عبد الهادي راجي يكتب: ماذا يفعل ( م ح م د ... ال ض يف) الآن ؟

عبدالهادي راجي المجالي
مدار الساعة ـ نشر في 2023/04/06 الساعة 00:01

أعتذر أني أكتب لك يا أخي وابن دمي .. لو كان هنالك غيرك لكتبنا له ، لكن في أمتي لم يبق غيرك .

أكتب لك لأنك مثلنا لم تأت من السرايا المطوقة بالحرس ، ولا من مجتمعات الشركات .. لم تأت من القصور ولا من السادة النجب الذين قال عنهم محمود درويش ... أنهم لم يتعلموا شروق الشمس ... أكتب لك لأنك منا ، خرجت من المساجد الصغيرة التي بنيت على أطراف المخيمات وأطراف القرى .
جئت من زمن الكتاب الذي تنير حروفه ( فنيار الكاز ) .. جئت من الزمن الذي كانت فيه الأمهات يسكبن الزيت في الأذن ويقرأن على مسامعنا : ( والضحى والليل إذا سجى .. ما ودعك ربك وما قلى ) ... جئت من زمن ( ف ل س ط ي ن) .. وزمن ( أ ح م د ي ا س ي ن ) ... وزمن هذا الشيخ يا صديقي هو زمن المخيم والجهاد ... حيث كانت تقاس مسافة الكرامة ما بينه وبين القصور الجمهورية في العالم العربي ... مثل قياس المسافة ما بين زحل والأرض ... وكل القصور مهما علت لا تصل حد شيبة من لحية هذا العظيم الكبير ...
أخي وصديقي :
أنا أنتظر غضبك ، فغضبك لا يخيف عدونا فقط ،بل يخيف عجزنا الكلي والشامل ... أنتظر غضبك ، وانتظر امبراطورية ( غ ز ة ) ...أن تطلق نارها ، فهذه المرة سيكون الأمر مختلفا جدا ...لأننا لا نحتاج أن تدك معاقلهم بقدر ما نحتاج منك أن تستر ولو القليل من عرينا ....
أنتظر غضبك ...وسأغني لك مثلما كانت تغني لك الجماهير : ( حط السيف بجنب السيف إحنا رجال ...م ح م د ض ي ف ) ...
بغداد يا ابن دمي تحتاج لغضبتك ، عل دجلة ينتفض من جديد ، ويصب في شط العرب .. قوميا ورفيقا لا يخاف أمريكا ولا أعوانها ... والنيل يحتاج لغضبتك ... تأكد أنك إن أطلقتها ..سيغير النيل مصبه ، .. وسيجري نحو( غ ز ة ) فهنالك ..الشهداء مثل النخل يصعدون كل يوم نحو السماء ...والنيل محتاج أن يغسل من خطايا هذه الأمة .. ما يغسل .
أطلق غضبتك كل المدن العربية ..ستكتب اسمك بالحناء على كفوف الصبايا ، وهل هناك أحلى من اسمك زينة للعابدات اللواتي أفقن قبل الصبح بقليل ورفعن الأكف الضارعات إلى الله ...ونادت إحداهن السماء : ربي انصر أهل ( ف ل س ط ي ن ) .
أطلق غضبتك .. فالجزائر تحن لها ، وتطوان ستكتبها قصيدة على الأطلسي .. وبنغازي ، سيطلق فيها الرصاص على مواعيد بياناتك ...ودمشق التي تعبت من الدم ، تحتاج لنصر يرفع قاسيون .. على أكتاف الغيم .
لو كان في هذا البر غيرك يا ابن دمي لكتبت له ...لكني أكتب لك وأنا خجل من عيني التي تراني في المرايا ، خجل من ( سبحتي ) التي يحن كل حجر فيها ليكون طلقة ، خجل من التاريخ ومن الحاضر ... خجل من الشوارع والشجر ووجوه البنات ... وصوت الأذان ، واللقمة الأولى التي أمضغها في الإفطار .
أطلق غضبتك ... ما عاد للصمت مكان يا ابن دمي وديني .. يا ابن التراب الأغر والأجمل

مدار الساعة ـ نشر في 2023/04/06 الساعة 00:01