هل سيعز الله قادة وحكومات الإسلام والمسلمين؟!
لقد تمادى قادة وحكومات الدول الغربية وأمريكا ومن يدور في فلكهم في إستغلال خيرات الدول الإسلامية والعربية كما ذكرنا سابقا ولعقود من السنين، وبالخصوص بعد تدمير الدولة العثمانية المسلمة بعد الحرب العالمية الثانية. ولقد نشر قادة الدولة الإسلامية ومن تبعهم وبالخصوص قادة وحكومات الإَمبراطورية العثمانية الحضارة والعلوم المختلفة والتكنولوجيا والنظام والرقي والعدل والإنصاف وحقوق الإنسان والحيوان والحجر والشجر ... إلخ لقادة وشعوب الدول الغربية وغيرها من الأمم غير المسلَمة في العالم في ذلك الزمان. نعم، إرتكب قادة ومسؤولي دويلات ملوك الطوائف في الاندلس وغيرها من بقاع العالم اخطاء فظيعة بإبتعادهم عن تطبيق تعليمات الدين الإسلامي وإتباعهم أهواء نفوسهم الأمارة بالسوء، وأسرفوا في البذخ والنساء والجواري وشرب الخمور ... إلخ. وقد أنزل الله عقابه فيهم في الدنيا قبل الآخرة وعاشوا معيشة ضنكا (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (طه: 124). وقد قال الله في كتابه العزيز (عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (الإسراء: 8)). فنتساءل: هل سيعود قادة الإسلام والمسلمين وحكوماتهم إلى صوابهم بإتباع تعليمات دينهم في القرآن الكريم وسنة الرسول ﷺ الصحيحة ليعزهم الله بعزته؟!. أم سيعود الإسلام غريبا كما بدا غريبا واعز الله الإسلام والمسلمين بسلمان الفارسي وبلال الحبشي وغيرهم؟!. لقد كانت قبيلة الرسول ﷺ من اشد الناس عداوة له، فكان مثلا عمه ابا لهب وزوجته حمالة الحطب من الد أعدائه واعداء من اسلم معه ولهذا السبب حكم الله عليهما بانهم في النار (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ، مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَتْ، سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ، وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ، فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (المسد: 1-5)). فهل نستغرب من عداوة أ ل ي ه و د والمشركين وعبدة الطاغوت وعبدة البقر وغيرهم للرسول ﷺ والإسلام والمسلمين؟!. قال تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (المائدة: 82)).