رسائل مقدسية

بلال حسن التل
مدار الساعة ـ نشر في 2023/04/12 الساعة 23:16

مايجري في المسجد الأقصى على وجه الخصوص، و في فلسطين المحتلة على وجه العموم ،يحمل الكثير من الرسائل التي تحتاج إلى من يقرأها بعقلة لابعينه، والفرق كبير بين القراءة بالعقل والقراءة بالعين.

اول الرسائل المقدسية تقول إنه ليس على المحتل والجلاد والطاغية، أن يركن إلى أن الشعب الذي احتلت أرضه او تم تزوير ارادته قد استسلم لواقعه، وان ظهرت بعض علامات الاستسلام على السطح ،فانه لابد من أن تأتي اللحظة التي يثور فيها هذا الشعب على واقعه ،وهاهم شباب فلسطين وصبياها يقدمون الدليل تلو الدليل على هذه الحقيقة ،فبعد أن ظن المحتل ومن شايعه ،ان الأجيال الجديدة من أبناء وبنات فلسطين من الذين ولدوا وترعرعوا في ظل الاحتلال ،سينسون قضيتهم وسيقبلون بواقعهم ،تأتي الأحداث لتثبت عكس ذلك كله ،حيث برهن شباب وصبايا فلسطين أنهم اشد تمسكا بارضهم وهويتهم والدفاع عنهما والتضحية في سبيلهما من الأجيال السابقة ،وانهم أكثر قدرة على إبتكار أساليب جديدة في مقاومة المحتل وايلامه وصولا إلى هزيمته أن شاء الله.
وشباب وصبايا فلسطين الذين ينخرطون قوافل متتابعة في حركة مقاومة المحتل ،يؤكدون بفعلهم هذا عدم نجاعة كل أساليب المحتلين والطغاة لتركيع الشعوب ،فقد مارس العدو الإسرائيلي على أبناء وبنات فلسطين كل هذه الأساليب فلم تفلح معهم،فلا التجويع افلح في تركيعهم،ولا اغراقهم ببحر البطالة واللهث وراء فرصة العمل صرفهم عن هدفهم الاول المتمثل فى تحرير إرادتهم وارضهم،تماما مثلما لم تفلح كل المغريات في حرف بوصلة شباب وصبايا فلسطين عن هدف التحرير.مهما طال الزمن ومهما كانت التضحيات.
الرسالة المقدسية الثانية تقول إنه في الوقت الذي يزداد فيه تمسك الفلسطيني بارضة رغم قسوة ظروفه فوق هذه الأرض،فانه بالمقابل تتعاظم في كيان المحتل نسبة الهجرة والراغبين بها رغم كل المغريات التي تقدم لهم، مما يؤكد أن الأرض تعود في النهاية إلى أصحابها الأصليين،الذين جبلوا منهم وصارت هي المكون الرئيسي لهويتهم ومعنى وجودهم.

مدار الساعة ـ نشر في 2023/04/12 الساعة 23:16