دورة حياة الإنسان توزيعاً معيارياً
ومن ثم يعود من حيث خلق الله سيدنا آدم عليه السلام إلى الأرض (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ، اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ، هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ ثُمَّ مِنۡ عَلَقَةٖ ثُمَّ يُخۡرِجُكُمۡ طِفۡلٗا ثُمَّ لِتَبۡلُغُوٓاْ أَشُدَّكُمۡ ثُمَّ لِتَكُونُواْ شُيُوخٗاۚ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبۡلُ وَلِتَبۡلُغُوٓاْ أَجَلٗا مُّسَمّٗى وَلَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ (الحج: 5، الروم: 54، غافر: 67)).
فيمر الإنسان العادي خلال فترة عمره المحدد له في الدنيا في مراحل مختلفة وتكون جميع أجهزة جسمه قوية وتعمل على أكمل وجه ومن ثم تاخذ بالضعف وتقل كفاءتها شيئا فشيئا كلما تقدم فيه العمر (إذا جاز لنا التعبير والتشبيه مثل أجهزة المركبة الوكالة) ومن الناس من يصاب بأمراض مزمنة مثل السكري والضغط والروماتيزم والمفاصل والسمع والنظر والأسنان ... إلخ. وَيبدا بمراجعة الأطباء من مختلف انواع التخصصات ليعمل صيانة لاجهزة جسمه ويعيش حياة ميسرة. ويستمر هكذا حتى ينقضي العمر المحدد للإنسان من رب العالمين ويعود إلى من حيث خلق الله سيدنا آدم عليه السلام إلى الأرض كما ذكر الله في آخر آية نزلت في القرآن الكريم (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (البقرة: 281)).
ولو رسمنا دورة حياة الإنسان رسما تخطيطيا لكان الرسم توزيعا معياريا كما هو مرفق مع المقالة، حيث تظهر فترة حياة الشباب ما بين سن العشرين والأربعين وما قبل ذلك يكون نموا ومابعد ذلك يكون هزلا وضعفا.