كارثة إنسانية.. موت عشرات الأطفال في دار للأيتام بالخرطوم

مدار الساعة ـ نشر في 2023/05/29 الساعة 22:26
مدار الساعة - الموت وصل إلى دار الأيتام. كلمات تختصر ما آلت إليه الأمور في الأيام التي تلت اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في العاصمة السودانية الخرطوم.
وكانت الطبيبة عبير عبد الله تهرع بين الغرف في أكبر دار للأيتام في السودان في محاولة لرعاية مئات الرضع والأطفال الصغار بعد أن تسبب القتال في منع غالبية الموظفين من الحضور.وروت عبير كيف كانت صرخات الأطفال تدوي في أنحاء دار رعاية الطفل اليتيم كبيرة المساحة والمعروفة باسم دار المايقوما، بينما كانت النيران الكثيفة تهز المناطق المحيطة.ثم عرف الموت طريقه إلى الدار. وكان هناك أطفال رضع في الطوابق العليا من دار الأيتام التي تديرها الدولة.سوء تغذية حادوقالت الطبيبة إنهم تعرضوا لسوء تغذية حاد وجفاف بسبب عدم وجود عدد كاف من الموظفين لرعايتهم. وأضافت أن عيادتها الطبية في الطابق الأرضي كانت تستضيف عددا من الأطفال حديثي الولادة الضعاف وتوفي بعضهم بعد إصابتهم بحمى شديدة.وقالت عبير، التي تشغل منصب المديرة الطبية لدار المايقوما، عبر الهاتف من مقر عملها "هم كانوا يحتاجوا رضعه كل 3ساعات، لكن لم يكن هناك أحد".وأضافت بينما كان بالإمكان سماع صرخات الأطفال في الخلفية "حاولنا نعملهم مغذيات بس في معظم الأحيان ما قدرنا ننقذ الأطفال دول".عشرات الأيتام توفواوقالت عبير إن معدل الوفيات اليومي ارتفع إلى حالتين و3 و4 حالات وأكثر من ذلك.وأضافت أن ما لا يقل عن 50 طفلا، من بينهم 20 رضيعا على الأقل، توفوا في دار الأيتام في الأسابيع الستة منذ اندلاع الصراع في منتصف أبريل.وقالت إن 13 طفلا على الأقل منهم توفوا يوم الجمعة الموافق 26 مايو.وأكد مسؤول كبير في دار الأيتام هذه الأرقام وقال جراح تطوع للعمل بالدار خلال الحرب إن عشرات الأيتام توفوا.وقال كلاهما إن الوفيات كانت في الغالب لحديثي الولادة وآخرين تقل أعمارهم عن عام. وأشار الثلاثة جميعهم إلى سوء التغذية والجفاف والإنتان (تعفن الدم) كأسباب رئيسية للوفيات.انقطاع التيار الكهربائيمن جهته، أكد مدير عام وزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم صديق الفريني، ارتفاع عدد الوفيات في دار المايقوما وعزا ذلك بشكل رئيس إلى نقص الموظفين وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر بسبب القتال. فبدون تشغيل مراوح السقف ومكيفات الهواء تصبح الغرف ساخنة بشكل خانق في ظل حر شهر مايو في الخرطوم، كما يجعل انقطاع الكهرباء تعقيم المعدات أمرا صعبا.وقال مدير الطوارئ في وزارة الصحة السودانية محمد عبد الرحمن، إن فريقا يحقق فيما يحدث في دار المايقوما وسيصدر النتائج فور الانتهاء من التحقيق.دار المايقوماوتُعرف دار المايقوما للأيتام رسميا باسم دار رعاية الطفل اليتيم وهي عبارة عن مبنى مؤلف من 3 طوابق في وسط الخرطوم وتقع على مقربة من مناطق القتال.ويقول عاملون في الدار ومتطوعون إن وابلا من الرصاص أمطر المبنى. وقال أحد الأطباء إن الأطفال كانوا ينامون على الأرض في الأيام الأولى من القتال لإبعادهم عن النوافذ.وتأسست دار المايقوما في عام 1961، وتستقبل عادة مئات الأطفال سنويا، وفقا لمنظمة أطباء بلا حدود الخيرية التي تدعم الدار. ويمثل إنجاب طفل خارج إطار الزواج وصمة عار في السودان الذي يشكل المسلمون أغلبية سكانه.وتعاني الدار حتى من قبل اندلاع الصراع. وكانت تؤوي نحو 400 طفل دون سن الخامسة والكثير منهم من الرضع. ويعيش الأيتام في عنابر مكدسة في الدار، وتضم كل غرفة 25 طفلا في المتوسط، وغالبا ما يحمل السرير الواحد 2و3 من الرضع، حسبما قال مسؤول بالدار وممرضات من منظمة أطباء بلا حدود كن يعملن في دار المايقوما العام الماضي.وقال هؤلاء إن الأطفال يصلون في الغالب إلى الدار في حالة صحية سيئة.وسجلت دار الأيتام موجات من الزيادات الحادة في حالات الوفاة على مر السنين. وعانت من مشكلات تتعلق بالنظافة وتدني أجور العاملين ونقص الموظفين ونقص التمويل اللازم للعلاج في المستشفيات، وفقا لأطباء بلا حدود.(رويترز)
مدار الساعة ـ نشر في 2023/05/29 الساعة 22:26