الدرك.. تعدد المهمات لا يحني الهامات
مدار الساعة - كتب: أنس صويلح
نجحت قوات الدرك كعادتها بانجاز مهامها الميدانية في حماية وصون العملية الانتخابية الى جانب بقية الاجهزة الامنية حيث جرت الانتخابات بطريقة سلسة ودون اي ملاحظات تذكر.
حاول البعض عرقلة المسيرة الانتخابية في بعض المناطق الا ان نشامى الدرك كانوا حاضرين بصلابة ودون هوان فتصرفوا بحزم كما تدربوا ليثبتوا ان في الاردن رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه من حماية للوطن والمواطنين.
واجب الانتخابات البلدية واللامركزية الذي اوكل للاجهزة الامنية وعلى راسها قوات الدرك كان مثالا هاما لما اشرنا إليه سابقا، فقد أعلنت قوات الدرك قبل بدء العملية الانتخابية عن انتشار 24 كتيبة درك في جميع أنحاء المملكة، وصلت إلى مواقعها بهدوء وبدون ضجيج، وعملت على مدار يومين بلا توقف كاشفة عن وجهها الأمني الحازم في التعامل مع الاحداث دون ان تغيب اللمحات الإنسانية التي كانت العنوان العريض لعملهم ، وخلال ذلك لم نسمع أو نقرأ بحقها أي انتقاد خلال الأيام اللاحقة رغم وجود آلاف الإعلاميين والمراقبين المنتشرين داخل وحول مراكز الاقتراع والفرز.
وقوات الدرك التي اعتدنا على احترافية ملموسة من قبل منتسبيها في كل واجب هام يشاركون في تأمينه، تكشف لنا في كل مرة عن عزائم صادقة يرافقها حسن إدارة وتنظيم، وقوات الدرك التي لم تملا شاشات القنوات وأوراق الصحف حديثا عن خطط واستراتيجيات، واكتفت بخطاب إعلامي متوازن مع طبيعة عملها الأمني الخاص، أثبتت أن الأردن لا زال مصنعاً للرجال ، وأن قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية لا زالت منجماً زاخراً بالمعادن الأصيلة، ومثالاً يحتذى في المهنية والانضباط. ما يميز قوات الدرك في عملها هو تواجد كبار الضباط في العمل الميداني باستمرار، فيسجل لمدير عام قوات الدرك اللواء الركن حسين الحواتمة انه كان على رأس قواته في الميدان في كل الواجبات التي اوكلت للجهاز دون ان يتأخر لحظة واحدة ليؤكد انه جندي مخلص كباقي الجنود العاملين في الميدان.
وفي العودة لاعداد الكتائب المشاركة بحماية العملية الانتخابية وبحسبة بسيطة نرى بان 24 كتيبة في العرف العسكري يساوي ما يقارب العشرة آلاف ضابط وجندي حسب التقديرات، يعمل من خلفهم رقم مقارب في وظائف لوجستية وفنية لدعم القوة الميدانية، وكذلك في حفظ امن عدد من المنشآت والمؤسسات الحيوية والحساسة مثل مبنى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، ومصفاة البترول الأردنية وشركة الفوسفات، وميناء العقبة، وبعض السفارات والمؤسسات الحكومية الأخرى ما يؤكد ايضا جاهزية الجهاز ويقظته واهليته بالعمل على مدار الساعة.
لا يمكن حصر واجبات الدرك بحماية العملية الانتخابية مع أن عدد المرتبات المشاركة بهذا الواجب تعد قليلة نسبيا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تعدد المهام الاخرى واتساع الرقعة الجغرافية وعدد مراكز الفرز والتوزيع والمقار المحروسة، إلا أننا نلاحظ أن قوات الدرك استطاعت بفضل حسن التنظيم والتوزيع ومرونة الحركة أن تعطينا الشعور بأن مرتباتها تواجدت في كل مكان، وبأعداد كافية للقيام بالواجبات فضلا عن قيام قوات الدرك بعد الانتخابات مباشرة في تأمين أمن الملاعب في بداية مباريات موسم كرة القدم. عزائم نشامى الدرك كانت على الدوام محط إعجاب، ولكن أكثر ما يميزها اليوم هو القدرة على التخطيط وإدارة القوى البشرية وتوزيع الجهود، إضافة إلى التنسيق الفاعل مع الأجهزة الأمنية الأخرى وبخاصة مديرية الأمن العام التي لعبت كذلك دوراً محورياً هاما في أمن العملية الانتخابية الأمر الذي سهل من ترجمة العزائم والنوايا الطيبة إلى أفعال على الأرض تستحق الإشادة والاهتمام.
ونقول لقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية حاملي شعار الوطن، قرة عين القائد ومحط دعمه واهتمامه، يا من اجتهدتم وأجدتم، وحملتم الأمانة بكل إخلاص، لكم من الأردنيين تحية اعتزاز واقتدار، شكرا لكم قادة، وضباطاً، وجنداً، كنتم عند حسن الظن بكم كما هو شأنكم دائماً، وإن فاتنا في يوم أن نسجل نجاحاتكم المتواصلة، أو أن نشير إليها، إلا أنكم تبقون الرقم الصعب، والمثال الناصع على الولاء والوفاء. حفظ الله الوطن والقائد وحفظكم، وأدام على الأردن نعمة الأمن والاستقرار.