الدينار والدولار وانخفاض الأخير
مدار الساعة ـ نشر في 2023/05/02 الساعة 01:24
ليس صحيحاً بأن سعر صرف الدينار ثابت، فهو يرتفع وينخفض امام العملات الاخرى وهذه مرونة لا تفقده استقراره لكن من غير الصواب ايضا ان نقول انه دينار قوي بسبب قوة ذاتية للاقتصاد الأردني او رواج الصادرات الوطنية، فالسبب هو انه مثبت بالدولار الأميركي منذ اكثر من عقدين.
لطالما كانت سياسة ربط الدينار بالدولار في محل نقاش، ولكن التجربة العملية اثبتت ان الدينار المثبت بالدولار خدم الاقتصاد الوطني، وحقق الاستقرار النقدي، وعزز الثقة العامة.اليوم يعود النقاش حول هذه السياسة او انها في طريقها لان تتصاعد والسبب هو انخفاض الدولار والتفكير شبه الجمعي في المحافل الدولية باستبدال الدولار كعملة دولية مرجعية وبالمناسبة ليست هذه هي المرة الاولى التي يمر بها الدولار في مثل هذه الازمات وفي مثل هذه المنعطفات.وراء هذه المطالب بالفكاك من الدولار اسباب اقتصادية واخرى سياسية ليس هنا مجال التوسع في شرحها لكن يكفي ان نذكر هنا ان من الاسباب الاقتصادية هي انهاء هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي ولا تخلو هذه الاسباب من الاهداف السياسية خصوصا الحرب الروسية في اوكرانيا والدعوة الى عالم متعدد الاقطاب.محليا لم تنضج بعد اسباب فك ارتباط الدينار بالدولار ما يمهد للعودة مثلا الى ربط الدينار بسلة من العملات كما كان معمولا به قبل ربطه بالدولار.يتأثر الدولار بالبيانات الاقتصادية الاميركية مثل بيانات مؤشر دوران الظائف الأمريكي وايضا بهبوط عائد السندات وبسعر الفائدة التي رفعها الفيدرالي الاميركي عدة مرات مؤخرا لمواجهة التضخم.هناك وجهة نظر تقول ان انخفاض الدولار يجذب معه الدينار الى مزيد من الضعف في مواجهة العملات خصوصا وان بعض الدول ستبدأ بطلب سداد اثمان المستوردات بعملتها ما يعني تفاقم العجز في الميزان التجاريوان الوقت مناسب لخفض الاعتماد على الدولار والوقائع المتغيرة تتطلب سياسات متغيرة، لكن هناك ايضا وجهة نظر تقول أن ضعف الدولار وانخفاض قيمته تجاه العملات العالمية الرئيسية بالنسبة للاردن يشكل تعديلاً مطلوباً لتقليص العجوزات في الموازين المختلفة.الاهم في كل هذه التطورات الابقاء على سعر الفائدة على الدينار أعلى من سعر الفائدة على الدولار فهو من ناحية يعزز الودائع بالدينار ومن ناحية يحد من مخاطر الاموال الساخنة ان وجدت.ما حدث على مدى عقدين. اعطى دليلاً على أهمية ارتباط الدينار بالدولار، وضمن قدراً من الاستقرار النقدي وفي التعاملات المالية مع العالم في مواجهة التقلبات وهو لا زال يقوم بهذا الدور لكن ربط الدينار بالدولار ليس زواجا كاثوليكيا والبنك المركزي الاردني يعي ذلك تماما وعقيدته في ضمان الاستقرار النقدي تجعله يضع كل الخيارات على الطاولة.ما يجري اليوم هو حرب عملات لكن الدولار ليس عملة اميركية بل هي عملة العالم، الذي لديه احتياطات من الدولار يشكل الدولار ٦٠% -انخفضت بنهاية العام الماضي إلى 58.36% وهو أدنى مستوى في 27 عاما–كأدوات تعامل وادخار وانخفاضه يهدد اقتصاديات العالم وثرواتهالأردن لا يستطيع حتى الان ان يكون منحازا في هذه الحرب لان ربط الدينار بالدولار لا يمنحه هذه الميزة فماذا عليه ان يفعل؟.هناك مكاسب انية لانخفاض الدولار يعرفها ويتحدث عنها الاقتصاديون ومنها منافع تجارية، وارباح يجنيها البنك المركزي من فرق عمله على موجوداته من غير الدولار، وانخفاض المديونية المقومة بالدولار وانخفاض قيمة مستورداته المدفوعة بالدولارلكن ماذا يتعين فعله على المدى البعيد؟.سيعود النقاش مجددا وبشكل اقوى من قبل حول سياسة ربط الدينار بالدولار لكنه سيحتاج لان يكون معمقا من دون ردود فعل ولا تسرع وفي جميع الحالات فإن تداعيات الدولار المنخفض على الأردن تبقى محدودة.
لطالما كانت سياسة ربط الدينار بالدولار في محل نقاش، ولكن التجربة العملية اثبتت ان الدينار المثبت بالدولار خدم الاقتصاد الوطني، وحقق الاستقرار النقدي، وعزز الثقة العامة.اليوم يعود النقاش حول هذه السياسة او انها في طريقها لان تتصاعد والسبب هو انخفاض الدولار والتفكير شبه الجمعي في المحافل الدولية باستبدال الدولار كعملة دولية مرجعية وبالمناسبة ليست هذه هي المرة الاولى التي يمر بها الدولار في مثل هذه الازمات وفي مثل هذه المنعطفات.وراء هذه المطالب بالفكاك من الدولار اسباب اقتصادية واخرى سياسية ليس هنا مجال التوسع في شرحها لكن يكفي ان نذكر هنا ان من الاسباب الاقتصادية هي انهاء هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي ولا تخلو هذه الاسباب من الاهداف السياسية خصوصا الحرب الروسية في اوكرانيا والدعوة الى عالم متعدد الاقطاب.محليا لم تنضج بعد اسباب فك ارتباط الدينار بالدولار ما يمهد للعودة مثلا الى ربط الدينار بسلة من العملات كما كان معمولا به قبل ربطه بالدولار.يتأثر الدولار بالبيانات الاقتصادية الاميركية مثل بيانات مؤشر دوران الظائف الأمريكي وايضا بهبوط عائد السندات وبسعر الفائدة التي رفعها الفيدرالي الاميركي عدة مرات مؤخرا لمواجهة التضخم.هناك وجهة نظر تقول ان انخفاض الدولار يجذب معه الدينار الى مزيد من الضعف في مواجهة العملات خصوصا وان بعض الدول ستبدأ بطلب سداد اثمان المستوردات بعملتها ما يعني تفاقم العجز في الميزان التجاريوان الوقت مناسب لخفض الاعتماد على الدولار والوقائع المتغيرة تتطلب سياسات متغيرة، لكن هناك ايضا وجهة نظر تقول أن ضعف الدولار وانخفاض قيمته تجاه العملات العالمية الرئيسية بالنسبة للاردن يشكل تعديلاً مطلوباً لتقليص العجوزات في الموازين المختلفة.الاهم في كل هذه التطورات الابقاء على سعر الفائدة على الدينار أعلى من سعر الفائدة على الدولار فهو من ناحية يعزز الودائع بالدينار ومن ناحية يحد من مخاطر الاموال الساخنة ان وجدت.ما حدث على مدى عقدين. اعطى دليلاً على أهمية ارتباط الدينار بالدولار، وضمن قدراً من الاستقرار النقدي وفي التعاملات المالية مع العالم في مواجهة التقلبات وهو لا زال يقوم بهذا الدور لكن ربط الدينار بالدولار ليس زواجا كاثوليكيا والبنك المركزي الاردني يعي ذلك تماما وعقيدته في ضمان الاستقرار النقدي تجعله يضع كل الخيارات على الطاولة.ما يجري اليوم هو حرب عملات لكن الدولار ليس عملة اميركية بل هي عملة العالم، الذي لديه احتياطات من الدولار يشكل الدولار ٦٠% -انخفضت بنهاية العام الماضي إلى 58.36% وهو أدنى مستوى في 27 عاما–كأدوات تعامل وادخار وانخفاضه يهدد اقتصاديات العالم وثرواتهالأردن لا يستطيع حتى الان ان يكون منحازا في هذه الحرب لان ربط الدينار بالدولار لا يمنحه هذه الميزة فماذا عليه ان يفعل؟.هناك مكاسب انية لانخفاض الدولار يعرفها ويتحدث عنها الاقتصاديون ومنها منافع تجارية، وارباح يجنيها البنك المركزي من فرق عمله على موجوداته من غير الدولار، وانخفاض المديونية المقومة بالدولار وانخفاض قيمة مستورداته المدفوعة بالدولارلكن ماذا يتعين فعله على المدى البعيد؟.سيعود النقاش مجددا وبشكل اقوى من قبل حول سياسة ربط الدينار بالدولار لكنه سيحتاج لان يكون معمقا من دون ردود فعل ولا تسرع وفي جميع الحالات فإن تداعيات الدولار المنخفض على الأردن تبقى محدودة.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/05/02 الساعة 01:24