الأردن وألمانيا يعلنان عن اجتماع لمجموعة ميونخ الشهر المقبل
مدار الساعة ـ نشر في 2023/04/03 الساعة 20:00
مدار الساعة - أعلن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، ووزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، اليوم الاثنين، أن برلين ستستضيف الشهر المقبل اجتماعاً لمجموعة ميونخ في سياق الجهود المستهدفة إيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
وأكد الوزيران، في تصريحات صحافية مشتركة بعد محادثات رسمية ركزت على العلاقات الثنائية والقضية الفلسطينية، أن الأردن وألمانيا يريان في مجموعة ميونخ، التي تضم أيضاً مصر وفرنسا، منبراً مهما ومكملاً للجهود التي انطلقت في العقبة لوقف التدهور نحو العنف وإيجاد آفاق حقيقية لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يشكل هدفا مشتركاً.وخلال المحادثات التي تناولت أيضاً الأزمة السورية والأزمة الأوكرانية، بحث الوزيران سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين عبر مزيد من التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والدفاعية والتعليمية.واستعرض الوزيران فرص زيادة التعاون في قطاعات المياه والطاقة المتجددة، حيث تمثل ألمانيا أحد أكبر الداعمين للأردن في هذه القطاعات.ووضع الصفدي نظيرته الألمانية في صورة برامج الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية التي أطلقتها المملكة.وفي ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، أكد الصفدي موقف الأردن الثابت في الدعوة إلى وقف الحرب واحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية.وفي المؤتمر الصحافي المشترك الذي أعقب اللقاء، أشاد الصفدي بالروح الإيجابية التي طغت على المحادثات التي أجراها ونظيرته الألمانية.وأضاف “ما تحدثنا به اليوم هو حديث بين شركاء، بين دولتين يعملان معاً من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في منطقتنا “.وأكد الصفدي أن ألمانيا شريك أساسي للمملكة، وثمن العلاقة الاستراتيجية والصداقة المتينة التي تربط المملكة وألمانيا اللتين يحتفلان هذا العام بمرور سبعين عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما.وشكر الصفدي نظيرته الألمانية على الدعم الذي تقدمه ألمانيا للعملية التنموية في الأردن ولمساعدته على مواجهة التحديات الاقتصادية وتبعات الأزمات الإقليمية.وأشار الصفدي إلى الدور الرئيس الذي تقوم به ألمانيا في دعم اللاجئين السوريين في الأردن والمنطقة. كما أكد أيضا أهمية الدعم الذي تقدمه ألمانيا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (الأنروا)، حيث أنها أكثر دولة داعمة لها.وشدد الصفدي على أن ألمانيا تعتبر شريكاً أساسياً للمملكة في جهود تحقيق الأمن والاستقرار وتجاوز التحديات الإقليمية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية.وقال إنه في الوقت الذي غابت فيه آليات العمل الفاعلة للإسهام في إبقاء العملية السلمية حيّة، كانت مجموعة ميونيخ هي الوحيدة التي تعمل بشكل مؤسسي ومنهجي مكثف.وزاد الصفدي “نحن نعمل مع ألمانيا بشكل مكثف للحؤول دون المزيد من تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.وحذر “نحن أمام مفترق، إما أن نسمح للعنصريين والمتطرفين بصياغة المسار المستقبلي وهذا مسار سيأخذنا بالتأكيد للمزيد من الصراع والمزيد من العنف، نحو الكارثة، وإما أن نعمل معاً، نحن من يريد السلام، من أجل وقف هذا التدهور ومن أجل التهدئة ومن أجل إيجاد أفق سياسي حقيقي لإعادة البدء بمفاوضات جادة وفاعلة لحل الصراع على أساس حل الدولتين الذي يمثل السبيل الوحيد لحل الصراع”.وأكد الصفدي استمرار التواصل والتنسيق مع ألمانيا حول الجهود التي يقوم بها الأردن لوقف التدهور، بما في ذلك اجتماع العقبة الذي كان أول انخراط سياسي أمني فلسطيني إسرائيلي بمظلة إقليمية دولية منذ أكثر من 10 سنوات.وشدد الصفدي على أن كل الجهود السياسية لن تحقق الأمن والسلام إذا لم تترجم على الأرض بوقف الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين وتدفع باتجاه العنف.وزاد الصفدي “اتفقنا على أن نستمر في التنسيق معاً عبر اجتماع مجموعة ميونخ في برلين في وقت قريب جداً لنحافظ على الزخم ولنعمل معاً من أجل الوصول إلى هدفنا الرئيس وهو تحقيق الأمن والاستقرار وحل الصراع على أساس حل الدولتين”.وأكد الصفدي أن “العنف لن يتوقف إلا إذا توقفت أسبابه، وأسبابه الرئيسة هي الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تتمثل في توسعة الاستيطان وفي مصادرة البيوت وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم، وفي عدم احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.”وشدد الصفدي على الدور الخاص للمملكة في ضوء الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وعلى أن حماية هذه المقدسات هي أولوية أساسية لجلالة الملك عبدالله الثاني الذي يكرّس كل إمكانات الأردن من أجل الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات والحفاظ على الأمل بالسلام والحؤول دون تفجر العنف الذي سيدفع الجميع ثمنه.وزاد الصفدي “نعمل معاً في إطار شراكة واضحة، نعمل معاً نحو هدف واحد وهو إبقاء الأمل حياً بجدوى العملية السلمية، سبيلاً لتحقيق السلام العادل والشامل الذي هو حق لكل شعوب المنطقة.”وأضاف “السلام لن يتحقق إذا ما لم تقم الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس المحتلة لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل على أساس حل الدولتين ووفق قرارات الشرعية الدولية”.وفي رد على سؤال حول التصريحات التي أدلى بها وزير المالية الإسرائيلية أخيرًا والتي أنكر فيها وجود الشعب الفلسطيني من منبر يحمل خريطة مزعومة لإسرائيل تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وفلسطين، أكد الصفدي إدانة هذه التصريحات العنصرية وضرورة تصدي المجتمع الدولي لها.وقال “هذه التصريحات عنصرية تحريضية متطرفة، أنكرت وجود الشعب الفلسطيني، أنكرت هويته، أنكرت ثقافته، أنكرت حضارته، وكل ذلك من منبر احتوى خريطة مزعومة لإسرائيل تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وتضم المملكة الأردنية الهاشمية”.وحذر الصفدي من خطورة السماح لهذا الفكر العنصري أن يحدد المسار المستقبلي لأنه لن يقود إلا إلى المزيد من الصراع والتوتر.وثمّن الصفدي الموقف الواضح من المجتمع الدولي، وموقف ألمانيا الذي رفض مثل هذه العنصرية ورفض مثل هذا التحريض، ورفض هذا التطرف، وأكد على ضرورة احترام القانون الدولي واحترام حق جميع الشعوب في الحياة.وقال الصفدي “اتخذنا الموقف الذي نعتقد أنه كان رداً لازماً على هذه التصريحات العنصرية، نتابع الأمور ونتعامل مع كل حدث وفق ما يحقق أهدافنا في حماية مصالح المملكة الأردنية الهاشمية، إسناد الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه كاملةً، وحماية حق شعوب المنطقة في العيش بأمن وسلام واستقرار”.وأعاد الصفدي التأكيد على موقف المملكة الداعي إلى إنهاء الأزمة السورية، لا إدارتها، لأن انعكاسات ذلك كارثية على الشعب السوري وعلى المنطقة برمتها.وأشار إلى المبادرة الأردنية التي تؤكد على ضرورة وجود دور عربي قيادي ينخرط مباشرة مع الحكومة السورية للتدرج في حل الأزمة وفق مبادرة الخطوة مقابل الخطوة وبالتنسيق مع الأمم المتحدة ومع الشركاء.وزاد الصفدي “منطقتنا تعاني من تحديات كبيرة تنعكس تبعاتها ليس فقط علينا ولكن أيضاً على جيراننا وأصدقائنا في أوروبا، وبالتالي ثمة منطق واضح في أن نعمل معاً من أجل معالجة هذه التحديات وتجاوزها وتجاوز تبعاتها”.وأكد أن برلين محطة أساسية بالنسبة للمملكة وفي عملية التنسيق والتشاور، كون ألمانيا تعمل بمنهجية واضحة ودورها كبير ومؤثر.من جانبها، أكدت بيربوك متانة الشراكة الأردنية الألمانية، وعلى استمرار العمل على تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.كما أكدت أهمية التنسيق مع المملكة في جهود حل القضية الفلسطينية وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.وقالت بيربوك “إن الأردن حليف رئيسي لنا ومن المهم أن نستمر في العمل معاً لمواجهة التحديات”.وأضافت الوزيرة بيربوك أن الصراع تأجج في الشرق الأوسط في الأشهر والأسابيع السابقة، مؤكدة أهمية اجتماع العقبة وشرم الشيخ في جهود وقف التدهور، خصوصاً في شهر رمضان.وأكدت بيربوك أن “حل الدولتين ما زال أفضل حل للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.وبينت أن الأردن يقوم بدور مهم في سياق الوصاية الهاشمية على المقدسات بالقدس، وفي جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة.وأكدت استعداد ألمانيا والاتحاد الأوروبي لدعم مخرجات اجتماع العقبة، حيث سيتم عقد اجتماعٍ قريبٍا للشركاء بصيغة ميونخ بهذا الصدد.وقالت ” إن ألمانيا تدعم اجتماعات العقبة، وستستضيف اجتماعاً لمجموعة ميونخ لدعم الجهود السلمية”.وشددت وزيرة خارجية ألمانيا أن بلادها ستبقى منخرطة بفاعلية في جهود حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ووقف التدهور نحو العنف، كما ستبقى فاعلة وتتعاون مع الأردن أيضاً في الجهود المستهدفة حل الأزمات الإقليمية وتحقيق الأمن والاستقرار.كما أكدت أن بلادها ستبقى شريكة للأردن في جهود تحقيق التنمية الاقتصادية وتمكين الشباب وفي مجالات البيئة والطاقة والتعليم والتعليم المهني.وأشارت، في هذا السياق، إلى المشروع الريادي المتمثل بالجامعة الألمانية الأردنية في عمان التي أنشئت عام 2005 ويدرس بها حالياً 4600 طالب، وتدعم مواصلة الشباب لبناء أنفسهم وبناء حياتهم في المستقبل.وقالت بيربوك طلبة اليوم هم من سيقودون التعاون الثنائي في المستقبل، الأمر الذي يسري أيضاً بالنسبة للعلاقات الاقتصادية، والجهود المشتركة ضد داعش.وأضافت بيربوك، خلال المؤتمر الصحفي “أود أن أؤكد أننا في هذا العام، نحتفل في السابع عشر من شهر نوفمبر بمرور سبعين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الأردن وألمانيا، سبعين عامًا مهمة بالنسبة لنا.”وزادت”ونحن نريد أن نواصل تعميق العلاقات الثنائية مع الأردن وليس فقط بسبب الدور المهم الذي تلعبه المملكة في الأمن الإقليمي.”إلى ذلك، عقد الصفدي ووزير الدولة في وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، نيلز أنين، اجتماعاً بحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، واستعرض الدعم الذي تقدمه ألمانيا لرفد العملية التنموية في الأردن، والمساعدات التي تقدمها للاجئين والدول المستضيفة لهم.ووضع الصفدي الوزير أنين في صورة رؤية التحديث الاقتصادي الذي أطلقته المملكة؛ بهدف تحسين الأداء الاقتصادي وجذب الاستثمار وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص.كما التقى الصفدي عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الألماني والمسؤول عن قضايا الشرق الأوسط، النائب مايكل مولر، ورئيسة قسم الشرق الأوسط ونائب رئيس التعاون الدولي في مؤسسة فريدريش إيبرت، الدكتورة إليزابيث براون، أعضاء الحزب الديمقراطي الاجتماعي الحاكم، في اجتماع استعرض العلاقات بين البلدين الصديقين، وآخر التطورات والمستجدات الإقليمية.يشار إلى أن العام الحالي(2023) يشهد الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وألمانيا، وتتنامى العلاقات بين الأردن وألمانيا بشكل مستمر، اقتصادياً وتجارياً وتنموياً وسياحياً، وفي غيرها من المجالات، حيث بلغ حجم التبادل التجاري العام الماضي 758 مليون دولار أميركي.ويبلغ حجم الدعم الذي تقدمه ألمانيا لبرامج التنمية الاقتصادية الأردنية وللمساعدة في مواجهة آثار الأزمات الإقليمية على الأردن للعامين 2023/ 2024 ما قيمته 510 مليون يورو بين مساعدات وقروض، مع العمل على زيادتها لتصل إلى 610 مليون يورو خلال هذين العامين، وتستهدف هذه المساعدات قطاع المياه والتعليم والتدريب المهني.(بترا)
وأكد الوزيران، في تصريحات صحافية مشتركة بعد محادثات رسمية ركزت على العلاقات الثنائية والقضية الفلسطينية، أن الأردن وألمانيا يريان في مجموعة ميونخ، التي تضم أيضاً مصر وفرنسا، منبراً مهما ومكملاً للجهود التي انطلقت في العقبة لوقف التدهور نحو العنف وإيجاد آفاق حقيقية لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يشكل هدفا مشتركاً.وخلال المحادثات التي تناولت أيضاً الأزمة السورية والأزمة الأوكرانية، بحث الوزيران سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين عبر مزيد من التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والدفاعية والتعليمية.واستعرض الوزيران فرص زيادة التعاون في قطاعات المياه والطاقة المتجددة، حيث تمثل ألمانيا أحد أكبر الداعمين للأردن في هذه القطاعات.ووضع الصفدي نظيرته الألمانية في صورة برامج الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية التي أطلقتها المملكة.وفي ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، أكد الصفدي موقف الأردن الثابت في الدعوة إلى وقف الحرب واحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية.وفي المؤتمر الصحافي المشترك الذي أعقب اللقاء، أشاد الصفدي بالروح الإيجابية التي طغت على المحادثات التي أجراها ونظيرته الألمانية.وأضاف “ما تحدثنا به اليوم هو حديث بين شركاء، بين دولتين يعملان معاً من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في منطقتنا “.وأكد الصفدي أن ألمانيا شريك أساسي للمملكة، وثمن العلاقة الاستراتيجية والصداقة المتينة التي تربط المملكة وألمانيا اللتين يحتفلان هذا العام بمرور سبعين عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما.وشكر الصفدي نظيرته الألمانية على الدعم الذي تقدمه ألمانيا للعملية التنموية في الأردن ولمساعدته على مواجهة التحديات الاقتصادية وتبعات الأزمات الإقليمية.وأشار الصفدي إلى الدور الرئيس الذي تقوم به ألمانيا في دعم اللاجئين السوريين في الأردن والمنطقة. كما أكد أيضا أهمية الدعم الذي تقدمه ألمانيا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (الأنروا)، حيث أنها أكثر دولة داعمة لها.وشدد الصفدي على أن ألمانيا تعتبر شريكاً أساسياً للمملكة في جهود تحقيق الأمن والاستقرار وتجاوز التحديات الإقليمية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية.وقال إنه في الوقت الذي غابت فيه آليات العمل الفاعلة للإسهام في إبقاء العملية السلمية حيّة، كانت مجموعة ميونيخ هي الوحيدة التي تعمل بشكل مؤسسي ومنهجي مكثف.وزاد الصفدي “نحن نعمل مع ألمانيا بشكل مكثف للحؤول دون المزيد من تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.وحذر “نحن أمام مفترق، إما أن نسمح للعنصريين والمتطرفين بصياغة المسار المستقبلي وهذا مسار سيأخذنا بالتأكيد للمزيد من الصراع والمزيد من العنف، نحو الكارثة، وإما أن نعمل معاً، نحن من يريد السلام، من أجل وقف هذا التدهور ومن أجل التهدئة ومن أجل إيجاد أفق سياسي حقيقي لإعادة البدء بمفاوضات جادة وفاعلة لحل الصراع على أساس حل الدولتين الذي يمثل السبيل الوحيد لحل الصراع”.وأكد الصفدي استمرار التواصل والتنسيق مع ألمانيا حول الجهود التي يقوم بها الأردن لوقف التدهور، بما في ذلك اجتماع العقبة الذي كان أول انخراط سياسي أمني فلسطيني إسرائيلي بمظلة إقليمية دولية منذ أكثر من 10 سنوات.وشدد الصفدي على أن كل الجهود السياسية لن تحقق الأمن والسلام إذا لم تترجم على الأرض بوقف الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين وتدفع باتجاه العنف.وزاد الصفدي “اتفقنا على أن نستمر في التنسيق معاً عبر اجتماع مجموعة ميونخ في برلين في وقت قريب جداً لنحافظ على الزخم ولنعمل معاً من أجل الوصول إلى هدفنا الرئيس وهو تحقيق الأمن والاستقرار وحل الصراع على أساس حل الدولتين”.وأكد الصفدي أن “العنف لن يتوقف إلا إذا توقفت أسبابه، وأسبابه الرئيسة هي الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تتمثل في توسعة الاستيطان وفي مصادرة البيوت وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم، وفي عدم احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.”وشدد الصفدي على الدور الخاص للمملكة في ضوء الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وعلى أن حماية هذه المقدسات هي أولوية أساسية لجلالة الملك عبدالله الثاني الذي يكرّس كل إمكانات الأردن من أجل الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات والحفاظ على الأمل بالسلام والحؤول دون تفجر العنف الذي سيدفع الجميع ثمنه.وزاد الصفدي “نعمل معاً في إطار شراكة واضحة، نعمل معاً نحو هدف واحد وهو إبقاء الأمل حياً بجدوى العملية السلمية، سبيلاً لتحقيق السلام العادل والشامل الذي هو حق لكل شعوب المنطقة.”وأضاف “السلام لن يتحقق إذا ما لم تقم الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس المحتلة لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل على أساس حل الدولتين ووفق قرارات الشرعية الدولية”.وفي رد على سؤال حول التصريحات التي أدلى بها وزير المالية الإسرائيلية أخيرًا والتي أنكر فيها وجود الشعب الفلسطيني من منبر يحمل خريطة مزعومة لإسرائيل تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وفلسطين، أكد الصفدي إدانة هذه التصريحات العنصرية وضرورة تصدي المجتمع الدولي لها.وقال “هذه التصريحات عنصرية تحريضية متطرفة، أنكرت وجود الشعب الفلسطيني، أنكرت هويته، أنكرت ثقافته، أنكرت حضارته، وكل ذلك من منبر احتوى خريطة مزعومة لإسرائيل تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وتضم المملكة الأردنية الهاشمية”.وحذر الصفدي من خطورة السماح لهذا الفكر العنصري أن يحدد المسار المستقبلي لأنه لن يقود إلا إلى المزيد من الصراع والتوتر.وثمّن الصفدي الموقف الواضح من المجتمع الدولي، وموقف ألمانيا الذي رفض مثل هذه العنصرية ورفض مثل هذا التحريض، ورفض هذا التطرف، وأكد على ضرورة احترام القانون الدولي واحترام حق جميع الشعوب في الحياة.وقال الصفدي “اتخذنا الموقف الذي نعتقد أنه كان رداً لازماً على هذه التصريحات العنصرية، نتابع الأمور ونتعامل مع كل حدث وفق ما يحقق أهدافنا في حماية مصالح المملكة الأردنية الهاشمية، إسناد الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه كاملةً، وحماية حق شعوب المنطقة في العيش بأمن وسلام واستقرار”.وأعاد الصفدي التأكيد على موقف المملكة الداعي إلى إنهاء الأزمة السورية، لا إدارتها، لأن انعكاسات ذلك كارثية على الشعب السوري وعلى المنطقة برمتها.وأشار إلى المبادرة الأردنية التي تؤكد على ضرورة وجود دور عربي قيادي ينخرط مباشرة مع الحكومة السورية للتدرج في حل الأزمة وفق مبادرة الخطوة مقابل الخطوة وبالتنسيق مع الأمم المتحدة ومع الشركاء.وزاد الصفدي “منطقتنا تعاني من تحديات كبيرة تنعكس تبعاتها ليس فقط علينا ولكن أيضاً على جيراننا وأصدقائنا في أوروبا، وبالتالي ثمة منطق واضح في أن نعمل معاً من أجل معالجة هذه التحديات وتجاوزها وتجاوز تبعاتها”.وأكد أن برلين محطة أساسية بالنسبة للمملكة وفي عملية التنسيق والتشاور، كون ألمانيا تعمل بمنهجية واضحة ودورها كبير ومؤثر.من جانبها، أكدت بيربوك متانة الشراكة الأردنية الألمانية، وعلى استمرار العمل على تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.كما أكدت أهمية التنسيق مع المملكة في جهود حل القضية الفلسطينية وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.وقالت بيربوك “إن الأردن حليف رئيسي لنا ومن المهم أن نستمر في العمل معاً لمواجهة التحديات”.وأضافت الوزيرة بيربوك أن الصراع تأجج في الشرق الأوسط في الأشهر والأسابيع السابقة، مؤكدة أهمية اجتماع العقبة وشرم الشيخ في جهود وقف التدهور، خصوصاً في شهر رمضان.وأكدت بيربوك أن “حل الدولتين ما زال أفضل حل للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.وبينت أن الأردن يقوم بدور مهم في سياق الوصاية الهاشمية على المقدسات بالقدس، وفي جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة.وأكدت استعداد ألمانيا والاتحاد الأوروبي لدعم مخرجات اجتماع العقبة، حيث سيتم عقد اجتماعٍ قريبٍا للشركاء بصيغة ميونخ بهذا الصدد.وقالت ” إن ألمانيا تدعم اجتماعات العقبة، وستستضيف اجتماعاً لمجموعة ميونخ لدعم الجهود السلمية”.وشددت وزيرة خارجية ألمانيا أن بلادها ستبقى منخرطة بفاعلية في جهود حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ووقف التدهور نحو العنف، كما ستبقى فاعلة وتتعاون مع الأردن أيضاً في الجهود المستهدفة حل الأزمات الإقليمية وتحقيق الأمن والاستقرار.كما أكدت أن بلادها ستبقى شريكة للأردن في جهود تحقيق التنمية الاقتصادية وتمكين الشباب وفي مجالات البيئة والطاقة والتعليم والتعليم المهني.وأشارت، في هذا السياق، إلى المشروع الريادي المتمثل بالجامعة الألمانية الأردنية في عمان التي أنشئت عام 2005 ويدرس بها حالياً 4600 طالب، وتدعم مواصلة الشباب لبناء أنفسهم وبناء حياتهم في المستقبل.وقالت بيربوك طلبة اليوم هم من سيقودون التعاون الثنائي في المستقبل، الأمر الذي يسري أيضاً بالنسبة للعلاقات الاقتصادية، والجهود المشتركة ضد داعش.وأضافت بيربوك، خلال المؤتمر الصحفي “أود أن أؤكد أننا في هذا العام، نحتفل في السابع عشر من شهر نوفمبر بمرور سبعين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الأردن وألمانيا، سبعين عامًا مهمة بالنسبة لنا.”وزادت”ونحن نريد أن نواصل تعميق العلاقات الثنائية مع الأردن وليس فقط بسبب الدور المهم الذي تلعبه المملكة في الأمن الإقليمي.”إلى ذلك، عقد الصفدي ووزير الدولة في وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، نيلز أنين، اجتماعاً بحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، واستعرض الدعم الذي تقدمه ألمانيا لرفد العملية التنموية في الأردن، والمساعدات التي تقدمها للاجئين والدول المستضيفة لهم.ووضع الصفدي الوزير أنين في صورة رؤية التحديث الاقتصادي الذي أطلقته المملكة؛ بهدف تحسين الأداء الاقتصادي وجذب الاستثمار وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص.كما التقى الصفدي عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الألماني والمسؤول عن قضايا الشرق الأوسط، النائب مايكل مولر، ورئيسة قسم الشرق الأوسط ونائب رئيس التعاون الدولي في مؤسسة فريدريش إيبرت، الدكتورة إليزابيث براون، أعضاء الحزب الديمقراطي الاجتماعي الحاكم، في اجتماع استعرض العلاقات بين البلدين الصديقين، وآخر التطورات والمستجدات الإقليمية.يشار إلى أن العام الحالي(2023) يشهد الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وألمانيا، وتتنامى العلاقات بين الأردن وألمانيا بشكل مستمر، اقتصادياً وتجارياً وتنموياً وسياحياً، وفي غيرها من المجالات، حيث بلغ حجم التبادل التجاري العام الماضي 758 مليون دولار أميركي.ويبلغ حجم الدعم الذي تقدمه ألمانيا لبرامج التنمية الاقتصادية الأردنية وللمساعدة في مواجهة آثار الأزمات الإقليمية على الأردن للعامين 2023/ 2024 ما قيمته 510 مليون يورو بين مساعدات وقروض، مع العمل على زيادتها لتصل إلى 610 مليون يورو خلال هذين العامين، وتستهدف هذه المساعدات قطاع المياه والتعليم والتدريب المهني.(بترا)
مدار الساعة ـ نشر في 2023/04/03 الساعة 20:00