قذارةٌ وقلّة وطنية !!

محمد داودية
مدار الساعة ـ نشر في 2023/04/16 الساعة 22:41

غردت الإدارةُ الملكية لحماية البيئة أن "رميَ النفايات مظهرٌ غير حضاري"، وهذا تذكيرٌ له أسبابه الموجبة الواضحة.

فلا يعقل أن تنبهنا إدارة حماية البيئة إلى "سقاطة" وقباحة، لا نفعلها !!
لقد غدا رمي النفايات مقرفاً ومؤذياً، وفعلاً من أفعال القذارة الشخصية !!
فها هو رمي النفايات يغطي غابات الوطن بلا استثناء !!
أي إننا نتعمد انتهاك براءة الغابات وتشويه جمالها.
أي إننا نلقي حجارةً في البئر التي نشرب منها !!
يتعلم ابناؤنا في المدارس "إن النظافة من الإيمان"، ونعرب هذه الحكمة بأن نُعرِض عنها كلياً، وبأن نطبق عكسها، فنلقي النفايات والقاذورات والبقايا في الساحات والحدائق العامة والغابات والأماكن السياحية والأثرية والدينية.
لا علاقة لهذا السلوك القبيح بالمستوى التعليمي أو الثقافي أو المهني، فتعالوا نتفرج على ما بعد انتهاء فرز انتخابات النقابات المهنية والعمالية وانتخابات الكتاب والأدباء والأحزاب وغيرها، حيث يتركون بلاط الأمكنة مغطىً بأكوامٍ من النفايات، موزعة تحت الكراسي وحولها وفي الممرات والحمامات !!
نحن مقبلون على ربيع جميل هذا العام، فقد أكرمَنا ربُّ العزة وأغدقَ علينا كمياتٍ وفيرة من الأمطار موزعة على كل المحافظات، مما يعني والحمد لله، أن الله راضٍ عنا.
إن من يلقي النفايات في الشوارع والساحات والغابات، بدل أن يصونها ويحافظ على براءتها، شخصٌ ناقصٌ وطنية، وشخصٌ "ناقص خواص".
وتعالوا نترنم بقصيدة إيليا أبي ماضي الخلابة المذهلة:
(وطن النجوم أنا هنا، حدَق أتذكر من أنا.
ألمحت في الماضي البعيد فتىً غريراً أرعنا.
جذلانَ يمرح في حقولك كالنسيم مدندنا.
المُقتنى المملوكُ ملعبه وغير المقتنى.
يتسلق الأشجار لا ضجراً يحس ولا ونى.
ويعود بالأغصان يبريها سيوفاً أو قنا).
الجميع يدينون الأذى تطبيقاً لقوله عليه الصلاة والسلام: "الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيق ...".
إنه حديث شريف يحثّ على نظافة الطرق والأماكن وسلامتها، ومفهوم المخالفة له، هو إدانة من يصنع ويُفشي الأذى وينثره ويزرعه.الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2023/04/16 الساعة 22:41