عزاء
مدار الساعة ـ نشر في 2023/04/16 الساعة 01:57
... قبل رمضان وتحضيرا للشهر الفضيل, اتحلل من الواجبات الإجتماعية، وأقوم بتأدية واجبات العزاء فقط...
كان لدي عزاء في عبدون واخر في الكرك، ذهبت لعزاء عبدون...قلت في داخلي لابد من أداء الواجب، خصوصا أني ارتبط بعلاقة ودية مع أهل المرحوم....ذهبت ووجدت على الباب (فاليه) من أجل مساعدتك في ركن السيارة...وحين دخلت كان يقف (3) أشخاص فقط يرتدون بدلات فاخرة، وربطات عنق..وأحدهم كان يرتدي (ببيونه)...العزاء كان يوحي بالرقي...والحزن في ذات الوقت، وقد أخبروني بأن المرحوم دفن في (سان كولورادو)....داني الذي جلس بجانبي هو أخبرني بذلك، ثم قام أحدهم بصب القهوة السادة لي...وعلى ما يبدو أنه يعمل في شركة متخصصة بالضيافة، قلت له: (عشت)..وحين قام بصبها للرجل الذي يجلس بجانبي قال له الرجل: (ثانكس)...للعلم كان يمتلك (جدولة)..ويرتدي ساعة (بريتلنج) وكانوا ينادونه عبود...لكنه لم يشربها نظر لي وقال: (تئيلة كتير ما بحبها هيك)...المهم تابعت عبود..كان يتحدث مع رجل يجلس مقابله، عن الليكرز – أنا لا أعرف ما هو الليكرز- قال له: (الأحد الجاي رح يلعبوا ببوسطن)...فيما بعد تبين أنهم يتابعون دوري السلة الأمريكي، وأطالوا في الحديث...وفجأة قاطعتنا سيدة وقالت لنا: (ممكن تتفضلوا ئبل ما يبرد العشا)..وأنا ذهبت بمعية عبود بصراحة، كان العشاء عبارة عن أشياء لا أعرفها، ولكنك تمسك بالصحن وتتقدم وتقوم بالسكب وتعود لموقعك...وأثناء الأكل قال عبود لأحد المعزين الذين يجلسون بالقرب منا: (جرب الستيك جربو كتيير زاكي)...حين انهينا الطعام أعدنا الأطباق بأنفسنا، ولكني لم أتوقع أن أتعرض لتوبيخ شديد من سيدة مرت بجوارنا فقد صرخت بي قائلة: (لو سمحت هون ممنوع التدخين..ببيتي ما حدا بدخن)...كنت قد أشعلت سيجارة بعد الطعام، ولكن تبين أن خالتو (سوزان) وهي من أقرباء المرحوم تكره التدخين....المهم...العزاء كان كله ساعات (بريتلنج، رولكس) ناهيك عن (الجدايل) جميع الرجال (بجدولة) لدرجة أنك تريد أن تغني: (جديلي يا أم الجدايل جديلي)...ناهيك عن أن نصف المعزين جاءوا بدراجات (هارلي دافيدسون)...الوحيد الذي قدرني من العزاء هو أحد الذين يعملون في (الفاليت) جاء إلي غاضبا وقال لي: (أستاذ...صحيح إحسان حداد ترك الفيصلي)...وأنا حاولت أمام الحضور أن أبين لهم أهميتي فأجبته بصوت مرتفع: (لا ما رح أخلي نضال الحديد ايفك عقدو ما عليك انت بس)....الحقيقة أنه عزاء (7) نجوم، لايوجد أطفال ولا رائحة مناسف ولا (شرب ع الغانمين)..ولا يوجد شيخ جاء من الحارة المجاورة لإلقاء خطبة في (المجبرين)....حين غادرت كنت أقول لهم: (عظم الله أجركم)...لم يردوا، الوحيد الذي رد علي هو الرجل الذي يرتدي (الببيونه)..قال لي: (كتير شكرا ع جيتك..كلك زوء)...وعبود هو الاخر ودعني على الباب، لا أعرف لماذا أصر على مرافقتي، يبدو أنه حزن على حالي فأنا لا أعرف أحدا منهم وهم لم يعرفوني...وأنا من قبيل الإحترام والوفاء ودعته (محاببة) لكنه كان يبعد وجهه، يبدو أن عبود (بئرف)...في اليوم الثاني كان مقررا أن أذهب للكرك من أجل واجب عزاء، لكني لم أذهب...قررت البقاء في المنزل. كنت أفكر في عبود وفي (الجدايل)..في (الستيك) أيضا...كنت أفكر في الحال....حتى العزاء في بلادنا تغلغلت له الليبرالية، وصار يقام على نمط (الديجتال)....
كان لدي عزاء في عبدون واخر في الكرك، ذهبت لعزاء عبدون...قلت في داخلي لابد من أداء الواجب، خصوصا أني ارتبط بعلاقة ودية مع أهل المرحوم....ذهبت ووجدت على الباب (فاليه) من أجل مساعدتك في ركن السيارة...وحين دخلت كان يقف (3) أشخاص فقط يرتدون بدلات فاخرة، وربطات عنق..وأحدهم كان يرتدي (ببيونه)...العزاء كان يوحي بالرقي...والحزن في ذات الوقت، وقد أخبروني بأن المرحوم دفن في (سان كولورادو)....داني الذي جلس بجانبي هو أخبرني بذلك، ثم قام أحدهم بصب القهوة السادة لي...وعلى ما يبدو أنه يعمل في شركة متخصصة بالضيافة، قلت له: (عشت)..وحين قام بصبها للرجل الذي يجلس بجانبي قال له الرجل: (ثانكس)...للعلم كان يمتلك (جدولة)..ويرتدي ساعة (بريتلنج) وكانوا ينادونه عبود...لكنه لم يشربها نظر لي وقال: (تئيلة كتير ما بحبها هيك)...المهم تابعت عبود..كان يتحدث مع رجل يجلس مقابله، عن الليكرز – أنا لا أعرف ما هو الليكرز- قال له: (الأحد الجاي رح يلعبوا ببوسطن)...فيما بعد تبين أنهم يتابعون دوري السلة الأمريكي، وأطالوا في الحديث...وفجأة قاطعتنا سيدة وقالت لنا: (ممكن تتفضلوا ئبل ما يبرد العشا)..وأنا ذهبت بمعية عبود بصراحة، كان العشاء عبارة عن أشياء لا أعرفها، ولكنك تمسك بالصحن وتتقدم وتقوم بالسكب وتعود لموقعك...وأثناء الأكل قال عبود لأحد المعزين الذين يجلسون بالقرب منا: (جرب الستيك جربو كتيير زاكي)...حين انهينا الطعام أعدنا الأطباق بأنفسنا، ولكني لم أتوقع أن أتعرض لتوبيخ شديد من سيدة مرت بجوارنا فقد صرخت بي قائلة: (لو سمحت هون ممنوع التدخين..ببيتي ما حدا بدخن)...كنت قد أشعلت سيجارة بعد الطعام، ولكن تبين أن خالتو (سوزان) وهي من أقرباء المرحوم تكره التدخين....المهم...العزاء كان كله ساعات (بريتلنج، رولكس) ناهيك عن (الجدايل) جميع الرجال (بجدولة) لدرجة أنك تريد أن تغني: (جديلي يا أم الجدايل جديلي)...ناهيك عن أن نصف المعزين جاءوا بدراجات (هارلي دافيدسون)...الوحيد الذي قدرني من العزاء هو أحد الذين يعملون في (الفاليت) جاء إلي غاضبا وقال لي: (أستاذ...صحيح إحسان حداد ترك الفيصلي)...وأنا حاولت أمام الحضور أن أبين لهم أهميتي فأجبته بصوت مرتفع: (لا ما رح أخلي نضال الحديد ايفك عقدو ما عليك انت بس)....الحقيقة أنه عزاء (7) نجوم، لايوجد أطفال ولا رائحة مناسف ولا (شرب ع الغانمين)..ولا يوجد شيخ جاء من الحارة المجاورة لإلقاء خطبة في (المجبرين)....حين غادرت كنت أقول لهم: (عظم الله أجركم)...لم يردوا، الوحيد الذي رد علي هو الرجل الذي يرتدي (الببيونه)..قال لي: (كتير شكرا ع جيتك..كلك زوء)...وعبود هو الاخر ودعني على الباب، لا أعرف لماذا أصر على مرافقتي، يبدو أنه حزن على حالي فأنا لا أعرف أحدا منهم وهم لم يعرفوني...وأنا من قبيل الإحترام والوفاء ودعته (محاببة) لكنه كان يبعد وجهه، يبدو أن عبود (بئرف)...في اليوم الثاني كان مقررا أن أذهب للكرك من أجل واجب عزاء، لكني لم أذهب...قررت البقاء في المنزل. كنت أفكر في عبود وفي (الجدايل)..في (الستيك) أيضا...كنت أفكر في الحال....حتى العزاء في بلادنا تغلغلت له الليبرالية، وصار يقام على نمط (الديجتال)....
مدار الساعة ـ نشر في 2023/04/16 الساعة 01:57