أحزان مضاعفة
بفاصل زمني قصير، فجع الأردنيون بفقدان قامتين وطنيتين، ترك رحيلهما موجة حزن مضاعف عندهم.
هاتان القامتان هما دولة الدكتور عبدالسلام المجالي ودولة السيد مضر بدران رحمهما الله، فقد اثار رحيل كل منهما احزانا واشجانا مضاعفة عند الأردنيين، ولهذه الاحزان أسباب كثيرة، أولها أن هذا النمط من رجال الدولة صار عملة نادرة حتى لا نقول مفقودة، وهو نمط من الرجال كان ينظر إلى المواقع التي يشغلها على أنه تكليف لا تشريف، لذلك كانوا يوظفون مواقعهم لخدمة الناس، والاقتراب منهم، والاهتمام بتفاصيل معيشتهم، كما كانوا يقلقون لهموم الناس خاصة الفقراء، لذلك كانوا يأكلون من أكل سائر الناس ويتكلمون بلهجتهم ويحسون بوجعهم.
واهتمام هذه الطبقة من رجال الدولة بالناس واحتياجاتهم هو الذي منعهم من أن يبنوا بينهم وبين الناس حواجز وجدراً من السكرتاريه والمرافقين،كما كانت علاقتهم بالناس واضحة وشفافة وصريحة مهما كانت هذه الصراحة مؤلمة وقاسية، لذلك ولصدقهم وصراحتهم حازوا على ثقة الناس واحترامهم.
ولأن الإنجاز كان هم هذه الطبقة من رجال الدولة، ففد كانوا يحسنون اختيار الرجال الذين يعملون معهم بعبدا عن مفهوم الشللية،واحكام المناطقية والجهوية،فكانت الكفاءة هي مقياس اختياراتهم، لذلك يحزن عليهم الأردنيون حزنا مضاعفا، ويترحمون عليهم.