توأمة الاردنيين والهاشميين
بقلم العميد الركن المتقاعد الدكتور عبدالمجيد علي الكفاوين
في الخامس والعشرين من أيار من كل عام يحتفل الأردنيون كافة داخل الوطن وخارجه بعيد الاستقلال عيد التحرر من ربقة الأجنبي وهيمنته على موارد الوطن، فاستقلال الأردن هو انجاز خالد سطرته توأمة الاردنيين والهاشميين وهو فخر ومجد لكل أردني بهذا الوطن العظيم الشامخ وهو ثمرة طيبة من ثمار غرسها الرجال الأوفياء بتضحياتهم من أجل التحرر والكرامة والعطاء بقيادة الهاشميين الغر الميامين على أرض هذا الوطن ، وهذا اليوم يجمع بين ماض عريق ومستقبل مشرق ، فنستذكر في هذا اليوم بطولات أجدادنا وتضحياتهم العظيمة ليحيا هذا الوطن الباسل، وننظر للمستقبل بعين تطمح أن يبقى الأردن أولا ، ولا يفوتنا أن نستذكر انجازات الهاشميين بدءاً بالملك المؤسس عبدالله الأول - طيب الله ثراه - الذي أرسى دعائم المملكة الأردنية الهاشمية في فترة وجيزة، ومن بعده جلالة الملك المغفور له - بإذن الله - الملك طلال بن عبد الله ففي عصره وضع الدستور الأردني وأقر مبدأ إلزامية التعليم، كما نستذكر بكل تقدير وإجلال جلالة المغفور له باذن الله الملك الحسين بن طلال باني الأردن الحديث ونهضته المباركة وقواته المسلحة التي حظيت باهتمامه البالغ فكانت محط التقدير والرعاية من جلالته شخصياً للمحافظة على الاستقرار والأمن الذي ننعم به.
واليوم في عهد جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين فقد تقدم الأردن وتطور بكافة المستويات وعلى جميع الأصعدة العلمية والسياسية والاقتصادية والصحية والتكنولوجية والثقافية والسياحية، كما أن الأردن غدا أنموذجاً من العمل الجاد نحو حل القضايا التي تواجه الأمة العربية ، وكما أكد جلالة الملك عبدالله الثاني على أن الإصلاح السياسي هو أساس النمو الإقتصادي والإستقرار طويل الأمد ، وقد جسد الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه النهج الإصلاحي والديمقراطي من خلال الإنتخابات البلدية والنيابية وتكوين النقابات المهنية و الأحزاب السياسية والاجتماعات العامة والتعديلات الدستورية والمحكمة الدستورية والهيئة المستقلة للإنتخابات ، كما حرص جلالته على احترام الحريات الإعلامية وحرية الرأي والتعبير التي حدها السماء كما وصفها جلالة الملك فقد سبق جلالته دعاة الإصلاح بإتخاذه النهج الإصلاحي منذ توليه سلطاته الدستورية .
فالدور الكبير الذي لعبه جلالة الملك عبدالله الثاني منذ أن تبوأ سدة الحكم حظي بتقدير الأوساط السياسية العربية والدولية، لما لجلالته من أعمال جليلة ونشاطات واضحة للعيان أسهمت في دعم التعاون العربي وإزالة الخلافات بين الدول الشقيقة للوصول إلى استراتيجية تكفل للأمة العربية تعاونها وتضامنها وبلوغ أهدافها القومية وتتسم سياسة جلالة الملك الخارجية بالصراحة والوضوح والدبلوماسية التي تعمل على تعزيز البناء مع جميع الدول، على أسس الإحترام المتبادل والمساواة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل النزاعات بالطرق السلمية.
ويجدر بنا اليوم أن نفاخر الدنيا بعيد استقلالنا السابع والسبعين، عيد الإرادة والعزيمة، ولا بد من تقديم التحية إلى القيادة الهاشمية العظيمة وإلى أبناء الوطن العظيم، على أن تشكل هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا إستمرار للعمل والعطاء وبذل المزيد من الجهد والوقت لخدمة الوطن وقائد الوطن الغالي أبى الحسين حفظه الله ونلتزم بتطبيق رؤيته الثاقبة وأفكاره الخلاقة ومبادراته النوعية التي تصب في خدمة الوطن والمواطن، فهنيئا لمليكنا وللأسرة الأردنية الواحدة بعيد استقلالها ومزيدا من الإنجازات الكبيرة على دروب الخير والعطاء والازدهار بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه وكل عام والقوات المسلحة الاردنية الباسلة والاجهزة الامنية المختلفة وجميع الأردنيين بخير، سائلين الله ان يحفظ الأردن أرضاً وملكا وشعباً.