الدين يستعيد مكانته السياسية
وحتى لا يستعجل احد فيقول ان الكيان الصهيوني حالة شاذة، نسارع إلى تقديم المزيد من الأدلة على حضور التاثير السياسي، وهذه والأدلة هي غيض من فيض الأدلة على عودة الحضور السياسي للدين، ففي الانتخابات التركية حضر التاثير السياسي في الانتخابات حتى عند مرشح المعارضة الاتتوركي الملحد، فيعلن انه علوي محب لسيدنا علي، وتعلن المرشحة العلمانية الاتتوركية ميرال اكشينار انها تنحاز إلى الأمام علي طيب الله ذكرة ضد معاوية، كل ذلك في سبيل التأثير على الاختيارات السياسية للناخب التركي، ومحاولة التخفيف من شعبية الرئيس التركي الذي طالما حمله التزامه الديني الى سدة الرئاسات في تركيا، التي تقدم اكبر دليل على فشل أبعاد التأثير السياسي للدين، فبعد جهود استمرت لعقود،سخرت فيها كل إمكانيات الدولة التركية وادواتها وترهيبها لأبعاد التأثير الديني عن خيارات الأتراك، هاهو الدين يعود ليصبح المؤثر الرئيسي على خيراتهم خاصة السياسية منها.
ومرة أخرى وحتى لا يظن أحد ان عودة الدين مؤثرة بالخيارات السياسية،هي عودة محصورة في منطقة الشرق الأوسط، نقول راجعوا مراسم تتويج ملك بريطانيا، لتلاحظوا حجم الحضور الديني في هذه المراسم، وراقبوا المشهد السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية لتلاحظوا حجم حضور الصهيونية المسيحية وحجم نموها وحجم تأتيرها السياسي في أمريكا، وهي حركة قائمة على أسس دينية. وقبلها راجعوا خطابات رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، لتعرفوا حجم الشحن الديني فيها،
وفي أوروبا لاحظوا حجم تقدم أحزاب اليمين المتدين في معظم الانتخابات ذات الطبيعة السياسية. وفي الهند وجنوب شرق آسيا يعبر الحضور السياسي للدين بالمذابح، التي تقوم على اساس ديني، خاصة ضد المسلمين، الذين هم وحدهم يوصفون بالارهارب والتطرف والتعصب ان تمسكوا بدينهم.