نعم يا عمدة الكرك.. هكذا تورد الابل

مدار الساعة – كتب: نضال العمرو - قال المثل العربي القديم ما هكذا ياسعد تورد الإبل ... واقول ... نعم يا عمدة الكرك ... هكذا تورد الإبل

و المثل، لمن لا يعرفه، يضرب لمن قصّر في الأمر أو لمن تكلف أمراً لا يحسنه .

وأصله أن سعداً هذا كان له أخ يدعى مالك فزوجه أخوه سعد بأبنة مالك بن نويرة وفي صبيحة اليوم التالي أنتظره أخوه سعد ليخرج مع الإبل إلى المراعي ولكن طال الانتظار فأخذها وخرج بها إلى المراعي فهاجت وماجت وتفرقت عليه فعاد إلى أخيه مالك غاضباً وأخذ يناديه يا مال يامال أي يا مالك ( وهذه اللغة تسمى الترخيم وهي حذف الحرف الأخير من الإسم ) ولكن مالك لم يجبه فقال أخوه سعد متمثلاً ابيات من الشعر، موجها الكلام لمالك: يظل يوم وردها مزعفرا ** وهي خناطيل تدوس الأخضرا ؛ فقالت: زوجه مالك: اجبه. فقال لها: بما أجيب؟ فقالت له: قل: أوردها سعد وسعد مشتمل ** ما هكذا يا سعد تورد الإبل".

وعكس المثل السابق ينطبق هنا على شخصية عمدة محافظة الكرك الجديد رئيس البلدية الاستاذ ابراهيم كريّم الكركي ، والذي ظهر علينا بعدسة مواطنين ليسوا اعلاميين ولا تابعين لوكالات الاعلام و الاعلانات ؛ وكان الكركي يجمع النفايات من الشوارع بيده لا ينظر لغاية شعبوية وتلميع اعلامي ، وانما يعمل بعفوية لمصلحة وطن .

لست من عشاق الكتابة للشخصيات العامة فالتهمة لي جاهزة وإن كانت محقّة وجائزة في كثير من الحالات، بعد ان باتت الصحافة ملكية خاصة لاشخاص لا لعامة الناس ، ولكن الحديث عن شخصيات بعينها، خدمية او سياسية او اجتماعية يجعل الاعلامي يكتب مرغماً عن قلمه ولوحة مفاتيح حاسوبه .

إلتقيت بالاستاذ " ابراهيم كريّم الكركي " قبل اسبوعين من الانتخابات البلدية و مجالس المحافظات ، وكان اللقاء في مركز الحسن الثقافي في منطقة المرج في محافظة الكرك أثناء تصوير برنامج الاردن ينتخب لفضائية الاردن اليوم من تقديم الاستاذ هاشم المجالي واخراج الزميل منذر الجرادات وبتنسيق مباشر من قبل عطوفة مدير مالية الكرك الدكتور سليم المجالي ، كان اللقاء مفعم بالطرح السياسي ومقترحات المشاريع والخدمات المنوي القيام بها من قبل السادة المرشحين في حال فوزهم بالانتخابات .

قدّم الحضور من السادة المرشحين العديد من القضايا الايجابية طرحاً ولكن كتلة النشاط والتفاعل لدى الاستاذ الكركي فرضت على الجميع اعجابهم بشخصية الشاب الطموح المتواضع الغيور على خدمة محافظته ومقدراتها ، فكانت مداخلاته في مجملها تتحدث عن مصلحة وطنية في مكافحة البطالة المقنعة وتقديم المشاريع الخدمية للمجتمع بطريقة طموحة في آلية التنفيذ .

تواجه عمدة الكرك العديد من القضايا الواجب البحث والمشورة فيها سواء مجمع الباصات او قضية البسطات ثم النظافة والمراقبة الصحية والخدمات ؛ ولكن الحقيقة ان نهج المواطنة المسؤولة لدى الكركي نابعة من ايمانه المطلق بأن هذا الوطن لا يبنيه الا ابناؤه بالسعي والمثابرة والخطوات ذات اللمسة البسيطة وان مشوار الالف ميل يبدأ من جراء هذه الخطوة .

عندما تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورة الكركي وهو يجمع النفايات في الشارع بنفسه واثار العرق يتصبب من جسده ؛ تفاعلت مع تلك الرسالة المؤثرة والتي يدعو من خلالها الشباب الاردني للقيام بواجبهم تجاه وطنهم عامة ومحافظتهم خاصة ، وانه بدأ بكسر حاجز انعدام الثقة ما بين المواطن والمسؤول وخرج للشارع العام يثبت هذه المبادرة .

بداية موفقة اجدها لعمدة الكرك ، يعكس فيها المثل العربي ويظهر علمه وخبرته في المسؤولية التي أنتخب من اجلها ، وهو مطالب الان من الجميع في المحافظة ان يستمر في نهجه الوطني التنموي الخدمي الاجتماعي ضمن منظومة شبابية ذات طاقة وحماس لخدمة المحافظة بمشاريع انتاجية وخدمية و رافضاً للواسطة وملبياً لخدمة المواطن كإستحقاق له دون تسويف او تأخير من قبل الموظفين ، ونقول لعمدة الكرك ... نعم هكذا تورد الإبل