نفرح لك أمير القلوب وولي العهد المحبوب
مدار الساعة ـ نشر في 2023/06/03 الساعة 23:21
يسرني في البداية أن أتقدم إلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبدالله بالتهنئة والتبريك بمناسبة زفاف سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد المحبوب والاميرة رجوة الحسين.
وبهذه المناسبة فقد عمت الفرحة جميع ارجاء وربوع مملكتنا الحبيبة في البوادي والقرى والمخيمات والمدن وكافة التجمعات السكانية وهم يضرعون إلى الله عز وجل أن يحفظ مملكتنا الحبيبة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم قائد المسيرة وحادي الركب وصاحب التاج.
وأنتهز هذه المناسبة لإتحدث عن صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد المحبوب في المحاور التالية:
أولاً: المولد والنشأة
ولد صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد في مدينة عمان في التاسع عشر من شهر محرم سنة 1415 هجرية، الموافق للثامن والعشرين من حزيران عام 1994 ميلادية، وقد نشأ سموه في بيت ورث المجد كابراً عن كابر، قدم للإمة العربية والإسلامية الكثير‘ فانتفض بثورة تحفظ للأمة كرامتها وتعيد لها هيبتها ووجودها وامجادها وتصون لغتها وثوابتها، ثورة تجمع العرب ولا تفرقها، واسمها يعزز عروبتها «الثورة العربية الكبرى»، نشأ في بيت الزعامة والرياسة والقيادة، قيادة تجمع الشرعية الدينية والدستورية، وشرعية الإنجاز، بيت عامر وشامخ في ذرا المجد والسؤدد، بيتا عروبيا كان المنحاز دوماً لكافة القضايا العربية، فالمملكة الأردنية الهاشمية موئل الأحرار، اسم جيشها «الجيش العربي» المصطفوي، وقد حظيت قواته المسلحة والأجهزة الأمنية دوماً بعناية ورعاية قائد المسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
وقد صدرت الإرادة الملكية السامية في التاسع من شهر رجب سنة 1430 هجرية، الموافق للثاني من شهر تموز عام 2009 ميلادية، بتسمية سموه ولياً للعهد.
التحق سموه بمدرسة «كينغز أكاديمي» في المملكة الأردنية الهاشمية وأنهى تعليمه الثانوي منها عام 2012، والتحق بعد ذلك في جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة التاريخ الدولي وتخرج منها عام 2016.
ثانياً: الخدمة العسكرية:
التحق سمو ولي العهد في الأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست وتخرج منها عام 2017، هذه الأكاديمية التي تخرج منها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عام 1981، وجلالة المغفور له بإذن الله الملك الراحل الحسين بن طلال عام 1950، وجلالة المغفور له بإذن الله الملك الراحل طلال بن عبدالله عام 1929.
وتعتبر الأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست Royal Military Academy» Sandhurst»، من أهم المعاهد العسكرية التي تخرج منها ملوك وامراء ورؤساء وشيوخ وقيادات على مستوى العالم وهي كلية عسكرية بريطانية عريقة تم تأسيسها عام 1802 وتعتبر مركز تدريب أساسي لضباط الجيش البريطاني.
شارك سمو الأمير حسين إلى جانب أفراد القوات المسلحة الأردنية في العديد من الدورات التدريبية العسكرية والمتخصصة الميدانية وفي القفز المظلي والعمليات الخاصة والقوّات البحريّة، وتدرب على مختلف صنوف المهارات والعمليات القتالية. حصل على دورة قيادة الزوارق ودورة الغطس التعبوي في القوة البحرية الملكية الأردنية وشارك مجموعة الزوارق المقاتلة في الواجبات والدورات والتمارين وشارك أيضا في تمارين القفز المظلي في الولايات المتحدة الأمريكية. كما شارك إلى جانب أفراد القوات المسلحة الأردنية في العديد من الدورات التدريبية العسكرية والمتخصصة الميدانية.
ويحرص سموه على مشاركة نشامى القوات المسلحة الأردنية في التمارين العسكرية بكل همة ومعنوية ونشاط واعتزازه كبير برفاق السلاح، ويحرص على زياراتهم في الميدان في لقاءات مفعمة بالحب والفخر والاعتزاز رجال عاهدوا الله أن يبذلوا الغالي والنفيس في الذود عن حمى الأردن وصون كرامته وفداء قيادته الملهمة الحكيمة بالأرواح والمهج، وقريباً غير بعيد كانت فرحة النشامى رفاق صاحب السمو الملكي أمير القلوب وولي العهد المحبوب في لواء الملك الحسين المدرع (40) وذلك بليلة سمر أردنية بمناسبة قرب زفاف سموه تعانق فيها النشامى أصحاب الهامات العالية مع سمو الأمير المحبوب بكل فرح ورجاء أن يحفظ سموه ويديم عزه في ظل قائد المسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، نشامى الجيش والأجهزة الأمنية الذين لهم في وجدان القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية سيدنا أبو حسين حفظه الله كل المحبة والتقدير، والذين لهم في قلوب الأردنيين جميعاً مكانة مرموقة فيها كل المحبة والفخر والاعتزاز.
عام 2021 أشرف ولي العهد على إعداد برنامج «رفاق السلاح» لدعم المتقاعدين العسكريين والذي يتكون من خمسة محاور، جرى وضعها بناء على التوجيهات الملكية لدعم المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، من خلال لجنة شُكلت لهذا البرنامج مكونة من رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشارة جلالة الملك للسياسات، ومديرا المخابرات العامة والأمن العام، ومحافظ البنك المركزي.
تم الإعلان عن برنامج رفاق السلاح في يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، الذي يصادف 15 فبراير–شباط من كل عام ويشمل برنامج خمسة محاور، تشمل ثلاثة محاور مادية، ومحورين معنويين، تتمثل في تسريع دور قروض الإسكان العسكري والاستفادة من الخدمات المصرفية التي يقدمها صندوق الائتمان العسكري وبرنامج المنافع والخصومات ضمن شبكة واسعة من التجار والموردين وإيجاد مسارات خاصة للمتقاعدين في مختلف الدوائر والمؤسسات الحكومية، إضافة إلى الدورات التوجيهية والتدريبية لضباط الصف قبل التقاعد
ثالثاً: المشاركة في المؤتمرات الدولية والإقليمية والعربية
شارك سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه في العديد من المؤتمرات الدولية، مشاركة فاعلة مثل فيها المملكة الأردنية الهاشمية خير تمثيل.
فقد ترأس سموه جلسة مجلس الأمن الدولي بتاريخ 23 نيسان 2015 المخصصة لمواجهة أفة الإرهاب والتطرف وكان سموه الأصغر سناً بين رؤساء الوفود والقى سموه كلمة الأردن، وتالياً ابرز ما ورد في هذه الكلمة:
التأكيد على دور الشباب في صناعة السلام ومكافحة الإرهاب، حيث يقول سموه » كما يسعدني حضور هذه الجلسة النقاشية حول الشباب في مناطق النزاعات ودورهم في صناعة السلام، فالعالم اليوم يواجه أحد أكبر التحديات، وربما التحدي الأعظم أمام الأمن والسلام الدوليين هو الإرهاب والتطرف، والشباب هم أولى الضحايا.
إننا نواجه اليوم آفة تهدد العالم أجمع، وما من دولة مستثناة من خطر الإرهاب، فعدوه الإنسان والإنسانية بصرف النظر عن الدين أو الجنس أو العمر أو الجنسية. فالكل معني بالحرب على الإرهاب.
كما أن الأحداث والنزاعات وتبعاتها التي شهدها العالم في العقود القليلة الماضية جعلت أعدادا متزايدة من الشباب عرضة للوقوع في ظلمات التطرف وشراك المضللين، فالشباب هم الأكثر استهدافا بالتجنيد الطوعي وغير الطوعي من قبل الجيوش والجماعات المتطرفة والإرهابية. لذلك، لا بد من اتخاذ التدابير السريعة لوقف تغذية نيران الإرهاب بدماء وأرواح شبابنا.
أكثر من نصف سكان العالم هم دون سن الــثلاثين، غالبيتهم العظمى في الدول النامية. وتشير الدراسات إلى أن الفقر والبطالة والجهل وضعف العلاقات العائلية توفر بيئة جاذبة للفكر المتطرف والأفكار الظلامية.
وإذا ما نظرنا إلى البيانات، نجد أن وضع الشباب على المحك: ففي العالم ما يقارب ثلاثة وسبعين مليون شاب عاطل عن العمل، وأكثر من أربعة عشر مليون شاب نازح أو لاجئ. كما أن غالبية ضحايا النزاعات المسلحة هم من فئة الشباب."
استغلال الجماعات المتطرفة لوسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي لاستمالة الضحايا لدخولهم عالم الإرهاب حيث يقول سموه » إن الشباب هم الشريحة الأكثر تواجدا على الإنترنت، والجماعات المتطرفة تبث سمومها عبر وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي لاستمالة الضحايا لدخول عالمهم المظلم، مدَّعين مخاطبتهم بالدين والثواب من خلال أفلام مسجلة بتقنيات جذابة، فينظر الشباب إلى تلك الفئات بانبهار، وبأن جرائمهم إنجازات عظيمة. علينا أن نواجه هذا الخطر الذي يستغل طاقات الشباب لبناء عالم خال من الإنسانية، وأن لا نركِّز كل طاقاتنا للإجابة على «ماذا نفعل»، بينما روح الإجابة تكمن في «كيف نفعل».
ولذلك، فعلينا تمكين الشباب من خوض معركة المستقبل بأنفسهم، بإعطائهم الأدوات ليخاطبوا جيلهم من خلال منصات التواصل الإلكتروني، ليشكلوا شبكات فكرية وتحالفات عملية تصل هذا الجيل وتقود الرأي الشبابي والفكر المبني على التعايش واحترام التنوع ونبذ العنف."
وقد رعى سموه المنتدى العالمي للشباب والسلام والذي استضافته الأردن بالشراكة مع الأمم المتحدة (2015)، واعتبر الأول من نوعه، كمظلة عالمية لأكبر تجمع لممثلي المنظمات الشبابية حول العالم وألقى فيه سمو الأمير خطاب الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي شهد حضوراً دبلوماسيا وشبابيا دولياً ممثلا لكل الأطراف المعنية، وتالياً ابرز ما جاء في هذا الخطاب:
إعتزاز سمو الأمير الكبير بالإردن حيث يقول سموه » يقال إن البيت يعمر بزواره من الأصدقا،ءإن هذه المقولة تجد صداها الحقيقي في بيتي الكبير (الأردن) واليوم، اسمحوا لي أن أرحب بكم جميعاً في بلدي الحبيب، واعلموا أن حضوركم يسعدنا، لأن ثوابت وطني الراسخة والمبنية على السلام والاحترام المتبادل تنمو وتتعزز مع كل صداقة جديدة.
إننا نفخر بأن بيتنا، الأردن، لم يسبق له أن رفض جاراً طلب الملجأ والإغاثة؛ إنه بيتٌ لكل من ينشد السلام والتقدم؛ لأن السلام ليس مجرد سياسة، وليس قيمة عليا فقط، إنه سمةٌ إنسانيةٌ وهو الدعامة الأساسية للبيت الذي يجمعنا كأسرة عالمية واحدة.
فأهلاً وسهلاً بكم في الأردن، وبهذه المناسبة أشكر بشكل خاص شركاءنا: منظمة الأمم المتحدة بقيادتها ذات الرؤية الحكيمة، والشبكة المتحدة لبناة السلام الشباب، ومنظمة البحث عن أرضية مشتركة. «
الشباب هم المستقبل ومن يمتلك مفاتيح عقولهم تفتح له أبواب المستقبل، حيث يقول سموه » الشباب هم المستقبل». ربما تكون هذه العبارة إحدى أكثر العبارات ترديدا عن كيفية التأثير بالمستقبل من خلال تشكيل أجياله؛ وجزءا من خطاب الرؤساء والساسة والأحزاب.
من يمتلك المفاتيح لعقول الشباب، تفتح له أبواب المستقبل. هذه الاستراتيجية اتبعها ويتبعها كل من يريد أن يرسم ملامح الأجيال، فالشباب إن اقتنعوا برسالة سيكرسون حياتهم فداءً لها.
وللأسف، إذا نظرنا إلى تاريخنا الحديث نجد الطغاة والمحتلين والإرهابيين بجميع أشكالهم، ومنهم القاعدة وداعش، كلهم استغلوا الشباب وطاقاتهم.
أما حان الوقت لنسخر تلك المعادلة في صناعة السلام؟ لبناء أجيال قوية لا تتأثر بشعارات ذوي الأجندات أيا كانت!
لم تكن تلك المعادلة أكثر دقة من اليوم. فلم يكن العالم شابا ويافعا أكثر مما هو اليوم؛ وبالتالي، لم تكن هناك فرصةٌ أكبر للتأثير في المستقبل يوما، خاصة في العالم العربي، حيث نسبة الشباب دون الخامسة والعشرين تبلغ نحو سبعين بالمائة من مجمل السكان. «
الشباب هم الرصيد الاستراتيجي والثروة الحقيقية، حيث سقول سموه » الشباب هم الرصيد الاستراتيجي، وهم الثروة الحقيقية، وهذا ما أراه كل يوم في شباب بلدي الأردن، وفي شباب جيلي حول العالم.
الشباب هم صفوف الجيوش الجاهزين لفداء أرواحهم وأيامهم من أجل مستقبل بلدهم، هم جنود حفظ السلام الذين يعينون إخوانهم في الإنسانية في المناطق المنكوبة، هم الأطباء الذين تطوعوا لإغاثة إخوانهم العرب في وقت النكبات في غزة، هم المعلمون الذين يذهبون إلى مخيمات اللاجئين حتى لا يحرم الأطفال من أبجديات المعرفة، هم ملايين الشباب ممن يشكلون شبكات عطاء بلا مقابل.
هذه أمثلةٌ مما أراه وألمسه وعلى سبيل المثال لا الحصر، هذا هو جيلي؛ هؤلاء هم صناع السلام."
الشباب اصحاب الهمة والأكثر وعيا ومجاراة لتطورات عصرهم، حيث يقول سموه » أؤكد لكم بأن جيلي من الشباب لا تنقصهم الهمة، بل على العكس، هم الأكثر وعياً بظروف أوطانهم، هم الأكثر مجاراة لتطورات عصرهم، هم أكثر جيل استطاع أن يتواصل مع العالم ويسمعه صوته، لأنه أتقن لغة هذا العصر، فالفضاء الإلكتروني ينقل صوته من الشرق إلى الغرب دون قيود أو حدود.
هذا هو جيلي، وشبابه أكفياء لكي يكونوا شركاء في وضع استراتيجية مستقبلية تلائمهم. «
التحديات جعلت الشباب قادرين على تحمل المسؤولية، حيث يقول سموه » التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية جعلت شبابنا، رجالا ونساء، قادرين على تحمل المسؤولية، وواجبنا أن نوفر لهم البيئة التي تولد أحلاما قابلة للحياة، وقابلة للتحقيق، قادرة على تغيير مسار حياتهم. فلا حلم دون أمل، والأمل حق أساسي من حقوق كل شاب. ونحن هنا لنؤكد على هذا الحق، ولندفعهم كي يحلموا حلما أكبر وأبعد كل مرة، ليس ليكونوا أكبر جيل شاب عرفه التاريخ فقط، بل صناع أكبر قفزة نوعية يشهدها العالم باتجاه السلم والعيش المشترك. «
وقد ألقى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الكلمة الرئيسية في الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) حول الشرق الأوسط وشمال افريقيا والذي استضافته الأردن 2017، وقد تضمن الخطاب جملة من المحاور أهمها:
"إعتزاز سمو الأمير الكبير بالإردن والأردنيين، حيث يقول سموه » يشرفني أن أتحدث هنا باسم وطني الغالي الأردن، وأن أعبر عن آمالنا المشتركة في المنطقة. واسمحوا لي أن أشكر، باسم جميع الأردنيين، أصدقاءنا الذين جاؤوا من سائر أنحاء العالم ليساهموا في إنجاح هذا المنتدى. «
تمكين الأجيال نحو المستقبل وما فيهم إلى مهارات التحليل والإدارة والتخطيط، حيث يقول سموه » يأتي محور نقاشات المنتدى هذا العام حول مفهوم التحول وتمكين الأجيال نحو المستقبل في الوقت المناسب، فصناع القرار في عصرنا هذا يحتاجون إلى توظيف مهارات التحليل والإدارة والتخطيط بدقة متناهية، ليواكبوا حجم وسرعة التغيير والتحول في عالمنا.
ولكن، بالنسبة للشباب هنا وفي كل مكان، والذين يشكلون الأغلبية في منطقتنا، فنحن ولدنا في عالم يتسم بالتحول المتسارع، حيث الابتكار المستمر هو جزء أساسي من حياتنا. فقد نشأنا على وقع التكنولوجيا والتطبيقات وأساليب جديدة للتواصل والتعلم والعمل. إن التغيير المستمر بات، في الواقع، النمط الثابت الذي نعيشه. «
التصدي لإي تيار ظلامي يغرقنا في المزيد من العنف والتعصب، حيث يقول سموه » يعيش شباب الشرق الأوسط، كباقي الشباب في أرجاء العالم، في بحر واسع من المتغيرات المستمرة. إلا أن بحرنا يتجاذبه تياران متعاكسان، متساويان في القوة مختلفان في الاتجاه.
فأحدهما يدفع باتجاه غادِر، ويستدرج شبابنا نحو واقع ظلامي يغرقنا في المزيد من العنف، والتعصب، والفكر المتطرف الذي يتخذ من المنخرطين فيه وقودا له. والآخر يأخذنا إلى شواطئ مشرقة وواعدة تتسم بالاعتدال، حيث تعيش هويتنا العربية والإسلامية بسلام وتناغم إلى جانب التقدم والحداثة، وإلى واقع يمكننا من المساهمة بإيجابية وإنتاجية في العالم من حولنا.
نحن لن نسمح لأي تيار بأن يجرفنا، فالخيار بأيدينا. ما يريده الشباب العربي هو ذاته ما يريده أقرانهم في كل مكان. يريدون فرصا عادلة؛ يريدون فرصة ليكون صوتهم مسموعاً؛ وفرصة لإحداث التغيير. وما يميز شبابنا العربي أنهم تواقون ومتعطشون لهذه الفرص لدرجة لم أشهد لها مثيلاً. قد يعود ذلك إلى التحديات الصعبة التي نواجهها، والتي تدفعنا للتشبث أكثر بالأمل. فالشباب في منطقتنا هم من أكثر الفئات استخداماً لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت. نحن جيل نشط في استخدام الهواتف الذكية والألعاب الرقمية والتواصل اللحظي. نحن أيضاً الطلاب الذين ينهلون من المعرفة العالمية من خلال الإنترنت، ونحن كذلك الرياديون الشباب الذين يوظفون التكنولوجيا الرقمية لبناء الأسواق والتوسع بمشاريعهم. «
الشباب لا يكتفون بتبني التكنولوجيا وتطويعها لكنهم يقودون الإبتكار والتغيير، ويقول سموه بهذا الخصوص » والأهم من ذلك، أن شباب منطقتنا لا يكتفون فقط بتبني التكنولوجيا وتطويعها. فهم أكثر من مجرد مستهلكين؛ إذ ستجدون في منطقتنا، وبكل فخر خاصة في الأردن، شباباً وشاباتٍ يقودون الابتكار والتغيير. فقد ابتكروا حلولا وخدمات تواكب عصرنا الحديث، وأنتجوا محتوى عربياً جديداً على شبكة الإنترنت، وأبدعوا أفكارا جديدة لخدمة منطقتنا وعالمنا. وفي هذا المنتدى، ستستمعون إلى هؤلاء الرياديين يتحدثون عن ابتكاراتهم وعن التحديات التي يواجهونها. وأود هنا أن أهنئ الأردنيين الذين يقودون إحدى وعشرين شركة ناشئة من بين أفضل 100 شركة ناشئة في المنطقة اختارها المنتدى. أنتم تمثلون القدوة لمستقبل شبابنا الواعد في مثابرتكم، وطموحكم، وإصراركم».
وقد ألقى سموه كلمة الأردن في اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بتاريخ 22 أيلول 2017، وقد أكد سموه على أن عالمنا يقف اليوم على مفترق طرق «فعالمنا يقف اليوم على مفترق طرق مفصلي، نتيجة تلاقي كل من العولمة المتجذرة مع الابتكارات التكنولوجية التي تحدث تغييرا عميقاً. كما يقف العالم على أعتاب ثورة صناعية رابعة تعيد تعريف الكيفية التي تعمل بها مجتمعاتنا وطريقة تفاعلنا مع بعضنا البعض كبشر. ففي عالمنا الذي يشهد درجة عالية من الترابط بفضل التكنولوجيا يقترب الناس من بعضهم البعض، وتزداد الفرقة بينهم في آن واحد.
وفي خضم هذا كله، يتساءل أبناء وبنات جيلي من الشباب: ما هي القيم التي ترسي المواطنة العالمية اليوم؟ وإلى أي اتجاه تشير بوصلتنا الأخلاقية؟ وهل سترشدنا إلى عدالة وازدهار وسلام يعم الجميع؟"
وقد أكد كذلك على ما واجهه الأردن عبر التاريخ من «الصدمات الخارجية الواحدة تلو الأخرى، إلا أن العقدين الأخيرين كانا في غاية الصعوبة؛ فالعديد من الصراعات تحيط بنا حاليا من عدة جهات، وعبر السنوات السابقة، شهدنا حروباً في غزة والعراق وسوريا وليبيا واليمن، فضلا عن حالة الجمود في فرص تحقيق السلام في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. كما اضطر الأردن إلى تحمل تبعات الأزمة المالية العالمية، وأزمات الطاقة.
وقد تركت كل هذه الأحداث أثراً عميقاً وملموساً، إذ أوصِدت الطريق إلى العراق، الذي يشكل أكبر سوق لصادراتنا، وتوقفت التجارة مع سوريا، مما أفقدنا أهم منافذنا التجارية إلى تركيا وأوروبا. كما تضرر قطاعا السياحة والاستثمار بسبب انعدام الاستقرار في المنطقة على الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلناها لنحول دون ذلك.
لست أدري إن كانت هناك دولة أخرى في التاريخ الحديث قد تعرضت لمثل هذا الكم الهائل من الأزمات المتتالية، ووجدت نفسها محاطة بعدد كبير من الصراعات التي لم يكن لها يد فيها.
ولا تتوقف الأزمات عند هذا الحد؛ فبلدي الأردن الفقير بالموارد، وسط إقليم يعج بالأزمات، يستضيف 1.3 مليون لاجئ سوري، بالإضافة إلى ملايين اللاجئين الفلسطينيين ومئات الآلاف من العراقيين، وآخرين من ليبيا واليمن. إن الأردن اليوم هو أحد أكثر دول العالم استضافة للاجئين.
إن الكلفة المباشرة للأزمة السورية تستنزف أكثر من ربع موازنتنا، ويمتد أثرها إلى مجتمعاتنا المحلية، حيث يعيش تسعون بالمئة من اللاجئين السوريين. وبالتالي، فهناك ضغوطات متزايدة على قطاعات الإسكان، والغذاء، والطاقة، والرعاية الصحية، والتعليم، والعمل.
وبالرغم من هذه التحديات الكبيرة، لم نتراجع عن مبادئنا وقيمنا، ولم ندر ظهرنا لمن يحتاجون العون. ورغم حجم الدين الهائل الذي يثقل كاهلنا، إلا أننا نقف شامخين بكل اعتزاز وثقة بما بذلناه؛ فجنودنا يواجهون الرصاص وهم يساعدون اللاجئين للعبور بأمان إلى أرضنا، وليس لردهم عنها.
كما أننا لم نتردد في جهودنا الإصلاحية، على الرغم من الأثر الصعب لبعضها على شعبنا. وعلى العكس من ذلك، فكلما ازداد الحمل ثقلاً، ازددنا إصرارا على التقدم بثبات أكبر. ونحن لا ندعي المثالية أبدا، ونعي تماماً بأنه حتى نتمكن من تخفيض نسبة البطالة وتوفير فرص العمل للشباب ولأجيال المستقبل، علينا أن نحسّن البيئة الاستثمارية بشكل جذري، وأن نعزز النزاهة والمساءلة، وأن نطور نظام التعليم، وأن ندعم الرياديين الشباب. لقد درجت العادة في الظروف الطبيعية أن يتم ربط المساعدات بما نحرزه من تقدم، لكننا نمر في ظروف استثنائية، تشكل فيها المساعدات أرضية مهمة حتى نتمكن من مواصلة إصلاحاتنا السياسية والاقتصادية.
إن الظروف الصعبة لم تمنع الأردن من أن يستمر في المساهمة الإيجابية لتحقيق الخير للعالم أجمع.
فنحن متمسكون بالتزامنا بحل عادل وسلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يستند إلى حل الدولتين، رغم ضعف التفاؤل.
كما أننا مستمرون بكل عزيمة بالنهوض بواجب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف. فالحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف أساس تحقيق السلام في إقليمنا وفي العالم، انطلاقاً من مكانة المدينة في الأديان السماوية.
كما أن عزيمتنا لم تنثني في الحرب الدولية ضد الإرهاب وفي حرصنا على نشر القيم الحقيقية للإسلام الحنيف. لقد ساهمت قوات حفظ السلام الأردنية في حماية المدنيين الأبرياء في هاييتي، ودارفور، ووصولاً إلى تيمور الشرقية. كما يبرز صوت الأردن عالياً في الدعوة إلى الاعتدال والانفتاح على جميع المكونات الاجتماعية وإدماجها، في منطقة يشتد فيها صخب الفرقة والتطرف.
إن الأردن لطالما قام بفعل الصواب، المرة تلو الأخرى، لأن هذا هو جوهر النزاهة والصدق والثقة، ولكن كيف كان رد العالم إزاء هذا؟
بالتأكيد، يحظى الأردن بالتقدير والمديح بشكل مستمر على مواقفه الإنسانية والأخلاقية، ونحن فخورون بسمعة بلادنا، إلا أن الكلام الطيب لا يدعم الموازنة، ولا يبني المدارس، ولا يوفر فرص العمل.
وعليه، فما زالت هناك أسئلة مهمة تشغل بال الأردنيين، خاصة الشباب.
فكيف لدولة صغيرة مثل الأردن، تكافح في وجه صعوبات قاهرة كهذه، أن تستمر في معاناتها بحجة أن أصدقاءها يعانون من الإرهاق المالي جراء تقديم الدعم؟ وكثيرا ما تذكّرنا المؤسسات المالية أننا من أكثر الدول التي تتلقى المساعدات على مستوى الفرد، ولكن وبنفس المقياس، فقلما تجد بلداً يتحمل على مستوى الفرد هذا الكم الهائل من الصدمات الخارجية أو يساهم في السلام والأمن العالميين مثل الأردن.
وكيف لبلدٍ مثل الأردن أن يوفر ملجأ للملايين من اليائسين والمحتاجين، بينما يدور الجدل في دول أغنى بكثير حول قبول بضعة آلاف منهم؟».
وقد ألقى سموه الكلمة الرئيسية في الجلسة الافتتاحية في مؤتمر تيك وادي السنوي في السيليكون فالي بمدينة سان فرانسيسكو بتاريخ 7 فبراير 2020 أهم ما ورد فيها:
إظهار معاناة الأردن نتيجة تدفق عدد هائل من اللاجئين فقد واجهت المملكة أزمة » في بلدي الأردن، لدينا بعض الخبرات في التغلب على الأزمات واتخاذ القرارات الصعبة. لقد واجهنا أزمة مالية وحالة عدم استقرار في المنطقة، ونتيجة للصراعات التي تحيط بنا، تدفق إلينا عدد هائل من اللاجئين. واليوم، يعد الأردن أحد أكبر مستضيفي اللاجئين في العالم.
لقد اخترنا أن نفتح حدودنا. هل كان ذلك قرارا اقتصاديا سليما؟ بالطبع لا، فقد ارتفعت المديونية والبطالة، وشعرنا بالضغوطات على قطاعات الإسكان والغذاء والطاقة والرعاية الصحية والتعليم، ولكننا اخترنا ذلك لسبب بسيط للغاية: لأنه الفعل الصائب. فبالنسبة للبعض، السياسة تتعلق بالسلطة، أما بالنسبة لنا، فهي تتعلق بالإنسانية.
«وفي كثير من الأحيان، تطغى صراعات منطقتنا على قصة الأردن، ففي الشرق الأوسط تجد بعض أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدها التاريخ الحديث، ولطالما كان تحقيق السلام صعب المنال، فلا أحد يدرك ذلك أكثر من عائلتي؛ إذ أن جدي، الملك الحسين، أمضى حياته، حتى آخر أيامه، يعمل من أجل السلام، وإن والدي الملك عبدالله الثاني، يواصل الكفاح، بقيادة شجاعة وحنكة دبلوماسية، من أجل تحقيق سلام عادل وشامل. فكما قال مؤخرا، هو الطريق الأصعب ولكنه الأسمى.
على شعبنا أن يتصور مستقبلا مختلفا، مستقبلا أفضل. فهو ليس مرهونا بما مضى، بل بما هو ممكن، لا سيما شبابنا. فلدينا ثاني أكبر نسبة من الشباب في العالم من حيث عدد السكان، كما أن نسبة عدد السكان في سن العمل وصلت الآن إلى أعلى مستوياتها، وستستمر كذلك للعشرين عاما القادمة. إنها فترة واعدة للغاية لمنطقتنا."
» إن القوى العاملة من شبابنا الموهوب متعطشة إلى العمل في مجال التكنولوجيا. ففي الأردن وحده، 22 في المائة من خريجي الجامعات قد تخصصوا في مجال الهندسة أو تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ومن خلال الشراكة معنا ومع العالم العربي، ستساعدوننا في تدريب الشباب العربي على صناعات المستقبل، ولكن لكم أيضا في هذا مكاسب؛ إذ يحتاج «السيليكون فالي» إلى المبرمجين والمهندسين. وإن المبرمجين والمهندسين العرب بحاجة إلى وظائف.
إذن، فإن الحل لكلتا المشكلتين واضح، ولهذا السبب، يعمل العديد من عمالقة قطاع التكنولوجيا على توسعة وجودهم في العالم العربي، وبالتالي ضمان الوصول إلى أسواق جديدة غير مستغلة.
واليوم، تدير شركتا أمازون ومايكروسوفت أعمالا إقليمية من الأردن، كما أن المملكة العربية السعودية تعمل على بناء بيئة حيوية للشركات الناشئة، وتعمل مصر بالشراكة مع شركة آي بي إم على التحول الرقمي.
ولكن، وفوق كل ذلك، إن الشراكة مع منطقتنا يمكنها أن تحقق المزيد.
فلننظر إلى الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، فقد رأينا جميعا العناوين الإخبارية، التي تتحدث عن استخدام البيانات، لتعكس لنا التعصب وأسوأ الطباع البشرية. والحل لا يكمن ببساطة في ابتكار مجموعة بيانات أكثر تنوعا، بل في بناء فريق متنوع بالفعل».
وقد ألقى سموه في أعمال الدورة الثالثة لمؤتمر القمة العالمية للصناعة والتصنيع بتاريخ 5 أيلول 2020 وقد تضمنت الكلمة العديد من الأفكار لعل من أبرزها:
"لقد فرضت علينا جائحة فيروس كورونا، التأقلم مع واقع جديد، ففي غضون أشهرٍ قليلة، وجدنا أنفسنا نمارس روتيناً جديداً من الأنشطة عن بعد، كالعمل من المنزل، وحضور اجتماعاتٍ بوساطة تقنية «زوم»، بالإضافة إلى حضور القمم عن بعد، في بعض الأحيان.
عملنا في الأردن على اتخاذ تدابير قاسيةٍ لمواجهة «كورونا»، وأن نتصرف بحزم، بل اضطررنا للمخاطرة في بعض الأحيان، ولكن تعلمنا من أخطاء هذه التجربة. وبفضل التدابير الاستباقية، كالفحوصات المكثفة، وتتبع المخالطين بفاعلية، والاستجابة الشمولية للأزمة على أساس الشراكة بين القطاعين العام والخاص، تمكنّا من تسوية المنحنى في الموجة الأولى للوباء.
نحن مستمرون في تقديم الدعم والخبرات لأصدقائنا عندما يحتاجونها، كما أنّنا ممتنون لمن وقفوا بجانبنا عندما كنا بحاجتهم.
أصدقائي،
فبدلاً من التخلي عن نظامنا العالمي المبني على التعاون والتعددية، يؤمن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، بأنّ الطريق إلى الأمام مبنيٌّ على التكامل العالمي، أي بإعادة ضبط العولمة للبناء على مواطن القوة والموارد التي يمتلكها كلٌّ منا، لمنفعة الجميع، ممّا يؤدي إلى تآزرٍ وازدهارٍ عالميين.
إنّ كل دولة لديها ما تقدمه، وإنّ الأردن مستعدٌ للقيام بدوره، ليكون مركزاً إقليمياً لمحاربة فيروس كورونا وتداعياته وتحدياته المستقبلية، من خلال البناء على قطاعات المعدات الطبية والمنتجات الدوائية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.»
ومندوباً على جلالة الملك عبدالله الثاني ترأس سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد الوفد الأردني المشارك في القمة العربية في الجزائر بتاريخ 2 تشرين الثاني 2022، وألقى سموه كلمة الأردن وتالياً أبرز محاورها:
التأكيد على التعاون الاقتصادي العربي الحقيقي الفعال » لتضع دولنا في مكانها على خارطة الاقتصاد العالمي، فالأزمات التي يشهدها العالم، مثل تداعيات جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية، تتطلب منا عملا عربيا تكامليا لمواجهتها، خاصة وأن آثارها من ارتفاع لأسعار الطاقة والغذاء، وكلف خدمة المديونيات العامة، وتباطؤ النمو الاقتصادي، تهدد استقرار الدول وأمنها المجتمعي.
ولأن تحدياتنا متشابهة وفرصنا مشتركة، فلا بد من الاستفادة من الإمكانيات الواعدة في مجالات التجارة والاستثمار والصناعة والسياحة والزراعة، فقد بات الأمن الغذائي وتعزيز مصادر المياه والطاقة، في طليعة التحديات العالمية، وهو ما يفرض علينا البناء على نقاط القوة في كل بلد عربي شقيق، لتصبح قوة لبلداننا كافة.
إن الموارد الطبيعية الهائلة في العالم العربي، والموقع الجغرافي الاستراتيجي، بالإضافة إلى الاتفاقيات العربية التجارية مع العالم، وشبابنا بما يمثلون من قوة بشرية كبيرة، كلها عوامل إن تم استثمارها، ستقودنا نحو النهضة الاقتصادية، وتصنع المستقبل الأفضل والازدهار لشعوبنا».
التأكيد على السلام العادل والشامل » على أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، خيارنا الاستراتيجي، بما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وواجبنا كدول عربية تكثيف جهودنا مع الأطراف الدولية ذات العلاقة، لاستئناف عملية السلام ودعم صمود الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم».
التأكيد على أن القدس هي مركز وحدتنا ودفاعنا المشترك عن هوية الأمة بأكملها، والأردن، وبموجب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، سيستمر، وبالتعاون معكم ومع أشقائنا في السلطة الوطنية الفلسطينية، بدوره التاريخي في حماية المقدسات ورعايتها.
التأكيد على أمن الدول العربية الشقيقة، فاستقرار وأمن العراق الشقيق، ركيزتان لأمن المنطقة واستقرارها، وواجب علينا دعم الأشقاء في العراق، لتمكينه من التقدم نحو المزيد من الاستقرار والإنجاز، والعودة إلى دوره الرئيسي في محيطه العربي.
أما بالنسبة للشقيقة سوريا، فلا بديل عن عمل جماعي لإيجاد حل سياسي، يشمل جميع مكونات الشعب السوري، ويحفظ سيادة سوريا ووحدتها أرضا وشعبا، ويكفل العودة الطوعية الآمنة للاجئين.
وكذلك، لا بد من حلول تعيد الأمن والاستقرار لأشقائنا في اليمن وليبيا، فالاستقرار شرط للمستقبل المشرق الذي نريد، وعلينا جميعا تقع المسؤولية في حل أزماتنا العربية.
التأكيد على أن شعوبنا الشابة النابضة بالحياة والأحلام، أمانة في أعناقنا، وعلينا توفير الفرص التي تنمّي إمكاناتها وتطلق إبداعاتها، لتساهم في بناء المستقبل الواعد في بلادها، وتكون قوة مؤثرة لتحقيق السلام والتنمية المستدامة، لما فيه الخير لمنطقتنا وعالمنا.
وقد ألقى سموه كلمة في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي عقدتها المملكة العربية السعودية على هامش مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ بمدينة شرم الشيخ بتاريخ 7 تشرين ثاني 2022 وقال سموه بأنه » وعلى الرغم من التحديات التي تواجه المملكة من قلة الموارد المائية والتي تفاقمت نتيجة لاستقبالنا العديد من موجات اللجوء خلال العقد الماضي، إلا أننا لم نغفل أهمية الحفاظ على البيئة في خططنا واستراتيجياتنا الوطنية، إذ إن الاقتصاد الأخضر والعمل المناخي جزءان لا يتجزءان من محركات النمو التي أطلقها الأردن مؤخرا ضمن رؤية التحديث الاقتصادي للسنوات العشر القادمة، والتي نسعى إلى تحقيقها من خلال شراكات فاعلة بين القطاعين العام والخاص، محلياً وإقليمياً ودولياً، وبمشاركة الشباب والمرأة».
رابعاً: أمير عروبي أصيل مدرسة في الأخلاق
يشهد كل من ألتقى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني وأنا أحدهم بأن سموه مدرسة في الأخلاق والتواضع تواضع الكبار لا تفارق البسمة محياه، يأسرك بطيب قوله ودماثة خلقه لا تملك إلا أن تحبه، أقتدى سموه بنهج جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وسيرة أجداده الهاشميين في سمو الأخلاق وحميمية اللقاء والتواصل مع أهله وعزوته أبناء الشعب الأردني على امتداد هذا الوطن الحبيب تراها في كافة ربوع الوطن، يزور الناس ويتفقد أحوالهم ولدي الكثير الكثير من الحالات التي يمكن سردها والتي تشكل كل منها عنواناً للمحبة والاعتزاز، إنها حالات فريدة بالحب الأصيل والأخلاق الرفيعة، أخلاق آل هاشم الغر الميامين.
خامساً: مبادرات صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني:
في عام 2015، أسس الأمير الحسين، مؤسسة ولي العهد تشرف مؤسسة ولي العهد على عدة مبادرات وطنية وانسانية
مبادرة حقق: هي إحدى المبادرات الشبابية المخصصة لطلبة المدارس في المملكة، وقد أُعلنت في عمّان عام 2013، لتمكين الشباب من أداء دورهم في المجتمع، كأعضاء فاعلين متسلّحين بالعلم والمعرفة، وحريصين على الحفاظ على عادات مجتمعهم وتقاليده وقيمه وتاريخه.
تهدف المبادرة، التي أطلقها سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، وليّ العهد، إلى تنمية مهارات الفرد والجماعة للوصول إلى أعلى مستويات الاحترافية في التعاون والعمل المشترك، من خلال جهد تنظيمي مخطَّط يهدف لتسهيل اكتساب الفرد للمهارات والمعارف، وتجهيزه للعمل المثمر والنشاطات التطوعية التي تساعد في تحسين الأداء وخدمة المجتمع، والعمل بروح الفريق لبناء جيل فتيّ متجانس، وإيجاد علاقة فعّالة بين الشباب تقوم على الاحترام والانضباط.
منصة نوى ومنصة نحن والتي تعد الذراع التطوعي لمؤسسة ولي العهد تهدف لمضاعفة العمل الخيري وتنمية حس المسؤولية المجتمعية، أسست لرفع الوعي حول القضايا الإجتماعية والتنموية الهامة التي تساهم في بناء مستقبل مشرق، طموحنا في نوى أن نرفع سوية العمل الخيري في المملكة.
مبادرة ض والتي تهدف إلى خلق نموذج فريد للشباب المؤمن بلغته، والساعي لإبراز هويته، كما تهدف إلى إدراج اللغة العربية ضمن تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، التي تستند إلى الثورة الرقمية وما يندرج تحتها من مجالات، مثل: الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء.
مبادرة سمع بلا حدود: انبثقت هذه المبادرة من رؤية «أردن خالٍ من الصمم»، وتعمل على تقديم الدعم والمساعدة لتأهيل الأطفال الصم، عبر زراعة القواقع لهم وتدريبهم على النطق، وتوعية المجتمع بالحالات المسببة للصمم.
مبادرة تحصين: إنشاء جيل أردني شاب قادر على العطاء ومحصن ضد الممارسات الخطرة والإدمان.
مبادرة ناسا: تنفيذاً لرؤية سموّ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وليّ العهد، والمنبثقة من إيمانه بضرورة دعم الطلبة والباحثين ومنحهم الفرصة المناسبة لإظهار تميزهم وتنمية روح الإبداع لديهم.
مبادرة قصي: تستهدف مبادرة قُصَيّ، التي أُعلن عنها في عام 2014، تطويرَ أداء المعالجين الرياضيين ومَن يعملون في مجال علاج إصابات اللاعبين، ورفع مستوى البرامج الخاصة بالعلاج الرياضي، للوصول إلى أعلى درجات المعرفة والتأهيل بأفضل الإمكانات.
جاءت المبادرة إثر وفاة اللاعب الرياضي قُصَيّ الخوالدة أثناء مشاركته في مباراة كرة قدم، في ظلّ الافتقار لمسعفين مؤهّلين، لتضمن رفع سويّة المعالجين الرياضيين وتطوير أدائهم، وتوفير الرعاية الصحية المتميزة للرياضيين، والتوعية بأهمية الإصابات الرياضية وطرق معالجتها والوقاية منها.
وتم إطلاق جائزة «ولي العهد لأفضل تطبيق خدمات حكومية"تحت رعاية سمو ولي العهد الحسين ابن عبدالله الثاني، هي إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد التي تندرج ضمن حزمة المبادرات والمشاريع الاستراتيجية التي يتم تنفيذها بين الأردن ودولة الإمارات العربيّة المتحدة، بالشراكة مع رئاسة الوزراء، وتقوم فكرتها على فتح الباب أمام الشباب للمنافسة على تقديم مقترحات لتطبيقات تساهم في تحقيق نهضة إدارية ونقلة نوعية في مستوى الأداء الحكومي.
وتهدف الجائزة إلى تحفيز طلاب الجامعات الأردنية على ابتكار حلول إبداعية في مجال تطبيقات الهواتف الذكية لاستحداث خدمات حكومية سهلة ومبسطة وتشجيع الإبداع والابتكار لديهم والارتقاء بمستوى الخدمات الحكومية وتسهيلها، وتعزيز العلاقة بين طلاب الجامعات والجهات الحكومية في الدولة وإشراكهم في تطوير حلول تسهل رحلة المتعامل وتعزز جودة حياة المجتمع.
حفظ الله صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني أمير القلوب وولي العهد المحبوب وحفظ الله قائد المسيرة وحادي الركب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وحفظ الله مملكتنا الحبيبة والأسرة الأردنية الواحدة على امتداد ربوع الوطن الحبيب.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/06/03 الساعة 23:21