كتاب الجن أم كتاب الإنس؟

مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/19 الساعة 15:10
يحلوا لبعض الكتاب والاقلام في هذه الايام تسخير كتاباتهم ومقالاتهم في مختلف الوسائل الاعلامية لاستفزاز مشاعر الاخرين واحباط وزرع اليأس في نفوس من يقرأ لهم من العوام محاولة منهم لغسل ادمغتهم وابعادهم عن معتقداتهم واخلاقهم الراسخة في وجدانهم وضمائرهم والتي ورثوها كابرا عن كابر, وذلك بطرح مواضيع غريبة وافكار مستوردة تعبر عن انتماءاتهم المذهبية والطائفية والحزبية، واهمين القارئ ان هذه هي الحقيقة وغيرها عفا عليه الزمن واندثر ولا تصلح لزمن العولمة والتكنولوجبا العصرية، وانه مقياس للتقدم والرقي بالاوطان والشعوب. ان مثل هذه الشطحات الملعونة تسببت في بلبلة وحيرة لدى بعض العقول البسيطة والغير مدركة تماما لكثير من الامور , في حين انها لا تنطلي على كثير من العقول المدركة والواعية. ان هؤلاء الكتاب يملكون من الذكاء والفطنة في طرح مشاكل معينة يدغدغون بها عواطف فئة تعاني من نفس المشكلة وتبدوا لهم كمن يضرب على الوتر الحساس في القيتار , وفي نفس الوقت يستفزون بها مشاعر الاخرين الذين يملكون الدراية والعلم اكثر من غيرهم كانهم درسوا في مدارس الاستفزاز والسادية، معتقدين جهلا ان هذا يصب في منطق الصدق والحقيقة والجراءة في الطرح , حتى يتبين لهم انهم وقعوا في المحظور وان الامور قد اختلطت عليهم وان الامر لا يعدوا اكثر من قصر نظر ووقاحة بلا مبالاة , فينجرف بهم التيار الى هاوية الشلال وعند الغرق يحاولون التمسك بقشة الندم والغفران ولكن بعد فوات الاوان وبعد ان فضحتهم اهوائهم واوهامهم , وذلك عند اول انتقاد لهم ووخزة ابرة من ذوي اللب والاصلاح والحقيقة المجردة بلا رياء والذين عندهم الخبر اليقين. يمارس بعض الكتاب فلسفته الخاصة في معالجة بعض القضايا الاجتماعية والسياسية والدينية او الحياتية والتي تعبر عن منطلق فكري محدود ومن بيئة عاشها وتقوقع داخلها وهم لا يعلمون من الامر سوى الهوامش فيصبحوا كالحمار يحمل اسفارا، وينجلى هذا الامر عند بعض الكتاب المحسوبين على العلمانية والليبرارية عندما يخوضون في مواضيع الدين بغير علم او دراية وافق ضيق ومعلومة هامشية بحقيقته , ومن غير السبر في عمقه واغواره المكنونة , مكتفين بالطعن والسخرية من بعض ماورد في التراث منه لينفسوا عن عن ما في صدورهم من الحقد الدفين على الدين ولينفثوا سمومهم ارضاء لمن يسير على دربهم من المطبلين والمزمرين , ومن مثل هذا عندما اتخذوا من موضوع التداوي ببول ولبن الابل حجة يصفون بها الدين ومتبعيه بالتخلف والجهالة وحتى بالجنون مستخفين بمشاعرهم وغيرتهم على دينهم , كما وصفوا المسلمين بامة الارهاب وسفك الدماء , واستباح النساء وان البخاري ليس صحيح , وان ابا هريرة سارق لبيت مال المسلمين واحاديثه كذب ونفاق، وغيرها مما تمس مشاعر المسلمين. وتخرج علينا شريحة اخرى من الكتاب المتفلسفين ليمجدوا ويمدحوا بلداناً غيرهم مثل ايران المجوس, واصفين اياها ببلاد العلم والتقدم والحضارة والثقافة, وان بلادهم غارقة في مستنقع من الجهالة والتخلف والفشل , ولا زالوا يعيشون في غياهب العصور المظلمة, ومتناسين انهم يعيشون في بلاد هذه الامة التي اوتهم من جوع وامنتهم من خوف هم وذريتهم ولا يستحون ولا يخجلون, فاي عاقل هذا واي مجنون, امثال هؤلاء امتهنوا النباح وقافلتهم بإذن الله لن تسير . واخرون يدسون السم في الدسم فيظهرون ما لايبطنون وكتاباتهم ظاهرها وطنية وباطنها قدح وانتقاد جارح واقرب مثل لمسيرة الانتخابات البلدية الاخيرة , فقالوا فيها ما لم يقله مالك في الخمر من مديح في بادىء الامر وتهجم وطعن عند ظهور النتائج ذلك لان الرياح لم تأتي كما تشتهي السفن , بل واقحموا فيها العصبية والقبلية ولم تسلم منهم حتى الجماعات الاسلامية او الذي فاز على غير اهوائهم , كتاب لايراعون في الله والوطن والناس الا ولا ذمة منساقين خلف افكار ملعونة وشيطانية , سفهاء ينفخون في الفتنة لتتقد نارها ويعظم شرارها فلا تبقي ولا تذر , وصدق فيهم قول الله تعالى (قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا , الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا) صدق الله العظيم .فلتجعلوا اقلامكم زينة لجيوبكم , ولتذر الرياح اوراقكم , وعودوا الى حاضنتكم , لتصبحوا من الطلقاء
  • مقالات
  • لب
  • الدين
  • نساء
  • مال
  • ثقافة
  • نتائج
مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/19 الساعة 15:10