الهروط يكتب: الطيب اردوغان .. لو كنت تركياً لرميت بنفسي تحت عجلة الدبابة

مدار الساعة - كتب: عبدالحافظ الهروط - يحل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ضيفاً عزيزاً على الاردن ومليكه حيث تاتي زيارته في ظروف صعبة على العالم العربي والاسلامي مع ان بصيصاً من الضوء بدأ يلوح في آخر النفق.
وعلى اهمية هذا،فإنني اخاطب صاحب الفخامة بهذه المناسبة الكريمة، ولست بوارد في الحديث عن هذه الزيارة وابعادها ، ولكنني كمواطن اردني عربي مسلم، فقد كنت واحداً من الملايين الذين كانوا يتابعون مشاهد الانقلاب الفاشل للإطاحة بشخصكم الكريم، وهو انقلاب على نظام الحكم الذي أسّس له حزب التنمية والعدالة ، وحتى لا اقول انقلاباً على الشعب التركي العظيم، فأكون منحازاً وغير حيادي، فهناك كان من ينافس على الحكم وله رأيه، ذلك ان تركيا للجميع، وليست لفئة دون أٌخرى، وهكذا هي الأوطان. فخامة الرئيس ان الاحرار في كل مكان، ونحن في الاردن منهم ، وجزء من هذا العالم، قد جُبلنا على الحرية والكرامة والعزة والانسانية ، وان قوميتنا ما كانت يوماً تتوقف عند بلد يسوده الظلم والاستبداد، ونكون له متفرجين، لهذا كان الاردن وسيظل موئلاً لأصحاب الحرية وناشديها. لا اقول هذا تعصباً لوطني، ولكن ما انتجته هذه المنطقة وما لفظت به بلدان العالم في هذا الزمن وذاك الزمان من حروب قد اتت بهؤلاء الى عمان ، وكان وما يزال نصيبنا من الحرية هذا الصبر الجميل، والقبض على الجمر رغم ظروف العيش وضيق المكان. نحن في الاردن يا فخامة الرئيس، نحب السلام ونكره الاستسلام حتى لو ضاقت بنا الأرض بما رحبت لا قدّر الله ، اما الوصاية علينا فهي نهاية وجودنا. هذا ليس قولي ، وانما قول الاردنيين الذين احبوا وطنهم وعروبتهم وظلوا نصيراً للمظلوم ،وناصروا الشقيق والصديق وضحوا بأرواحهم وبدمائهم على ثرى القدس الطهور، وقالوا ان فلسطين قضية العرب والمسلمين على السواء ، وهي سلام العالم اجمع. أما انتم يا فخامة الرئيس، فإن لكم المحبة والتقدير والاعجاب،فقد كنتم ومن معكم رفاق الدرب والحزب والحكم مثالاً يحتذى به في ادارة البلاد ، فكسبتم الشعب العظيم ، الذي ردّ الدّين لما قدمتموه له بموقف بطولي مصيري ،يسجله التاريخ ، وهو يخرج الى الشارع تلبية لندائكم، ويضع جسده امام الدبابة العسكرية. اما انا يا فخامة الرئيس، ولو قدرّ لي ان كنت تركياً لنازعت الشعب التركي على هذا الشرف الكبير، ولإيماني بأن الشعوب التي تصنع الزعامات، فلا خوف على انظمة الحكم من ضياع المُلك. أهلاً بكم .