حلف شمال الأطلسي يتمدّد.. 31 دولة.. ماذا 'قبل'؟
مدار الساعة ـ نشر في 2023/04/05 الساعة 03:10
اختار المُنتشون في حلف شمال الأطلسي يوم أمس الرابع من نيسان, بما هو الذكرى الـ«74» لتأسيس الحلف, للاحتفال بانضمام فنلندا كعضو جديد يحمل الرقم 31، فيما ينتظر هؤلاء انضمام الدولة التي «كانت» محايدة/السويد كعضو آخر يحمل الرقم 32، إذا ما وعندما تخلى الرئيس التركي عن شروطه لانضمامها، في وقت يرتفع فيه منسوب التوتر بين روسيا والحلف الذي بات «يطوق» كامل حدود روسيا الغربية والشمالية (بحر البلطيق وفنلندا), وستكون أوكرانيا الجائزة الكبرى إذا ما استطاع حلف الناتو إبقاء نظام زيلينسكي على قيد الحياة, رغم قناعة كثيرين حت? في دول المُعسكر الغربي انهم لن ينجحوا في ذلك, وأن مصير أوكرانيا هو التفكّك إن لم يكن الاختفاء عن الخريطة, على ما كتب مُحللون وقال معلقون وازنون لديهم اطلاع كامل على مجريات الأحداث وحقيقة الخسائر الكبرى التي يتكبدها الجيش الأوكراني.
ربما تسعف العودة إلى كيفية نشوء حلف شمال الأطلسي (الناتو بالفرنسية) في الإضاءة على المناخات والأجواء التي سادت العلاقات السوفياتية - الغربية بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية, وبروز الاتحاد السوفياتي ودول المعسكر الاشتراكي الحليفة كقوة موازية إن لم نقل مُتفوقة عسكرياً وديموغرافياً وجعرافياً، كما في النفوذ السياسي والحضور على الساحة الدولية، خاصة بعد «اندلاع» الحرب الباردة إثر إعلان مبدأ «ترومان» في عام 1947 مُتزامناً مع الحرب الكورية التي امتدت بين الأعوام 1947-1953، والتي ما لبثت (الحرب الباردة) ان شملت أ?روبا بعد انتهاء الحرب الكورية بتقسيم شبه الجزيرة الكورية بين قُطرين شمالي وجنوبي، الأمر الذي أكد أن حرباً باردة بدأت مُباشرة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وافتراق الحلفاء الثلاثة (الاتحاد السوفياتي، الولايات المتحدة وبريطانيا), بل مباشرة بعد دعوة تشرشل إلى ضرب الاتحاد السوفياتي (الشيوعي بزعامة ستالين) بقنابل نووية, للحؤول دون تمدّده, إلى أن تم الإعلان رسمياً في الرابع من نيسان 1949 عن قيام حلف شمال الأطلسي كـ«منظمة عسكرية دولية» بناء على معاهدة شمال الأطلسي، نظاماً للدفاع الجماعي تتفق فيه الدول الأعضاء?على الدفاع المُتبادل, رداً على أي هجوم من قبل أطراف خارجية. وهو ما تضمّنته المادة الخامسة من ميثاق الحلف, علماً أن عدد الدول التي أسَّست الناتو كان «عشر دول» وقتذاك.هل قلتم «حلف وارسو»؟.الحكاية مختلفة تماماً.. إذ تأسّس هذا الحلف في العاصمة البولندية/وارسو في 14 أيّار1955، أي بعد ست سنوات كاملة من قيام الناتو, ولم يكن ليقوم أصلاً بل جاء كرد فعل على انضمام «ألمانيا الغربية» إلى حلف شمال الأطلسي عام/1955. ولم يضم حلف وارسو سوى «سبع» دول اشتراكية اضافة إلى الاتحاد السوفياتي.هذه الإضاءة تمنح فرصة للوقوف عند الدوافع العدوانية لتأسيس الحلف الاطلسي, الذي بات يضم حتى يوم أمس 31 دولة وأبوابه ما تزال مُشرَّعة أمام المزيد من الدول, تماماً كما كانت حاله مباشرة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتفكّك حلف وارسو، حيث لم تفِ الولايات المتحدة بتعهداتها المؤكدة (ولكن الشفوية) التي قطعتها لآخر رئيس سوفياتي سيئ السيرة والمسيرة/غورباتشوف, بعدم توسّع الحلف أو ضم دول حلف وارسو السابق.. بل باتت كل دول حلف وارسو أعضاء في حلف الناتو, وها هي بولندا المُحاذية تماماً لحدود روسيا تمنح الولايات المتحدة قاعد? عسكرية دائمة على أراضيها, في استفزاز مقصود لروسيا التي لم يعد أمامها خيار, سوى مواجهة الخطر الداهم الذي بات يشكله الناتو على وجودها وتاريخها وحضارتها, خاصة بعد رفض الولايات المتحدة والناتو والاتحاد الأوروبي منح ضمانات أمنية لروسيا, وإعادة الأسلحة والصواريخ النووية الأميركية الموجودة في أوروبا إلى الأراضي الأميركية.أين من هنا؟.التدقيق في خريطة العالم وتحالفاته تبعث على التشاؤم, إذ باتت العسكَرة وتشكيل المزيد من الاحلاف ذات الطابع العسكري سمة رئيسية في السياسة الأميركية, وبات حلف شمال الاطلسي يمثل «المجتمع الدولي», الذي استخدمته الدعاية الغربية كثيراً للتضليل والإيحاء زوراً بأن هناك مجتمعاً دولياً حقيقياً, فيما هو في الواقع «نادٍ» للدول الغربية ومضمار سباق لترويج نظرية تفوّق الرجل الأبيض، أمَّا مجموعة G7 فهي كما اثبتت وقائع سنوات ما بعد انتهاء الحرب الباردة «مجلس إدارة العالم»، وصاحبة القرار «الوحيد» في شيّطنة وقمع ونبذ أي دولة ت?رج على طاعتها وتتحدّى سياساتها, تحت طائلة شن الحروب وفرض العقوبات والحصار.من السذاجة تصديق ما قيل أمس في احتفال انضمام فنلندا لحلف الناتو في مقره ببروكسل ومزاعم أن الحلف يتصدّى للعدوان الروسي وغيرها من المُصطلحات المغسولة التي لا تأخذها دول وشعوب عديدة بجدية، بقدر ما باتت على قناعة بأن حقيقة الأهداف الأميركية هو احتواء وعزل ومعاقبة دول كبرى مثل روسيا والصين, وأخرى صاعدة مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا كما دول إقليمية أخرى، أرادت التصدي للغطرسة والإستثنائية الأميركية المزعومة.
ربما تسعف العودة إلى كيفية نشوء حلف شمال الأطلسي (الناتو بالفرنسية) في الإضاءة على المناخات والأجواء التي سادت العلاقات السوفياتية - الغربية بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية, وبروز الاتحاد السوفياتي ودول المعسكر الاشتراكي الحليفة كقوة موازية إن لم نقل مُتفوقة عسكرياً وديموغرافياً وجعرافياً، كما في النفوذ السياسي والحضور على الساحة الدولية، خاصة بعد «اندلاع» الحرب الباردة إثر إعلان مبدأ «ترومان» في عام 1947 مُتزامناً مع الحرب الكورية التي امتدت بين الأعوام 1947-1953، والتي ما لبثت (الحرب الباردة) ان شملت أ?روبا بعد انتهاء الحرب الكورية بتقسيم شبه الجزيرة الكورية بين قُطرين شمالي وجنوبي، الأمر الذي أكد أن حرباً باردة بدأت مُباشرة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وافتراق الحلفاء الثلاثة (الاتحاد السوفياتي، الولايات المتحدة وبريطانيا), بل مباشرة بعد دعوة تشرشل إلى ضرب الاتحاد السوفياتي (الشيوعي بزعامة ستالين) بقنابل نووية, للحؤول دون تمدّده, إلى أن تم الإعلان رسمياً في الرابع من نيسان 1949 عن قيام حلف شمال الأطلسي كـ«منظمة عسكرية دولية» بناء على معاهدة شمال الأطلسي، نظاماً للدفاع الجماعي تتفق فيه الدول الأعضاء?على الدفاع المُتبادل, رداً على أي هجوم من قبل أطراف خارجية. وهو ما تضمّنته المادة الخامسة من ميثاق الحلف, علماً أن عدد الدول التي أسَّست الناتو كان «عشر دول» وقتذاك.هل قلتم «حلف وارسو»؟.الحكاية مختلفة تماماً.. إذ تأسّس هذا الحلف في العاصمة البولندية/وارسو في 14 أيّار1955، أي بعد ست سنوات كاملة من قيام الناتو, ولم يكن ليقوم أصلاً بل جاء كرد فعل على انضمام «ألمانيا الغربية» إلى حلف شمال الأطلسي عام/1955. ولم يضم حلف وارسو سوى «سبع» دول اشتراكية اضافة إلى الاتحاد السوفياتي.هذه الإضاءة تمنح فرصة للوقوف عند الدوافع العدوانية لتأسيس الحلف الاطلسي, الذي بات يضم حتى يوم أمس 31 دولة وأبوابه ما تزال مُشرَّعة أمام المزيد من الدول, تماماً كما كانت حاله مباشرة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتفكّك حلف وارسو، حيث لم تفِ الولايات المتحدة بتعهداتها المؤكدة (ولكن الشفوية) التي قطعتها لآخر رئيس سوفياتي سيئ السيرة والمسيرة/غورباتشوف, بعدم توسّع الحلف أو ضم دول حلف وارسو السابق.. بل باتت كل دول حلف وارسو أعضاء في حلف الناتو, وها هي بولندا المُحاذية تماماً لحدود روسيا تمنح الولايات المتحدة قاعد? عسكرية دائمة على أراضيها, في استفزاز مقصود لروسيا التي لم يعد أمامها خيار, سوى مواجهة الخطر الداهم الذي بات يشكله الناتو على وجودها وتاريخها وحضارتها, خاصة بعد رفض الولايات المتحدة والناتو والاتحاد الأوروبي منح ضمانات أمنية لروسيا, وإعادة الأسلحة والصواريخ النووية الأميركية الموجودة في أوروبا إلى الأراضي الأميركية.أين من هنا؟.التدقيق في خريطة العالم وتحالفاته تبعث على التشاؤم, إذ باتت العسكَرة وتشكيل المزيد من الاحلاف ذات الطابع العسكري سمة رئيسية في السياسة الأميركية, وبات حلف شمال الاطلسي يمثل «المجتمع الدولي», الذي استخدمته الدعاية الغربية كثيراً للتضليل والإيحاء زوراً بأن هناك مجتمعاً دولياً حقيقياً, فيما هو في الواقع «نادٍ» للدول الغربية ومضمار سباق لترويج نظرية تفوّق الرجل الأبيض، أمَّا مجموعة G7 فهي كما اثبتت وقائع سنوات ما بعد انتهاء الحرب الباردة «مجلس إدارة العالم»، وصاحبة القرار «الوحيد» في شيّطنة وقمع ونبذ أي دولة ت?رج على طاعتها وتتحدّى سياساتها, تحت طائلة شن الحروب وفرض العقوبات والحصار.من السذاجة تصديق ما قيل أمس في احتفال انضمام فنلندا لحلف الناتو في مقره ببروكسل ومزاعم أن الحلف يتصدّى للعدوان الروسي وغيرها من المُصطلحات المغسولة التي لا تأخذها دول وشعوب عديدة بجدية، بقدر ما باتت على قناعة بأن حقيقة الأهداف الأميركية هو احتواء وعزل ومعاقبة دول كبرى مثل روسيا والصين, وأخرى صاعدة مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا كما دول إقليمية أخرى، أرادت التصدي للغطرسة والإستثنائية الأميركية المزعومة.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/04/05 الساعة 03:10