الدولة المدنية في بلادنا

بركات فوزي أبو عماره
مدار الساعة ـ نشر في 2023/05/15 الساعة 14:50
سمعت كثيرا في الآونة الأخيرة من قبل البعض عن مصطلح ( الدولة المدنية) يتجذر داخل مجتمعنا سليم الفطرة في كل اجتماع او ندوى او منتدى يتم عقده في وطننا الحبيب حتى رأيت ذلك بعيني في عدة لقائات شاركت بها مع المؤثرين على مجتمعنا، أحيانا يكون سبب اللقاء هو التحدث عن هذا المصطلح وما هي ميزاته وفوائده حيث لا يتم مناقشة آثاره السلبية، فمصطلح الدولة المدنية قادم من الغرب يستخدم للإشارة عن الدولة العلمانية ونقيض للدولة الدينية، الدولة المدنية هي التي تحمي افراد المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية و الفكرية و القومية.
ومن أهم مبادئ الدولة المدنية أنها لا تتأسس بخلط الدين بالسياسة، كما أنها لاتعادي الدين أو ترفضه، حيث أن ما ترفضه الدولة المدنية هو استخدام الدين لتحقيق أهداف سياسية، فذلك يتنافى مع مبدأ التعدد الذي تقوم عليه الدولة المدنية، كما أن هذا الأمر قد يعتبر من أهم العوامل التي تحول الدين إلى موضوع خلافي وجدلي وإلى تفسيرات قد تبعده عن عالم القداسة وتدخل به إلى عالم المصالح الدنيوية الضيقة.وما دفعني لأن اكتب عن هذا الأمر، أن الناس أصبحوا يظنوا أن الدين شأن زائد في الحياة، مع أنه هو لا غيره نظام هذه الحياة وقوامها وليست المدنية هي نوع المعيشة للحياة بل العقيدة هي أساس الحياة التي تصل بالمسلم لمرحلة النفس المطمئنة ، إن ديننا القوي لا يتأثر بمغريات الحياة وهو ليس كمثل المدنية الأوروبية القائمة على الاستمتاع وانطلق الحرية بين الجنسين واطلاق العنان لكل الملذات والمحرمات، إن إطلاق الحريه الجنسيه والشذوذ وتغيير الجنس هو النواه لتحطيم الإنسانيه والذي ينتهي بتهدم تلك المدنية. وحدها العقيدة السليمة هي من تنظم الحياة تنظيما صحيحا قائما بالفضيلة بعيدا عن خلط الحابل بالنابل .انا أرى ان المدنية هي مكسلة اجتماعية في الشعب حيث يتحول من داخله فينصرف عن فضائل الحياة ويستبدلها بأمور ثانوية لا عقديه ويتخذ في مكانها فضائل استعارة حيث يقلد فيها قوما غير قومه ويجلبها لبيئة غير بيئته ظنا منه انها تصلح وهي فساد وأمل منه ان تنفعه وهي ضرر له. تلك هي حالة يغامر فيها الشعب بكيانه فلا تلبث أن تصدعه وتفرقه مما يسهل لعدو هذا الشعب اختراقه والسيطرة عليه.فالحذر كل الحذر. اللهم احفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/05/15 الساعة 14:50