عبدالهادي راجي يريد أن يغير المهنة من صحافي إلى تاجر مخدرات..والسبب
مدار الساعة ـ نشر في 2023/05/11 الساعة 00:49
قرأت في المواقع أمس أن الأمن العام ألقى القبض على مطلوب خطر بحقه (43) طلبا أمنيا.. من بينها, السطو, ومحاولة قتل..والترويع, والتجارة غير المشروعة...الخ.
كل التهم التي وجهت لي في حياتي (بتخزي), كلها تتعلق بالذم والقدح والتشهير.. وهنالك تهم متعلقة بقطع الإشارة حمراء, ولا أنسى شركة أورنج فهم يطالبونني بـ (156) دينارا, تهم منحطة لترقى لمستوى الجريمة المنظمة أبدا... حتى أنني طلبت قبل أعوام للمحكمة كشاهد.. وقدمت شهادتي, وقال لي المحامي الذي طلبني من أجل الشهادة لصالح زميل تعرض لهجوم شرس من زميل اخر, قال لي المحامي: (ضيعتنا.. الله ايسامحك).كان حلمي أن أحظى بتهم (بترفع الراس), مثل هذا الذي اصدر عنه جهاز الأمن العام بيانا.. يليق بسيرته, كان حلمي أن أصنف كمطلوب خطر.. وأدخل المحكمة مرفوع الرأس ومكبلا بالجنازير, وفي لحظة اقتيادي للسجن أشاهد أحد الذين شهدوا ضدي في قضية تهريب مثلا.. وأقول له: (بس اطلع بفرجيك)... كان بودي, أن تنشر المواقع بعض التفاصيل عن التحقيقات التي أجريت معي مثلا, وتظهر تورط مجموعة من النافذين في البلد معي.. وعلى رأسهم نقيب الفنانين محمد العبادي.المشكلة أن المقاييس الاجتماعية انقلبت لدينا, لو سألت جيل الشباب عن (بابلو أسكوبار) كلهم سيعرفونه وسيسردون لك بعض التفاصيل من حياته, وكيف كان يمتلك إذاعة خاصة لبث أسعار المخدرات.. بالمقابل لو سألتهم عن (نعوم تشومسكي).. حتما لن يعرفه أحد.إن أخطر ما يحدث في مجتمعنا هو انقلاب المعايير, فأنت حين تعرف مثلا أن موظفا دخل السجن من أجل رشوة وفيما بعد بنى بيتا ضخما, تجد أن نسبة كبيرة من المجتمع تشد على يده باعتباره (زبط حاله) و(فهم الطابق).. وحين تسمع بوفاة مدير عام سابق اشتهر بالأمانة والزهد والحرص على المال العام.. تجد أن البعض وفي المرور على مناقبه وسيرته... يصفونه بأنه كان مسكينا و(مسخم وملطم).. ولم يعرف كيف (ايزبط حالو)..انقلاب المعايير هو أخطر ما يحدث في مجتمعاتنا، اتذكر الزميل أحمد ذيبان الذي كان يعمل صحفيا محترفا في «الرأي", فقد أصدر كتابا مهما قبل سنوات طويلة وهو (النفاق والسلطة).. عرض فيه مادة تاريخية موثقة وجميلة, عن النفاق.. وعن المنافقين, عرض فيه مرضا من أمراض المجتمعات العربية... وكم كنا حين نجلس نتداول تفاصيل من الكتاب ونغوص في عقل أحمد ذيبان.. وعبقريته في إنتاج هذا الكنز, والغريب أن مدونا تافها قد يضع أغنية على صفحته تأخذ ألوف المشاهدات.. بالمقابل هذا الجيل لم يكلف نفسه عناء قراءة ولو صفحة واحدة من كتب أحمد ذيبا?..لا تلوموني إذا ندمت على السنوات التي سبقت من العمر, فلو كنت مطلوبا ومجرما.. ربما سيصف المجتمع ظاهرتي بالقول: (كان زلمة).. بالمقابل حين تصبح كاتبا في مجتمعنا فإن الأوصاف التي تلصق بك في السوشيال ميديا هي: سحيج, متلون, منافق, كتاب التدخل السريع.. هل يجرؤ أحد في مجتمعنا أن يقول عن صاحب (43) جريمة (سحيج).. حتما لا لن يجرؤ أحد على ذلك, بل سيقابلونه حين يلتقون به بجملة: (جيرة الله ع العشا)..بصراحة أريد أن أغير المهنة, من صحفي.. إلى تاجر مخدرات, أنا على استعداد للانخراط في (الكار)... على الأقل هذه المهنة تضمن لي بأن لا يصفني المجتمع بكلمة: (سحيج).
كل التهم التي وجهت لي في حياتي (بتخزي), كلها تتعلق بالذم والقدح والتشهير.. وهنالك تهم متعلقة بقطع الإشارة حمراء, ولا أنسى شركة أورنج فهم يطالبونني بـ (156) دينارا, تهم منحطة لترقى لمستوى الجريمة المنظمة أبدا... حتى أنني طلبت قبل أعوام للمحكمة كشاهد.. وقدمت شهادتي, وقال لي المحامي الذي طلبني من أجل الشهادة لصالح زميل تعرض لهجوم شرس من زميل اخر, قال لي المحامي: (ضيعتنا.. الله ايسامحك).كان حلمي أن أحظى بتهم (بترفع الراس), مثل هذا الذي اصدر عنه جهاز الأمن العام بيانا.. يليق بسيرته, كان حلمي أن أصنف كمطلوب خطر.. وأدخل المحكمة مرفوع الرأس ومكبلا بالجنازير, وفي لحظة اقتيادي للسجن أشاهد أحد الذين شهدوا ضدي في قضية تهريب مثلا.. وأقول له: (بس اطلع بفرجيك)... كان بودي, أن تنشر المواقع بعض التفاصيل عن التحقيقات التي أجريت معي مثلا, وتظهر تورط مجموعة من النافذين في البلد معي.. وعلى رأسهم نقيب الفنانين محمد العبادي.المشكلة أن المقاييس الاجتماعية انقلبت لدينا, لو سألت جيل الشباب عن (بابلو أسكوبار) كلهم سيعرفونه وسيسردون لك بعض التفاصيل من حياته, وكيف كان يمتلك إذاعة خاصة لبث أسعار المخدرات.. بالمقابل لو سألتهم عن (نعوم تشومسكي).. حتما لن يعرفه أحد.إن أخطر ما يحدث في مجتمعنا هو انقلاب المعايير, فأنت حين تعرف مثلا أن موظفا دخل السجن من أجل رشوة وفيما بعد بنى بيتا ضخما, تجد أن نسبة كبيرة من المجتمع تشد على يده باعتباره (زبط حاله) و(فهم الطابق).. وحين تسمع بوفاة مدير عام سابق اشتهر بالأمانة والزهد والحرص على المال العام.. تجد أن البعض وفي المرور على مناقبه وسيرته... يصفونه بأنه كان مسكينا و(مسخم وملطم).. ولم يعرف كيف (ايزبط حالو)..انقلاب المعايير هو أخطر ما يحدث في مجتمعاتنا، اتذكر الزميل أحمد ذيبان الذي كان يعمل صحفيا محترفا في «الرأي", فقد أصدر كتابا مهما قبل سنوات طويلة وهو (النفاق والسلطة).. عرض فيه مادة تاريخية موثقة وجميلة, عن النفاق.. وعن المنافقين, عرض فيه مرضا من أمراض المجتمعات العربية... وكم كنا حين نجلس نتداول تفاصيل من الكتاب ونغوص في عقل أحمد ذيبان.. وعبقريته في إنتاج هذا الكنز, والغريب أن مدونا تافها قد يضع أغنية على صفحته تأخذ ألوف المشاهدات.. بالمقابل هذا الجيل لم يكلف نفسه عناء قراءة ولو صفحة واحدة من كتب أحمد ذيبا?..لا تلوموني إذا ندمت على السنوات التي سبقت من العمر, فلو كنت مطلوبا ومجرما.. ربما سيصف المجتمع ظاهرتي بالقول: (كان زلمة).. بالمقابل حين تصبح كاتبا في مجتمعنا فإن الأوصاف التي تلصق بك في السوشيال ميديا هي: سحيج, متلون, منافق, كتاب التدخل السريع.. هل يجرؤ أحد في مجتمعنا أن يقول عن صاحب (43) جريمة (سحيج).. حتما لا لن يجرؤ أحد على ذلك, بل سيقابلونه حين يلتقون به بجملة: (جيرة الله ع العشا)..بصراحة أريد أن أغير المهنة, من صحفي.. إلى تاجر مخدرات, أنا على استعداد للانخراط في (الكار)... على الأقل هذه المهنة تضمن لي بأن لا يصفني المجتمع بكلمة: (سحيج).
مدار الساعة ـ نشر في 2023/05/11 الساعة 00:49