تفكيك خطاب فيصل الفايز (2-2)
مدار الساعة ـ نشر في 2023/04/18 الساعة 23:56
إن تناول خطاب أي مسؤول بالنقد أو بالتقريظ، هو علامة صحة وقوة ومؤشر على أهمية الخطاب وثرائه وقدرة صاحبه على طرح موضوعات وطنية جدلية تستقطب الاهتمام وتحث على الحوار.
أبدى المثقفون والمحللون السياسيون والقيادات الحزبية والاجتماعية اهتماماً وحرصاً على تحليل خطاب فيصل الفايز واستبطان ما يحمل من رسائل، على قاعدة "حُسن الظن بمن نعرف أنهم موضع ثقة"، في حين يسعى البعض -دون جدوى- إلى تفكيك فيصل الفايز ودوره وتراثه باللجوء إلى اسقاطات متعسفة، أخشى ان تقود إلى سقطات مهنية.
في حواريته الأخيرة، مؤشرات على أن فيصل الفايز، في طرحه العناوين المتصلة بالحزب والعشيرة والإعلام والمنصات وشروط الإصلاح ومدياته وإيقاعه الزمني وسيادة القانون وهيبة الدولة والجبهة الداخلية وغيرها، يدفع لتظهير ملامح الدولة المدنية ورفعها إلى مستويات جديدة، مبينا ما تحتاج إليه من جهود وخطوط وسياقات كي تُستكمل تلك الملامح.
كتبت هنا في 23 كانون الأول 2022.
مقالة بعنوان "فيصل الفايز وحيداً" قلت فيها ان الرجل لم يتوقف عن البوح والشرح، والمحاضرة والمناظرة، في القضايا الوطنية، الملتبسة وغير الملتبسة، الشعبية وغير الشعبية، التي تحتاج إلى من يشرحها ويحمل عبء الدفاع عنها.
فدولة أبي غيث، وحيدٌ في السباحة ضد التيار، وفي مواظبته على حث رجال الدولة لحمل رواية وراية الدولة، والدفاع عن القضايا، التي ينجم عن التصدي لها، فيضٌ من تعليقات المنصات "الموجهة".
ودولة فيصل الفايز يتميز ويتمايز، بشجاعته الأدبية، وبمثابرته على قول رأيه واضحاً صريحاً، وعدم التخفي والتلطي خلف أي ساتر.
إنه على الدوام بوجهٍ واحد.
وإنه نادرٌ في التحمّل والتسامح والترفع عن الغيبة والتآمر والدس، وفي عدم شراء الخصومات.
لا بل إنه نادر في صناعة الصداقات.
عملتُ وزيراً في حكومة فيصل الفايز 2003-2004 وعاينت عن قرب، كم هو شجاع وديمقراطي وصاحب قرار، وذو قدرات اتصالية غير محدودة.
ما أثاره فيصل الفايز يحتاج إلى نقاش موسع، أدعو المختصين إلى التدقيق فيه وتفكيكه إلى محاور محددة وعقد حلقات نقاش مختصة حولها.
{وأَمّا ما ينفع الناسَ فيمكثُ
* (في الأرض}.مقالتي في الدستور يوم الأربعاء).
مدار الساعة ـ نشر في 2023/04/18 الساعة 23:56