التل يكتب: المديونية العامة... كلمة حق اريد بها باطل
مدار الساعة ـ نشر في 2023/05/15 الساعة 22:23
يكثر الحديث في بلدنا عن المديونية العامة للدولة،في محاولة لتحميلها مسؤولية مانعانيه من أزمات اقتصادية واجتماعية ، وقد فات أصحاب هذه المحاولة ان المديونية العامة للدولة الاردنية ولدت مع ولادتها، بسبب فقرالبلاد بالموارد الطبيعية التي تغنيها عن الاستدانة، وقد تزايدة المديونية العامة للدولة الاردنية لأسباب كثيرة، في طليعتها النمو الغير طبيعي للإسكان، بسبب موجات اللجؤ المتلاحقة الناجمة عن أزمات وحروب المنطقة. غير أن الحقيقةالتي لايستطيع احد ان ينكرها، هي أن الدولة الاردنية حققت في ضل المديونية ، ومع قلة المواردها الطبيعة نهضة تنموية كبيرة، وشهدت تطورا مشهودا ، صارت معه مضرب مثل ونموذجا يحتذى بالمنطقة، كانت عاجزة عن تحقيقة دولا في المنطقة أغنى من الدولة الاردنية واكثر منها موارد طبيعية.
من الأسباب الرئيسية لما حققته الدولة الاردنية من نمو وتطور بالرغم من المديونية وقلة الموارد الطبيعية، أن من تولوا المسؤولية فيها بتلك المراحل لم يستسلموا للمشاكل الازمات التي كانت تواجههم، ولم يكونوا يسعون للتكيف معها، أو يرضون بالأمر الواقع، فقد كانوا رجالا يمتلكون حلما مشروعا وارادة،فسعوا لتحقيق المشروع والحلم الارادة من خلال البحث عن حلول لمشاكل وطنهم وابتداع البدائل لها، من خلال فهم الواقع وترتيب الأولويات الوطنية،فكان اول اهتموا به هو تدريب وتأهيل القوى البشرية باعتبارها اهم وادوم ثرواث الدول المجتمعات، وبفضل اهتمام الدولة الأردنية بتأهيل القوى البشرية صارت هذه القوى اهم روافد الخزينة الاردنية، وأهم روافع التنمية والتطور.
وبسبب الاهتمام بإعداد القوى البشرية الأردنية، كان اهتمام الأردنيين دولتهم بالتعليم، حتى لم تبقى قرية او مضرب شعر في الأردن بلا مدرسة ومعلمين اكفاء، فصار التعليم مصدر رافدا من روافد الخزينة الاردنية، فوق دوره في إعداد وتأهيل القوى البشرية الأردنية.
ومثل أهمية التعليم في إعداد القوى البشرية، كذلك الاهتمام بصحة هذه القوى، لذلك اهتمت الدولة الأردنية، ببناء قطاع صحي صار مضرب المثل، مثلما صار هو الاخر رافدا من روافد الخزينة العامة للدولة.
والتحقيق الإنجاز في مختلف المجالات كان لابد من ادارة عامة كفؤة ونزيهة، تقوم على الكفاءة ونظافة اليد، تحكمها مبادئ المتابعة والمحاسبة، والقدرة على التخطيط القائم على التخطيط النابع من فهم الواقع الاجتماعي والسياق التاريخي الثقافي للمجتمع، واحتياجاته الحقيقية التاجمة عن تجربته، ولهذا كانت خطط التنمية المتلاحقة في الأردن نابعة من فكر وطني وتجربة محلية، ليس فيها ترجمات، لذلك حققت كل هذه الانجازات التي تتغنى بها.
وبفضل وجود هذه الإدارة العامةفي الأردن استطاع تحقيق كل ماحققه، قبل أن تترهل هذة الإدارة، ويترهل معها الإنجاز.وليختبئ البعض وراء المديونية العامةلتحمبلها الفشل، رغم ان تجربتنا الوطنية تقول غيرذلك
مدار الساعة ـ نشر في 2023/05/15 الساعة 22:23