالة الراهنة بعد عرس الحسين بإصلاح منظومة السياحة بشكل مؤسسي يتجاوز التعقيدات الإدارية والمسميات الشكلية التي تقف دون إنجاز المنظومة السياحية لأهدافها بالشكل الصحيح.المطلوب دفع عجلة الاستثمار في القطاع السياحي بكافة أنواعه لاستيعاب التدفقات السياحية الكبيرة التي تتزايد أعدادها يوما بعد يوم، والتي من المرجح أن تصل إلى مستويات قياسية بعد فرحة الأردن بالحسين. لذا، يجب أن تكون البنية التحتية على قدر الاستعداد لخدمة تلك الأفواج بكفاءة وقدرة عالية، وهذا يتطلب استثمارًا مباشرًا. وهذا يفرض على الحكومة إزالة كافة أشكال العقبات أمام الاستثمار السياحي، خاصة في المنطقة الأثرية وتحديدًا البترا، والتي تشمل بعض بنود القوانين عقبة أمام الاستثمار هناك؛ بسبب التخوفات التي تشاع حول ملكية الأجانب في هذا المجال. فالأصل يجب أن يكون الاستثمار في المرافق السياحية مفتوحًا للجميع، أما مُلكية الأماكن الأثرية فهي للدولة فقط، وهذا كلام غير قابل للنقاش. بعد فرحة الحسين، الأمر يحتاج إلى تهيئة مرافق الاستقبال، وتحديدًا المطار، ورسوم العبور وغيرها من الرسوم التي تشكل عقبة أمام انسياب حركة أفواج الطيران السياحي؛ بسبب الرسوم العالية التي تتقاضاها في المطار.دفع عجلة الاستثمار السياحي يتطلب تغييرات جوهرية على قانون البلديات، والذي يضع رسوماً وعوائد تنظيمية كبيرة أمام أي مستثمر يرغب في تحويل الأراضي لمنتجعات وأماكن سياحية. هذا الأمر لا يخدم التطور والانتشار السياحي. في فرحة الحسين، ظهر الأردن في كل محافظاته وكأنه حفلة غنائية مترامية الأطراف بمشاركة شعبية كبيرة. أظهرت قدرة الأردن على أن يكون موقعاً أساسياً للاحتفالات والبهجة في المنطقة والعالم، باستقطاب أكبر المشاهير والمغنّين على مستوى العالم والمنطقة. نعم، هناك خطوات كبيرة تحققت فعلا في التطور السياحي واستعادة الألق لهذا القطاع، والفضل يعود للحكومة وهيئة تنشيط السياحة التي أعدت درسها جيداً، وسبقت الجميع بحملة ترويجية خارجية عالمية، عرفت العالم بالأردن ومرافقه المختلفة. لكن بعد احتفالات المملكة بزفاف الحسين، فإن التحدي أكبر في استقبال ما هو قادم، والذي يتطلب دعماً استثنائياً لكل جهود الترويج والاستثمار السياحي الذي تقوده الحكومة وهيئة تنشيط السياحة، التي أثبتت بإدارتها وعقولها الأردنية أنها قادرة على توظيف الحالة الإيجابية وتحويلها إلى حقيقة على أرض الواقع.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/06/06 الساعة 00:11