لقد غير الله حال الكيان الصهيوني داخليا وإقليميا وعالميا
لقد أعطى الله بني إسرائيل الكتاب والحكم واعطاهم من الملك والحكم والنبوة والمال ... إلخ الشيء الكثير وفضلهم على العالمين َ(وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (الجاثية: 16))، إلا انهم تجاوزوا حدودهم مع ربهم وقالوا (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (المائدة: 64)). وأشلعوا نيران حروب جانبية في جميع دول العالم التي حلوا وأقاموا فيها، كما أشعلوا نيران الحرب العالمية الأولى والثانيه ويحاولون إشعال نار الحرب العالمية الثالثة عن طريق إشعالهم لنار الحرب الروسية الأوكرآنية والإستمرار فيها. كما تجاوزوا حدودهم مع الله والرسل والأنبياء والملائكة (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ، مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ، (البقرة: 87 و 98)) ... إلخ. وقد نفد صبر الله عليهم وغضب عليهم وشتتهم في الأرض ولاقوا ما لاقوه من قتل وكره ورفض ومعاداة من قبل شعوب جميع دول العالم التي عاشوا بين ظهرانيهم (وَقُلۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ لِبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱسۡكُنُواْ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ جِئۡنَا بِكُمۡ لَفِيفًا (الإسراء: 104)).
ولما تقدم فقد اجمعت قيادات الدول العظمى في العالم على إنشاء وطن قومي لهم بعيدا عن شعوب دولهم ليتخلصوا من شرورهم وكان ذلك في فلسطين. وحاولت قيادات تلك الدول ويحاولون وما زالوا يحاولون تجميعهم في هذا الكيان السطحية جذوره، وقد قبل زعامات اليهود في جميع أنحاء العالم بذلك كحل امثل لهم. ومنذ ذلك الحين وحتى وقتنا الحاضر وهم على عداء شديد مع أهل فلسطين الذين قالوا لموسى عليه السلام عنهم سابقا (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ، قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (المائدة: 22 و 24)). ثم رجعوا بأمر الله ودخلوا ارض فلسطين ووجدوا ان الفلسطينيون هم الربانيون الذي صدق الله في قوله عنهم (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (آل عمران:146)). وكما ذكرنا في مقالات سابقة لنا ان السياسة تتلخص بكلمتين "مصالح متبادلة"، فإن هدد اي طرف من الدول مصالح الطرف الآخر يصبح عدوه. وها نحن نشهد تعارض مصالح الدول الأوروبية مع بعضها البعض ومع أمريكا ومع دولة الكيان الصهيوني واوكرانيا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، ونشهد كذلك تعارض مصالح إيران وحزب الله مع دولة الكيان. وما نشهده الآن هو مشهد من مشاهد يوم القيامة حيث ان كل رئيس دولة في العالم يقول: نفسي وشعبي، نفسي وشعبي ... نفسي وشعبي (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدُ، يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (الحج: 1و 2، الشعراء: 88 و 89)). وهذه سنة الله في خلقه منذ الأزل (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (الاحزاب: 62)). فهل حان وقت إنتقام رب العالمين من بني إسرائيل؟!.