هل يعد استثمار عقول الأجيال وصحتهم من الأولويات؟
مدار الساعة ـ نشر في 2023/05/17 الساعة 08:24
"شركة أردنية تتلقى عرضاً للاستحواذ بمليار دولار أميركي" عنوان مبهر يدعو للشعور بالفخر والاعتزاز بقدرات شبابنا، لكن بعد قراءة الخبر على أحد المواقع الإلكترونيية اعتراني شعور كبير بخيبة الأمل!
فوفقا لتصريحات رائد الأعمال الأردني أمجد مسعد أحد ملاك شركة "ريبلت انك" أهم الشركات العالمية في مجال البرمجة والذكاء لاصطناعي بأنه " لم يكن موفقاً من ناحية الدعم المادي (في الأردن)، واضطر للسفر الى الولايات المتحدة للعمل وإطلاق الفكرة" حيث دخل هو وأخوه وزوجته عام ٢٠١٨ في برنامج للشركات الناشئة وبدأت الشركة تكبر وتنجح بطريقة متسارعة".
أسست هذه الشركة في سان فرانسيسكو ولديها الآن أكثر من ٢٠ مليون مستخدم مسجل!
ومن جهة أخرى نتفاجأ بقراءة خبر نشر في المواقع الإخبارية والصحف يضم صورة مخاطبات بين نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الدولة لتحديث القطاع العام ووزير الصناعة والتجارة والتموين تتم فيها المطالبة بالعودة عن وقف الاستثمار في قطاع التبغ والسماح بإنشاء مصانع ما أيده وزير الصناعة التجارة والتموين، وأوصى بتسهيل وتبسيط الإجراءات المتعلقة بالترخيص وانشاء المشاريع الجديدة" بالرغم من أنها مخالفة صريحة للاتفاقية الدولية لمكافحة التبغ التي وقعها وصادقها الأردن عام ٢٠٠٥.
فهل هذا هو الاستثمار الذي نريده؟ نهجر العقول لأنها لا تجد في وطنها فرصاً للإبداع، لتحتضنها ناسا... وتحاول جوجل شراءها... ونستثمر في صناعة تتسبب بفتح ٢٤ بيت عزاء في الأردن يومياً.
ألا يكفينا أن تتصدر المملكة النسب العالمية بتدخين الرجال والتي بلغت (٦٦،١٪) للسجائر والأراجيل، و(١٥،٩٪) للسجائر الالكترونية في إحصائية نشرت عام ٢٠٢٠. ولا يكفينا أيضاً تضاعف نسبة تدخين الاناث، دون أن نقدر ما سينتج عن ذلك من ارتفاع في نسب الأمراض المرتبطة بالتدخين بين السيدات في السنوات القادمة.
ووفقا لنتائج أحد المسوحات في الأردن عام ٢٠١٤(وهو قديم جداً وقبل انتشار السموم الالكترونية) والذي بين أن أن نسبة اليافعين الذين يدخنون التبغ تبلغ ٢٤٪ . كما بينت الدراسات أننا الأعلى استهلاكاً لعدد السجائر للفرد المدخن عالمياً! وعلى ما يبدو أننا نريد أن نتصدر العالم أيضاً في أعداد "مصانع الموت"!
من المستغرب أننا لم نسمع أي تعقيب على هذا الموضوع من وزير الصحة، خاصة أنه في الأسبوع الماضي زار المملكة وفد رسمي يضم أفراداً من منظمة الصحة العالمية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية والوكالة الدولية لبحوث السرطان؛ للاطلاع وتقييم واقع حال علاج السرطان في الأردن وذلك لإيجاد سبل الدعم والتطوير والاطلاع على الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان وتقييمها ووضع توصيات لتحسينها.
ومن الأرقام التي تم طرحها خلال الجلسات النقاشية، والمنشورة في Global Cancer Observatory 2020 تم تشخيص ١١٥٥٩ حالة سرطان في الأردن عام ٢٠٢٠، شَّكل سرطان الثدي ٢٤٠٣ حالات، يليها سرطان الرئة بـ ١٠٤٧ حالة، وقد تصدر سرطان الرئة عدد الوفيات بـ٩٤٠ وفاة، يليها سرطان الثدي بـ ٧٥٨ وفاة. وعند النظر الى وفيات السرطان بحسب المسببات الأولية فإن التبغ تصدرها بنسبة ٢٠،٩٪ .
ومع هذا في كل مرة اذهب للتسوق أقف أمام الرفوف التي تملأها العبوات الجاذبة الملونة والجميلة والتي تحمل صور فاكهة وحلوى، لذا أحرص بشدة على ألا اتناول عن طريق الخطأ علبة معسل أو سائل الكتروني وخاصة أنها موضوعة جنباً الى جنب مع الحلويات؟!
وهذا ما حصل معي في إحدى المرات حيث تناولت إحدى العلب، وعند قراءة المكونات أدركت أنما بين يدي "معسل"، حتى أن شكل حلوى الأطفال الموجودة على علب الحلوى لا تحمل تغليفا جاذباً بهذا الشكل!
وهنا تذكرت ما قاله أحد العاملين في مجال صناعة التبغ "مش شغلنا نربي الأولاد"، صدقت، "شغلكم التأكد من جاذبية التغليف، وتنكيه منتجاتكم بطريقة تجذب الأطفال واليافعين للبدء في التدخين قبل أن يكتمل نمو دماغهم، لأنكم تعلمون أن ٩٠٪ من المدخنين يبدأون بالتدخين قبل بلوغ الـ ١٨، وان استمرارية صناعتكم مرتبطة ارتباطاً تاماً بأن يبدأ الأطفال بالتدخين بعمر صغير، فيبرمج دماغهم على إدمان النيكوتين ليصبحوا من أشد المدافعين عن استمرارية هذه الصناعة. فينتفض الشارع ومجلس النواب لزيادة خمسة قروش على سعر عبوة الدخان، وفي المقابل خبر زيادة الأقساط المدرسية التي أصبحت تؤرق الأهل يمر مرور الكرام!
حزينة يا وطني!
فوفقا لتصريحات رائد الأعمال الأردني أمجد مسعد أحد ملاك شركة "ريبلت انك" أهم الشركات العالمية في مجال البرمجة والذكاء لاصطناعي بأنه " لم يكن موفقاً من ناحية الدعم المادي (في الأردن)، واضطر للسفر الى الولايات المتحدة للعمل وإطلاق الفكرة" حيث دخل هو وأخوه وزوجته عام ٢٠١٨ في برنامج للشركات الناشئة وبدأت الشركة تكبر وتنجح بطريقة متسارعة".
أسست هذه الشركة في سان فرانسيسكو ولديها الآن أكثر من ٢٠ مليون مستخدم مسجل!
ومن جهة أخرى نتفاجأ بقراءة خبر نشر في المواقع الإخبارية والصحف يضم صورة مخاطبات بين نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الدولة لتحديث القطاع العام ووزير الصناعة والتجارة والتموين تتم فيها المطالبة بالعودة عن وقف الاستثمار في قطاع التبغ والسماح بإنشاء مصانع ما أيده وزير الصناعة التجارة والتموين، وأوصى بتسهيل وتبسيط الإجراءات المتعلقة بالترخيص وانشاء المشاريع الجديدة" بالرغم من أنها مخالفة صريحة للاتفاقية الدولية لمكافحة التبغ التي وقعها وصادقها الأردن عام ٢٠٠٥.
فهل هذا هو الاستثمار الذي نريده؟ نهجر العقول لأنها لا تجد في وطنها فرصاً للإبداع، لتحتضنها ناسا... وتحاول جوجل شراءها... ونستثمر في صناعة تتسبب بفتح ٢٤ بيت عزاء في الأردن يومياً.
ألا يكفينا أن تتصدر المملكة النسب العالمية بتدخين الرجال والتي بلغت (٦٦،١٪) للسجائر والأراجيل، و(١٥،٩٪) للسجائر الالكترونية في إحصائية نشرت عام ٢٠٢٠. ولا يكفينا أيضاً تضاعف نسبة تدخين الاناث، دون أن نقدر ما سينتج عن ذلك من ارتفاع في نسب الأمراض المرتبطة بالتدخين بين السيدات في السنوات القادمة.
ووفقا لنتائج أحد المسوحات في الأردن عام ٢٠١٤(وهو قديم جداً وقبل انتشار السموم الالكترونية) والذي بين أن أن نسبة اليافعين الذين يدخنون التبغ تبلغ ٢٤٪ . كما بينت الدراسات أننا الأعلى استهلاكاً لعدد السجائر للفرد المدخن عالمياً! وعلى ما يبدو أننا نريد أن نتصدر العالم أيضاً في أعداد "مصانع الموت"!
من المستغرب أننا لم نسمع أي تعقيب على هذا الموضوع من وزير الصحة، خاصة أنه في الأسبوع الماضي زار المملكة وفد رسمي يضم أفراداً من منظمة الصحة العالمية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية والوكالة الدولية لبحوث السرطان؛ للاطلاع وتقييم واقع حال علاج السرطان في الأردن وذلك لإيجاد سبل الدعم والتطوير والاطلاع على الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان وتقييمها ووضع توصيات لتحسينها.
ومن الأرقام التي تم طرحها خلال الجلسات النقاشية، والمنشورة في Global Cancer Observatory 2020 تم تشخيص ١١٥٥٩ حالة سرطان في الأردن عام ٢٠٢٠، شَّكل سرطان الثدي ٢٤٠٣ حالات، يليها سرطان الرئة بـ ١٠٤٧ حالة، وقد تصدر سرطان الرئة عدد الوفيات بـ٩٤٠ وفاة، يليها سرطان الثدي بـ ٧٥٨ وفاة. وعند النظر الى وفيات السرطان بحسب المسببات الأولية فإن التبغ تصدرها بنسبة ٢٠،٩٪ .
ومع هذا في كل مرة اذهب للتسوق أقف أمام الرفوف التي تملأها العبوات الجاذبة الملونة والجميلة والتي تحمل صور فاكهة وحلوى، لذا أحرص بشدة على ألا اتناول عن طريق الخطأ علبة معسل أو سائل الكتروني وخاصة أنها موضوعة جنباً الى جنب مع الحلويات؟!
وهذا ما حصل معي في إحدى المرات حيث تناولت إحدى العلب، وعند قراءة المكونات أدركت أنما بين يدي "معسل"، حتى أن شكل حلوى الأطفال الموجودة على علب الحلوى لا تحمل تغليفا جاذباً بهذا الشكل!
وهنا تذكرت ما قاله أحد العاملين في مجال صناعة التبغ "مش شغلنا نربي الأولاد"، صدقت، "شغلكم التأكد من جاذبية التغليف، وتنكيه منتجاتكم بطريقة تجذب الأطفال واليافعين للبدء في التدخين قبل أن يكتمل نمو دماغهم، لأنكم تعلمون أن ٩٠٪ من المدخنين يبدأون بالتدخين قبل بلوغ الـ ١٨، وان استمرارية صناعتكم مرتبطة ارتباطاً تاماً بأن يبدأ الأطفال بالتدخين بعمر صغير، فيبرمج دماغهم على إدمان النيكوتين ليصبحوا من أشد المدافعين عن استمرارية هذه الصناعة. فينتفض الشارع ومجلس النواب لزيادة خمسة قروش على سعر عبوة الدخان، وفي المقابل خبر زيادة الأقساط المدرسية التي أصبحت تؤرق الأهل يمر مرور الكرام!
حزينة يا وطني!
مدار الساعة ـ نشر في 2023/05/17 الساعة 08:24