المعاقلة يكتب: في رحيل سنديانة الأغوار الشيخ والأستاذ عطالله مزعل العونه (صور)

مدار الساعة ـ نشر في 2023/04/04 الساعة 17:18

مدار الساعة - كتب: اسامة أحمد المعاقلة

الأستاذ العريق والمرحوم القيادي التربوي عطالله مزعل العونه من مواليد غور المزرعة لعام ١٩٤٦ ومن الرعيل الأول وأول خريج من أبناء الأغوار سطع اسمه في سماء لواء الأغوار ومحافظة الكرك وقد حصل على شهادة البكالوريس باللغة العربية وآدابها من جامعة بيروت العربيه لمنتصف السبعينات ومن ثم حصل على دبلوم عالي في تخصصه وهو من جهابذة اللغة وأيقونتها والذي تتلمذ على يده من وصل طبييا واستاذا ودكتورا ومحاميا وشيخا عالما ولما هو مرجعية في عشيرته وأحد الركائز الأساسية الهامة في اسناد المشورة للأهل في الأغوار عندما كانت انذاك منطقة الأغوار مشتهرة بالزراعة والتي تفتقر لضعف الأمكانيات انذاك في حين أعتمادهم على المحاصيل الزراعية وقطاف المواسم لما هي الحياه البسيطة الفضلى سابقا التي تتسم بطابع الحلوة والمرة بين الناس غير ان الحياه الزراعيه في الأغوار اليوم على نمط عالي من الحداثة والتغيير بتوجيهات الرعاية الملكية ولما كان لطالب العلم استاذنا الكبير نظرة أخرى للتواصل والسعي الدؤوب لتغيير نمط اخر يسلكه الأجيال في طلب العلم.حيث استمر عمله في القطاع التربوي بمراحل محطات حياته مديرا لمدرسة غور المزرعة الثانوية للبنين ومديرا لمدرسة الحديثه الثانوية للبنين ومديرا لمدرسة غور الصافي الثانوية للبنين ومشرفا تربويا على مدارس اللواء من غور فيفا والنقع شمالا للحديثة ومن ثم سافر إعارة للخليج العربي 'عمان . ليعمل مديرا لأحد مدارسها المتقدمة ومن ثم التحق في عدة بعثات متواليه من خلال التربية للدول العربية الشقيقه دمشق والقاهرة وبيروت حيث عائدا لوطنه مع ابناء جلدته وهو محبا لمهنته الموقرة والمبجلة ليكمل دعم مسيرة العلم والثقافة ورسالتها بمنصب مديرا لوحدة الأشراف التربوي والتي كانت بمستوى مديرية التربية للوقت الحالي .
الأستاذ الكبير المرحوم عطالله مزعل العونه الذي كان كاريزما من العلاقات مع المسؤولين في محافظته ووجهاء الأغوار لما هو قامة علميه من قامات الوطن ويمتاز بالجراءة وبيان من فصاحته وبلاغته وحنكته ورؤياه الثاقبة منذ نعومة اظفاره لما يحمل على عاتقه هم أبناء جلدته في دعم تحصيلهم للعلم وتعليمه للأجيال فهو رائد النهضة العلمية ومؤسسها في الأغوار بمنظوره وبعد نظره الى مستقبل مشرق مزدهرا بالعطاء ومسيرة الكفاح لتزهر ثقافة الأجيال الذين يذكرونه اليوم عند الوداع الأخير وهو فقيد يبكيه الأغوار وفقيدا للكرك فارسا نشميا ترجل عن صهوة جواده تاركا الأثر.
ولشمولية المناقب لسيرة الراحل الأستاذ عطالله مزعل ما تحيل مساحة أوسع ان تفي حقه من الأحاديث والروايات فهو معلما ناصحا طيبا يطيب به الدرس لغة وفهما وشيخا جليلا يتعلم منه الشيوخ لما هو كان أهلا للمواقف غير ان ثقافته التي كانت تحتوي على مفاهيم البلاغة والفكاهة بالحوار لتسهيل وصول المعلومة وقد تجذر بحروف اللغة وأبجدياتها وهو معلمها والمفعمة بالتشويق والثقافة عندما يعتلي على المنصات كالأسد المهاب في عرينه وهو موسوم الهيبة ولايخشى في قول الحق لومة لائم . رحمه الله لما أهبه الله بنعمة الخطابة والبيان ورجاحة عقله لما كان محاورا ومناضرا من الدرجة الأولى ولا يجاريه في الحوار إلا من كان صولا في مستوى ثقافته مترفقا في معاني الكلمات مراعيا الحركات والسكون والترقيم لما يعرف عنه في الأغوار ' كمبيوتر الأنتخابات وخبير في الشأن الأنتخابي وكان يردد في أحد خطاباته العامة ولبيت شعره الشهير :
ولست أبالي حين أقتل مسلما
على أي جنبا كان فالله مسرعي
وقد رسم سابقا الأستاذ المرحوم عطالله مزعل طريقا له في بداية التسعينات عندما ترشح للأستحقاق الدستوري وللأنتخابات النيابيه عام ١٩٩٧م رغبة بإجماع عشيرته ومحبيه وذلك الوقت تهيئ لفرصة النجاح ولم يحالف الحظ أبناء الأغوار جميعهم رغم انه كان قريبا للنجاح حيث جدد العزيمة والأرادة مرة أخرى لعام ٢٠٠٧ للترشح للأنتخابات النيابيه ولم يحالفه الحظ رغم انخراطه في التكتلات العشائريه وهي عزيمة الراحل الأستاذ لم يثنيها اي احباط او فشل في محاولات الوصول منذ بداية حياته .
ولمناقبه ولنجاح فخر عائلته أحب أسم أبنه طارق الذي يعرف حق المعرفة في لغته بأن هذا الأسم يجدد في حياته النمو والعطاء والأحساس المرهف في اشتقاق معاني اللغة وفي حب بناته ' منار ' التي أضاءت طريق العائلة وعشيرتها والأغوار وأخذت من حظ اسمها نصيب وهي خريجة من الجامعة الأردنية الأم بكالوريس حقوق وقد نالت المرتبة الأولى في تخصصها لتلتحق في المعهد القضائي ' قاضيه 'لخبرتها القانونيه منصب ومهامها الحاليه في أروقة المحاكم مدعي شمال عمان . ولنجاح إبنته هديل والحاصلة على شهادة البكالوريس من جامعة مؤتة السيف والقلم تخصص الكيمياء ' وهذا لم يتوانى المرحوم الاستاذ عن تعليم أبنائه طارق ومصطفى وتربيتهم الذي الحقهم في المؤسسة العسكرية والأمن العام لخدمة وطنهم ولما أورثه المرحوم من مخرجات التعليم من نهج ترجم فيه رسالة العلم بالأغوار ومبتغاها ليضع بصمة يذكرها تلاميذه .
لقد اشرع الرحيل مخيما على اهله والأغوار حزنا بأن لكل بداية نهاية في نفحات شهر رمضان المبارك وفي فجر يوم الاثنين الذي ترفع فيه الأعمال وأيام تتجلى وتسمو فيها المغفره والعتق من النار وهنيئا لروحك الطيبة التي صعدت الى بارئها في اياما كرام ومهما حاولنا من ثناء أو نخط الكتابات قد لا توفي حقا الحديث عن مناقب الأستاذ الكبير فبعض الأقلام حادت عن
الصواب والحقيقة ولم تعطي حق المكانة والألهام لمن تجذر بحروف اللغة ومعانيها .
رحم الله استاذنا الكبير ابو طارق العونه وأسكنها الله فسيح الجنان سأئلين الله ان يتقبله بالمغفرة والرحمة والعتق من النار
  • Madar Al-Saa Images 0.6892328117166542
  • Madar Al-Saa Images 0.541708504403285
  • مدار الساعة ـ نشر في 2023/04/04 الساعة 17:18