تركيا تعيد السوريين إلى وطنهم من خلال مشروع إسكان تدعمه قطر
مدار الساعة ـ نشر في 2023/05/26 الساعة 00:22
مدار الساعة - قال مسؤولون إن المبادرة التركية القطرية ستحول شمال سوريا المحررة من الجماعات الإرهابية إلى ملاذ مجهز بالكامل للاجئين السوريين العائدين بشكل دائم من تركيا.
وأعلن وزير الداخلية سليمان صويلو يوم الأربعاء أنه من المقرر أن يعود مليون لاجئ سوري على الأقل إلى وطنهم ليقيموا في مساكن دائمة سيتم بناؤها بتمويل من قطر في شمال سوريا.
وقال صويلو للصحفيين خلال حفل وضع حجر الأساس لمشروع العودة الطوعية والآمنة والمشرفة في جرابلس، وهي مدينة سورية بحلب، جنوبي الحدود التركية، إن 240 ألف منزل ستبنى في 9 مواقع منفصلة في إدلب وعفرين في غضون 3 سنوات القادمة.
وتستضيف تركيا حوالي 3.7 مليون سوري من الذين فروا من الاضطهاد والوحشية في بلادهم عندما اندلعت الحرب الأهلية عام 2011.
خلف عقد من القتال ما لا يقل عن نصف مليون قتيل وأكثر من 14 مليون سوري بحاجة إلىمساعدات إنسانية.
في شمال البلاد، ساعدت أنقرة المعارضة ضد قوات النظام في بدايتها عام 2016 ، وحررت عمليات مكافحة الإرهاب التركية ودرع الفرات وغصن الزيتون ودرع الربيع مساحات من الأراضي من الجماعات الإرهابية مثل حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري المدعوم من الولايات المتحدة ووحدات حماية الشعب وساهمت فيإعادة التوطين الآمن للمدنيين.
قال مسؤولون أتراك إن عملية العودة المنظمة ليس إلى المنطقة الحدودية فحسب بل في جميع أنحاء سوريا قد بدأت بالفعل خلال مباحثات مع دمشق. كانت روسيا وايران ايضا طرفا في الأزمة السورية من خلال دعمهما العسكري للنظام، لكنهما عملتا على المساعدة في تخفيف التوتر بين أنقرة ونظام الأسد في السنوات الأخيرة. عاد حوالي 554 ألف سوري حتى الآن من تًركيا إلى المنطقة التي تحسنت الآن من خلال بناء مدارس جديدة
ومستشفيات ومواقع صناعية منظمة فضلا عن بنية تحتية أفضل.
وقال صويلو إن أكثر من 6 ملايين سوري يعيشون الآن في ما يقرب من 107 آلاف منزل مصنوعة من قوالب حجرية أقيمت في عفرين، وتعمل تركيا يدا بيد لتطبيع الحياة اليومية في المنطقة. وشدد على أن "أولوية تركيا في سوريا كانت دائما القضاء على الجماعات الإرهابية وتأمين المنطقة".
وأوضح صويلو أن مشروع الإسكان لا يزال قيد العمل منذ أن عقد الرئيس رجب طيب أردوغان وأمير قطر
الشيخ تميم بن حمد آل ثاني المحادثات الأولى قبل عام وسيتم تمويله بالكامل من قبل هيئة الاستثمار القطرية.
وقع الصندوق وهيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية AFADبروتوكوًلا في أبريل 2023 للمرحلة الأولى من
المشروع ، والتي ستسلم 5 آلاف وحدة من أصل 28681 منزلا خلال هذا العام ، وفقا للوزير التركي.
على عكس المنازل الحالية التي تبلغ مساحتها 25 مترا مربعا (270 قدما مربعا) ، فإن حوالي 60٪ من المنازل في رأس العين وتل أبيض وجرابلس والباب ستتراوح أحجامها بين 60 و 80 و 100 متر مربع بهدف تدشين مدينة دائمة.
وأوضح صويلو أن أولوية العودة إلى هذه المنازل ستمنح للاجئين السوريين في تركيا. وأشار إلى أنه "بفضل جهودنا في المنطقة خلال العام الماضي ، هناك طلب جاد للعودة".
ووصف صويلو هذه الخطوة بأنها "المشروع الأكثر شرفا الذي سيتحدث عنه تاريخ البشرية".
وأضاف: "ستكون خطوة يحتذي بها العالم بأسره، خطوة تظهر كيف تتحول المساعدات الإنسانية إلى تنمية في منطقة ما." ولفت إلى أن 12 مكتبا في 12 محافظة تعمل بالتنسيق مع المنظمات غير الحكومية وقادة الرأي السوريين من أجل عودتهم الآمنة والطوعية والمشرفة في إطار المبادرة. وأوضح صويلو أنه بالإضافة إلى المساكن ، سيشمل المشروع قطع أراض زراعية ومنشآت تجارية
ومناطق إنتاجية وصناعية وجميع المعدات الاجتماعية من التعليم إلى الرعاية الصحية.
يشاهد السوريون ذلك ويحملون الأعلام التركية بينما تفتتح أطقم المبادرة التركية التي تمولها قطر لمشروع العودة الطوعية والآمنة والمشرفة في جرابلس، شمالي سوريا. كما صرح "سترون أن هًذا سيمثل بداية عظيمة وسوف يقضي على كل بذور الكراهية في جميع أنحاء العالم". لن تكون المنطقة مكانا للفوضى أو الحرب بل
مكانا للأمل والمستقبل. سوف تتحول إلى أحد محاور الجذب الرئيسية. ستظهر هنا حياة جديدة."
أكد صويلو أن تريكا لم تستطع أن تدير ظهرها أو تغض بصرها عن مشاكل وويلات السوريين الذين يعانون منذ 12 عاما، وأن التعاون بين تركيا وقطر سيوقف نزيف الدماء في سوريا، كما شكر قطر والشيخ تميم على كرمهما ومساهمتهما في المشروع. وصرح :"لقد أثبتت قطر ضميرها وأخوتها للعالم أجمع بهذه الخطوة. حقبة
جديدة تبدأ في جميع أنحاء العالم." وأضاف أن "المضطهدين والمستضعفين" لن يكونوا وحدهم".
من جهته، عبر خليفة جاسم الكواري، رئيس الهيئة القطرية للاستثمار، عن سعادته بالمشاركة في مراسم وضع حجر الأساس وأكد على أهمية المشروع لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم. وقال الكواري: "يسعد جهاز قطر للاستثمار أن يكون جز ًءا من هذا المشروع". "نحن هنا لنقدم حياة كريمة لإخواننا وأخواتنا السوريين."
في حين أن معظم السوريين في تركيا غير مؤهلين للتصويت ، فإن المشاعر المعادية للمهاجرين تتصاعد في البلاد في خضم الاضطرابات الاقتصادية، بما في ذلك ارتفاع معدل التضخم، وتحولت قضية إعادة المهاجرين إلى قضية رئيسية في الحملة الانتخابية استعدادا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التاريخية المقررة في 14 مايو. تأججت هذه القضية بشكل خاص من قبل شخصيات معارضة وقومية متطرفة تساوم مع منافس الرئاسة كمال كيليجدار أوغلو من أجل صفقات"إعادة" قبل انتخابات الإعادة بينه وبين أردوغان يوم الاحد.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/05/26 الساعة 00:22