عام الخوف والمعاناة وختام أكثر إثارة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/01 الساعة 01:06
عام طويل طويل كان 2016. بدأ استمرارا للعام الذي سبقه من حيث تواصل الحريق الذي أشعله خامنئي في المنطقة، بما ينطوي عليه من بؤس ومعاناة وموت ودمار؛ في سوريا والعراق واليمن، وانتهى بأحداث تنبئ بما هو أكثر إثارة؛ من انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، وليس انتهاء بالحدث الأكثر إثارة على الإطلاق بنظر جميع المراقبين، ممثلا في انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
على صعيد منطقتنا، لم يتغير الموقف كثيرا، فالحريق هو الحريق، والمراوحة هي ذاتها (رغم النافذة الأخيرة مع التفاهمات الروسية التركية)، وإذا كان أتباع خامنئي قد اعتبروا أن احتلال حلب يمثل علامة فارقة، فهذا لأنهم يبيعون الوهم على أنفسهم، فلا منها بدأت الثورة، ولا بها ستنتهي، الأمر الذي ينطبق على المشهد العراقي، فيما لن تتوقف الأزمة الداخلية بين طبقة سياسية فاسدة تحميها إيران، وبين غالبية الشعب. أما اليمن فلا يبدو أفقه مفتوحا على حل قريب، وإن بدا واضحا أن مشروع الحوثيين قد وصل الجدار المسدود، وهم لا يحلمون بأكثر من تسوية يحصلون من خلالها على وضع معقول، فيما يبدو حلمهم بتكرار نموذج حزب الله محض وهمْ.
في المشهد الفلسطيني لم يتغير الكثير، فالمراوحة هي ذاتها، والمسار الذي تختطه القيادة الفلسطينية لم يتغير، فيما لم يستسلم الشعب، وبقيت انتفاضة القدس تصعد وتهبط وتقدم الشهداء، وتوجع العدو أحيانا، أما ختام العام بالحصول على قرار الاستيطان من مجلس الأمن، فسيُستخدم لتكريس مسيرة التيه الراهنة، عبر القول إن ما يسمى النضال الدبلوماسي يؤتي أكله، في تجاهل لأرباح الصهاينة من حريق المنطقة، من جهة،إلى جانب مجيء ترامب الذي يعد الكيان الصهيوني بدعم لم يحصل عليه مع أي رئيس سابق، مع الأمل أن يوقظ ترامب بانحيازه السافر للكيان الصهيوني بعض القوم من أوهامهم.
في المشهد الدولي، وهو لا يقل أهمية، بل ربما تفوق على الإقليمي وأثر عليه، هناك الفوضى التي سينشرها ترامب في العالم، والتي قد لا تدخله في سباق تسلح جديد، بل في صراعات أكثر عنفا، فالرجل عازم بوضوح على مواجهة الصعود الصيني، والصين لن تمرر ذلك بسهولة، هي التي تعتقد أنها تقترب من تسيّد المشهد الدولي، وهو سيضطر إلى مواجهة الصعود الروسي أيضا، خلافا للمشهد الراهن من حيث بعض الود مع بوتين، وهو سيفرض آليات جديدة في السياسة الدولية، لكنها لن تكون قادرة على إعادة الولايات المتحدة إلى وضعها نهاية الألفية الماضية، فالزمن تغير، والآخرون لن يعودوا إلى الوراء من جديد.
في كل الأحوال سنكون أمام مشهد دولي أقرب إلى الفوضي الرامية إلى تحديد أوزان القوى، ما يعني أن نهاية 2016 كانت بداية حقبة جديدة ربما تكون أقرب إلى الحرب الباردة، وهذا الجزء من السياق ربما يكون مبشرا على نحو ما، فصراعات الكبار، غالبا ما تفيد المستضعفين؛ إلا في سوريا الجريحة (ومعها الثورات المضادة)، وحيث يتواطأ الجميع ضد أشواق الشعب في التحرر، وطبعا لصالح الهواجس الإسرائيلية، التي ستكون مجاملتها عنوانا لسياسات ترامب الإقليمية، إن كان على نحو مباشر، أم غير مباشر.
الدستور
على صعيد منطقتنا، لم يتغير الموقف كثيرا، فالحريق هو الحريق، والمراوحة هي ذاتها (رغم النافذة الأخيرة مع التفاهمات الروسية التركية)، وإذا كان أتباع خامنئي قد اعتبروا أن احتلال حلب يمثل علامة فارقة، فهذا لأنهم يبيعون الوهم على أنفسهم، فلا منها بدأت الثورة، ولا بها ستنتهي، الأمر الذي ينطبق على المشهد العراقي، فيما لن تتوقف الأزمة الداخلية بين طبقة سياسية فاسدة تحميها إيران، وبين غالبية الشعب. أما اليمن فلا يبدو أفقه مفتوحا على حل قريب، وإن بدا واضحا أن مشروع الحوثيين قد وصل الجدار المسدود، وهم لا يحلمون بأكثر من تسوية يحصلون من خلالها على وضع معقول، فيما يبدو حلمهم بتكرار نموذج حزب الله محض وهمْ.
في المشهد الفلسطيني لم يتغير الكثير، فالمراوحة هي ذاتها، والمسار الذي تختطه القيادة الفلسطينية لم يتغير، فيما لم يستسلم الشعب، وبقيت انتفاضة القدس تصعد وتهبط وتقدم الشهداء، وتوجع العدو أحيانا، أما ختام العام بالحصول على قرار الاستيطان من مجلس الأمن، فسيُستخدم لتكريس مسيرة التيه الراهنة، عبر القول إن ما يسمى النضال الدبلوماسي يؤتي أكله، في تجاهل لأرباح الصهاينة من حريق المنطقة، من جهة،إلى جانب مجيء ترامب الذي يعد الكيان الصهيوني بدعم لم يحصل عليه مع أي رئيس سابق، مع الأمل أن يوقظ ترامب بانحيازه السافر للكيان الصهيوني بعض القوم من أوهامهم.
في المشهد الدولي، وهو لا يقل أهمية، بل ربما تفوق على الإقليمي وأثر عليه، هناك الفوضى التي سينشرها ترامب في العالم، والتي قد لا تدخله في سباق تسلح جديد، بل في صراعات أكثر عنفا، فالرجل عازم بوضوح على مواجهة الصعود الصيني، والصين لن تمرر ذلك بسهولة، هي التي تعتقد أنها تقترب من تسيّد المشهد الدولي، وهو سيضطر إلى مواجهة الصعود الروسي أيضا، خلافا للمشهد الراهن من حيث بعض الود مع بوتين، وهو سيفرض آليات جديدة في السياسة الدولية، لكنها لن تكون قادرة على إعادة الولايات المتحدة إلى وضعها نهاية الألفية الماضية، فالزمن تغير، والآخرون لن يعودوا إلى الوراء من جديد.
في كل الأحوال سنكون أمام مشهد دولي أقرب إلى الفوضي الرامية إلى تحديد أوزان القوى، ما يعني أن نهاية 2016 كانت بداية حقبة جديدة ربما تكون أقرب إلى الحرب الباردة، وهذا الجزء من السياق ربما يكون مبشرا على نحو ما، فصراعات الكبار، غالبا ما تفيد المستضعفين؛ إلا في سوريا الجريحة (ومعها الثورات المضادة)، وحيث يتواطأ الجميع ضد أشواق الشعب في التحرر، وطبعا لصالح الهواجس الإسرائيلية، التي ستكون مجاملتها عنوانا لسياسات ترامب الإقليمية، إن كان على نحو مباشر، أم غير مباشر.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/01 الساعة 01:06