التحديات التي تواجه الأردن على الجبهة الشمالية
مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/17 الساعة 10:43
لا يخفى على احد خطورة الأوضاع العسكرية على الحدود الأردنية السورية وخاصة بعد حالة الغموض الامريكية -الروسية والتي سمحت للنظام السوري بالتمدد في محافظة السويداء بدون أي مقاومة وكأن هناك سيناريوهات معدة سلفاً لإعادة تأهيل النظام السوري الدموي والذي قتل أكثر من مليون وشرد اكثر من عشرة ملايين سوري مستعيناً بالمليشيات اللبنانية، العراقية، الأفغانية، والحوثية اليمنية الطائفية، وبالحرس الثوري الإيراني لقتل شعبة الأعزل وتحت أنظار العالم المنافق والذي لم يفعل شيئاً لوقف المذبحة. ثم وبعد أن بدأ النظام بفقدان الأرض وانحسرت قواته في دمشق، تدخلت روسيا بوتين وأعادة الأمل ببقاء الأسد، بل إن الروس وكعادتهم (في أفغانستان) قاموا باتباع سياسة الأرض المحروقة، فقاموا بتدمير سوريا وحرق البشر والشجر والبنايات والأرض فهم لا يفرقون بين المحاربين او المدنيين طالما أن الذي يقتلونه مسلم، وحججهم محاربة الإرهاب (السني المقاوم للظلم)الذي يتعارض مع مصالحهم، اما الإرهاب الشيعي ممثلاً بالنظام السوري (نظام الأسد هو حليف قديم للغرب ولاسرائيل) فهو حليف تاريخي للغرب ومن يجهل تاريخ العلويين القرامطة فليقرأ عنهم وكيف كانوا أشد قسوة وتنكيلاً بالمسلمين من غيرهم.
أن من اهم التحديات التي تواجه الأردن والتي يجب العمل على تلافيها يمكن أن تتمثل في ثلاث محاور:
المحور الأول: خطر تمركز المليشيات الشيعية والتي تحمل اجندات حقد وكراهية ضد الأردن والاردنيين على مقربة من الحدود مما قد يخلق حالة من عدم الاستقرار من خلال قيام تلك المليشيات بعمليات إرهابية داخل الحدود الأردنية لاهداف شتى منها على سبيل المثال الانتقام من المدنيين سواء الأردنيون او اللاجئون السوريون على الجانب الأردني. ولذلك يجب على الحكومة الأردنية التنبة لما قد يؤول اليه الحال خاصة أن الحليف الأمريكي ممثلاً بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يعتمد عليه ولا يجب علينا المراهنة عليهم في ضَل التنسيق الغير مسبوق بين القيادتين الامريكية والروسية.
المحور الثاني: غياب التنسيق مع النظام السوري (الذي أُعيد تأهيله) قد يزيد أعباء الأردن المادية وخاصة العسكرية، واللوجستية خاصة مع استمرار عبور اللاجئين من الجانب السوري بأتجاه الأردن على الجبهة الشمالية، فزيادة الإنفاق العسكري لحماية الشريط الحدودي الطويل، والأعباء المادية المصاحبة لذلك قد تزيد من ترهل الميزانية المنهكة أصلا، ولذلك يجب البدأ فوراً بالاعداد لمرحلة قد تزيد لأكثر من ثلاث سنوات من عدم الاستقرار لانعدام وجود حلول واقعية لوقف النزيف السوري، والتركيز على حلول مؤقتة للعب على الوتر السوري من اجل ضمان عدم قيام الدولة السورية القوية على حدود إسرائيل بقيادة ذات أهداف تتعارض وبقاء الكيان الإسرائيلي، وكذلك من اجل ابتزاز دول الخليج مادياً وإنهاك اقتصادياتها (البترول والغاز) من اجل خلق واقع جديد في الشرق الأوسط يقوم على إطلاق يد ايران في المنطقة مقابل ضمان بقاء هيمنة وتفوق الكيان الإسرائيلي على منطقة الشرق الأوسط.
المحور الثالث: الخليج العربي لا يريد شراكة مع الأردن تقوم على الاحترام المتبادل، بل يريد فرض إملاءات على الأردن للقيام بفعل او بالامتناع عن القيام بفعل معين حسب الرغبة الخليجية والتي لم ولن يقبل بها الأردن قيادة وشعباً رغم التقارب الجغرافي والديمغرافي والثقافي (العادات والتقاليد) والذي يجعل الشعب الأردني الأقرب للشعوب الخليجية، ورغم كل ما اسلفت، الا إن الاشقاء لم يسعفونا حتى هذه اللحظة رغم الوعود الكثرة بالاستثمار في الأردن، او حتى فتح الباب للعمالة الأردنية في الخليج. وبناءاً على ذلك، فمن الواجب على حكوماتنا القيام بفتح باب الاستثمار في التكنولوجيا كما هو الحال في ماليزيا، وڤيتنام، وتايلاند حيث أصبحت هذه الدول مصدرة للتكنولوجيا وأصبحت اقتصادياتها على درجة كبيرة من الأهمية في العالم. كذلك يجب على الحكومة القيام بتسهيل الاستثمار في الأردن عن طريق الإعفاءات الضريبية، والاهتمام بالقطاع الزاعي والحيواني لان الأردن (غور الأردن تحديدا) يعد من اكثر القطاعات اهمالاً في الأردن.
حمى الله الأردن من كل مكروه
مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/17 الساعة 10:43