البحث عن قيادات جديدة
هذا العنوان ليس من مخيلتي، ولا طلب أو طموح لي من الحكومة ،وليس المقصود به القيادات الحالية، وإنما ما تحدث به جلالة الملك عبدالله الثاني في احد اللقاءات الرسمية مع النواب، ولم يلتقط أحد هذه الرؤية والتوجيه لجلالة الملك، سواء من الحكومة، أو أي من صناع القرار، إلا من رحم ربي من بعض النواب، فما تحدث به جلالة الملك هو توجية ملكي سامي بضرورة البحث عن قيادات جديدة للدولة الأردنية قادرة على أن تتكيف مع المرحلة الجديدة للدولة مع بدء تنفيذ المئوية الثانية، وتملك الكفاءة ومقومات إدارة المنظومات التحديثية الثلاث التي أقرتها الحكومة وتعمل على تطبيقها، فالأردن يزخر بالكفاءات من الصفوف الثانية والثالثة أو التي أقيلت على التقاعد لأسباب شخصية أو كيدية، ولكنها مهمشة ومغيبة بقصد من قبل بعض قيادات الصفوف الاولى حتى تبقى هذه القيادات متصدرة المشهد ومسيطرة على الكرسي أو المنصب أطول فترة ممكنة، ولذلك فإن جلالته يعي تماما فلسفة التعتيم أو تغييب القيادات من الصفوف الخلفية، وقد حان الوقت للإفراج عنها لترى النور، وإعطائها الفرصة اللازمة للاستفادة من قدراتها وإبداعاتها، لأن هنالك العديد من هذه القيادات الخلفية حققت نجاحات غير مسبوقة حينما تولت المسؤولية وعلى سبيل المثال لا الحصر الدكتور أحمد الخلايلة نائب رئيس مجلس النواب الذي أظهر أنه يملك فكرا متقدما قادرا على إحداث التغيير في إدارة مجلس النواب، ومتمكن إعلاميا في مواجهة وسائل الإعلام والتعامل معهم بحرفية، وإيصال المعلومة للمستمع بكل وضوح، وكذلك معالي وفاء بني مصطفى من السلطة التنفيذية التي حققت نجاحا متميزا في إدارة وقيادة وزارة التنمية الاجتماعية، ومعالي وزير الإتصال الحكومي الذي قفز بالإعلام والإتصال نقلة نوعية، وكذلك ورئيس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد الذي يعمل بحرفية ومهنية صامته، هؤلاء نماذج من القيادات الجديدة التي حققت نجاحا غير مسبوق، وغيرهم الكثير من القيادات الحديثة التي كانت مغيبة، وهذا ما قصده جلالة الملك من ضرورة البحث عن قيادات جديدة لأنه أيقن أن هناك قيادات أخذت فرصتها الكافية مع الإحترام وحان الوقت لإحلال قيادات بديلة وجديدة مكانها تنسجم وتتوافق مع المرحلة التحديثية التي يعمل عليها الأردن، وللحديث بقية.