مستعجل.. من ابن الطفيلة إلى الحكومة

مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/18 الساعة 23:56

مدار الساعة - يعاني أبناء محافظة الطفيلة (جنوب الاردن) ممن حصلوا على شهادات جامعيّة معاناة قاسية، مرورا بسنوات الدراسة، التي ارهقت أسرهم، وانتهاء بعدم توافر فرص عمل على غرار ما يحصل مع غيرهم في عمان ومحافظات أخرى؛ لتوافر المؤسسات الكبيرة التي تستوعب الكثير من فرص العمل والتخصصات الجامعيّة لهؤلاء الخريجين، علاوة على توافر الشركات الخاصة بشكل كبير، التي تشكل الملاذ الآمن لطالب الوظيفة الجامعي في تلك المحافظات.

في المقابل، تفتقد المحافظة لهذه الميزة، لا بل أضيفت لها ميزة أخرى لا تقل ألما ووجعا ؛لما تعانيه المحافظة بشكل عام من نقص في الخدمات والمشاريع وهي أكثر المحافظات ارتفاعا في نسب البطالة والفقر وفق آخر استطلاعات ودراسات حديثة أجريت مؤخرا.

وينتظر ابن الطفيلة الجامعي الذي لا حول له ولا قوة سنوات وسنوات وربما عقوداً كما يحصل مع الإناث ممن يحملن الشهادة الجامعية وينتظرن التعييّن شأنهن كشأن الابناء الذكور صابرين على لهيب الفقر والبؤس، لعل الفرج يأتي من الحكومات المتعاقبة التي همّشت الطفيلة وتوعد بعمل المشاريع وحل مشكلة المحافظة ، لكن هيهات هيهات.

ينتظر الجامعي المرهق من تبعات الدراسة المكلفة ومصاريف الجامعة حصوله على فرصة عمل، وربما لا ينتظر الفرج من السماء، مما يجعل طالب الوظيفة يعيش في حالة من التعاسة والهموم قدره أنه من هذه المحافظة الطيبة التي جبلت دماء أبنائها في ثرى الأردن في الدفاع ودحض العاديات عنه، والوقوف سندا منيعا مع المغفور له -بإذن الله -الملك الحسين بن طلال -طيب الله ثراه- مشكلين بذلك درعا قوية في وجه الطامعين باردن العز والكرامة.

ويتشارك افراد الأسرة مع ابنهم الجامعي همومه بعدما وقعوا فريسة للإحباط والحالة النفسية، وهم يشاهدون فلذات اكبادهم يكابدون من أجل الحصول على لقمة عيشهم ؛ليسدوا القروض والأموال التي دفعت عليهم من البنوك ومؤسسات الدولة الاخرى، علاوة على المبالغ النقديّة التي اقتطعتها أسرهم من قوت يومها؛ لتوّفر له الرسوم الدراسيّة الفصلية وأثمان الكتب والمواصلات وغيرها من مصاريف الدراسة المرهقة.

في المقابل، يطالعون الجرائد والمواقع الاخبارية كل يوم لعلهم يجدون اسما لابنهم ضمن دفعات التعيين الصادرة عن ديوان الخدمة المدنية التي يطلبها الديوان للمقابلة من أجل التعيين، لكن دون جدوى، في ظل ماتعانيه المحافظة أصلا من نقص في الشركات الكبيرة والصغيرة ،التي ينتظر إنشاؤها بالمحافظة منذ عقود؛ لتكون بداية الطريق للقضاء على شبح البطالة والفقر المتفشي بالمحافظة، وبالتالي خروجنا من حالة الوجع والغليان التي عايشتها على مدار خمس سنوات، من خلال متابعتي لمطالب الحراك السلمي بالمحافظة ، علاوة على الأوجاع والهموم التي نشاهدها كل يوم عبر مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحات الاصدقاء المحملة بالقهر والغضب ،التی أصبحت المتنفس الوحيد لأبناء المحافظة بعد عزوف التلفزيون عن نقل همومهم ومطالبهم ،مقتصرین نقله للندوات والمؤتمرات التي تعقد بالمحافظة (وجاء وزير وذهب مسؤول )؛ رفعا للعتب على تهميش المحافظة .

يا أصحاب القرار في حكومتنا.. ابناء محافظة الطفيلة اصبحوا الآن في حاجة ماسة للتعييّن في أكثر من أي وقت مضى لوظيفة تناسب مؤهلهم أو حتّى لا تناسبه في ظل اتساع بؤر الفقر والعوز، يضاف إلى ذلك ارتفاع الأسعار والسلع بصورة جنونية بالتزامن مع نقص الوظائف وانخفاض الأجور.

منذ عقود ...يطالب ابناء محافظة الطفيلة ممن يحملون مؤهلات جامعية بفرصة عمل في الشركات الكبرى الموجودة في المحافظة، من خلال حراكات سلمية راقية عايشتها منذ خمس سنوات نقلتها بموضوعية وتجرد، فكانت حراكات على درجة عالية من الوعي والثقافة بعيدا عن العنف والشغب أو الخروج عن الهوية الوطنية .

لقد خرجوا في حراكهم السلمي لعلهم يجدون اذانا صاغية تسمع صرختهم ومعاناتهم تمكنهم من ايجاد فرص عمل ، إلا أنهم يتفاجأون بأن اغلب من تم تعيينه بالشركات من خارج المحافظة بالرغم من أنّ أبناء وبنات المحافظة يحملون نفس التخصص المطلوب.!!

إن واجب الحكومة بذل جهد أكبر لجذب استثمارات خارجية للمحافظة ؛لإنشاء مشاريع وخلق استثمارات توفر فرص العمل بالمحافظة؛ لتخفيف الضغط على الحكومة ،وهذا يحتم عليها تشجيع رجال الأعمال لزيارة المحافظة لعمل المشاريع؛ كون المحافظة تتمتع بميزات جذب واستثمار ،علاوة على تميزها بموقعها السياحي وجمالية قراها ذات الطبيعة الأثرية ، زيادة على العادات الحسنة ،التي يتمتع فيها أبناء ورجال ووجوه محافظة الطفيلة من كرم وتسامح وشهامة وتعامل راق مع زوار المحافظة من الضيوف والزائرين..

(الطفيلة اليوم)

مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/18 الساعة 23:56