عجلة الزمن
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/01 الساعة 00:56
احمد ذيبان
ينشغل الكثيرون بالعد التنازلي وإحصاء الأيام والساعات في نهاية كل عام ، بانتظار ولادة العام الجديد ،ويطلقون الدعوات والتمنيات ،أن يكون العام الجديد أفضل من سابقه ، ويحمل الخير والبركة والسلام ، والبعض يتتنفس الصعداء منتصف ليلة 31 كانون اول، وهي آخر ليلة في السنة ، ويذكرني ذلك ببعض طلبة المدارس ، الذين كانوا يرمون الكتب أو يمزقونها ، بعد أدائهم امتحانات نهاية العام الدراسي.
اللحظة الفاصلة بين نهاية عام وولادة العام الذي يليه، لا تعني انقلابا دراماتيكيا ينطوي على تحولات جذرية ، ستحدث على الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، لكنها طبيعة الحياة ومتوالية الأيام ، وثمة ثوابت ترسخت في سلوك وثقافة الناس تنظر الى المستقبل بتفاؤل.
وسائل الاعلام درجت على إعداد ملفات ، ترصد فيها أبرز أحداث العام الماضي، وتجري حولها حوارات مع خبراء ومراقبين لتحليلها وقراءة تداعياتها. وكان من أبرز أحداث 2016 ،اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا تميهدا لانطلاق مفاوضات سياسية في استانة العام 2017 ، و الانتخاب المفاجيء للرئيس الاميركي الجديد «ترامب « بعكس توقعات المراقبين واستطلاعات الرأي العام، وانفراج الأزمة السياسية في لبنان بالتوافق على انتخاب الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية،وتشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الحديدي ، بعد ترقب ومناكفات بين الفرقاء استمرت أكثر من عامين كما شهد العام الماضي صعودا لافتا لليمين المتطرف في القارة الأوروبية.
توالي الأيام والسنوات يبقى مجرد ذكرى وتأريخ للأحداث ، مثل تواريخ ميلاد الاشخاص، ووقوع أحداث سعيدة أو حزينة، وفي حصاد العام 2016 نستذكر أعزاء وأحبة وشخصيات مهمة رحلت ، أما صيرورة الحياة العملية ، فهي متواصلة عبر السنوات، والعام الجديد استمرار للعام الذي سبقه.
وفي نقطة الصفر ، تبدأ الحكومات بتنفيذ سياسات وأجندة مختلفة سياسية أو اقتصادية ، مثل الصرف من موازنات العامة ، وفي الولايات المتحدة تتضمن أجندة الشهر الأول من عام 2017 ، مراسم تسلم الرئيس الاميركي الجديد ترامب مهامه رسميا يوم 20 كانون ثاني ، رغم انه انتخب يوم 8 تشرين ثاني من عام 2016 ، لكن هذا استحقاق دستوري خاص باميركا.
الكثيرون من شعوب العالم يجدون في مناسبة رأس السنة فرصة للفرح والاستمتاع ، لكن نحن العرب نتميز بالاستعجال للانتقال للعام الجديد ، للتخلص من الهموم والمشكلات التي تزدحم بها أيامنا. وإطلاق الدعوات والتمنيات بأن يكون العام الجديد أفضل.
مضت سنوات والبلاد العربية تشهد حروبا أهلية طاحنة ، فهل سيتغير الحال في العام الجديد تحولا جوهريا ، باتجاه وقف نزيف الدم العربي في سوريا والعراق واليمن وليبيا وقبل ذلك كارثة فلسطين المستمرة منذ قرن ؟
هذه أزمات أصبحت مركبة نتاج سياسات ، تتداخل فيها المعطيات الداخلية بالتدخلات الخارجية ، وهي ليست مرتبطة بتواريخ محددة تبدأ وتنتهي فيها ! ولا تنفع فيها الأدعية والتمنيات. وفي نهاية كل عام نحصد عدد من قتلوا وجرحوا ، ومن هجروا من بيوتهم الى مخيمات اللجوء والمنافي.
وعلى الصعيد المحلي يسجل بين أبرز أحداث عام 2016، وقوع عملية الكرك الارهابية واستشهاد عدد من رجال الامن والمواطنين خلالها، كما يمكن الاشارة الى ارتفاع أرقام المديونية ،وعدد الشيكات المرتجعة ، وعدد المطلوبين للمحاكم لجهات متعددة لاسباب مختلفة ، وثمة زيادة في فائض الخريجين من الجامعات والعاطلين عن العمل، ومن هنا يترقب الكثيرون أن يكون العام الجديد مناسبة لجدولة الديون، وثمة «بشرى سارة» للمزارعين مثلا ، أعلنت عنها المؤسسة التعاونية ،وهي أنها ستقدم للمزارعين في عام 2017 قروضا بدون فوائد.
وفي نهاية كل عام تنشر بعض المؤسسات ، مثل ضريبة الدخل وأمانة عمان إعلانات تشجيعية ، للاسراع لتسديد ما بذمتهم من مستحقات مثل الضرائب والرسوم المتراكمة مقابل إعفائهم من الغرامات. الرأي
ينشغل الكثيرون بالعد التنازلي وإحصاء الأيام والساعات في نهاية كل عام ، بانتظار ولادة العام الجديد ،ويطلقون الدعوات والتمنيات ،أن يكون العام الجديد أفضل من سابقه ، ويحمل الخير والبركة والسلام ، والبعض يتتنفس الصعداء منتصف ليلة 31 كانون اول، وهي آخر ليلة في السنة ، ويذكرني ذلك ببعض طلبة المدارس ، الذين كانوا يرمون الكتب أو يمزقونها ، بعد أدائهم امتحانات نهاية العام الدراسي.
اللحظة الفاصلة بين نهاية عام وولادة العام الذي يليه، لا تعني انقلابا دراماتيكيا ينطوي على تحولات جذرية ، ستحدث على الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، لكنها طبيعة الحياة ومتوالية الأيام ، وثمة ثوابت ترسخت في سلوك وثقافة الناس تنظر الى المستقبل بتفاؤل.
وسائل الاعلام درجت على إعداد ملفات ، ترصد فيها أبرز أحداث العام الماضي، وتجري حولها حوارات مع خبراء ومراقبين لتحليلها وقراءة تداعياتها. وكان من أبرز أحداث 2016 ،اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا تميهدا لانطلاق مفاوضات سياسية في استانة العام 2017 ، و الانتخاب المفاجيء للرئيس الاميركي الجديد «ترامب « بعكس توقعات المراقبين واستطلاعات الرأي العام، وانفراج الأزمة السياسية في لبنان بالتوافق على انتخاب الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية،وتشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الحديدي ، بعد ترقب ومناكفات بين الفرقاء استمرت أكثر من عامين كما شهد العام الماضي صعودا لافتا لليمين المتطرف في القارة الأوروبية.
توالي الأيام والسنوات يبقى مجرد ذكرى وتأريخ للأحداث ، مثل تواريخ ميلاد الاشخاص، ووقوع أحداث سعيدة أو حزينة، وفي حصاد العام 2016 نستذكر أعزاء وأحبة وشخصيات مهمة رحلت ، أما صيرورة الحياة العملية ، فهي متواصلة عبر السنوات، والعام الجديد استمرار للعام الذي سبقه.
وفي نقطة الصفر ، تبدأ الحكومات بتنفيذ سياسات وأجندة مختلفة سياسية أو اقتصادية ، مثل الصرف من موازنات العامة ، وفي الولايات المتحدة تتضمن أجندة الشهر الأول من عام 2017 ، مراسم تسلم الرئيس الاميركي الجديد ترامب مهامه رسميا يوم 20 كانون ثاني ، رغم انه انتخب يوم 8 تشرين ثاني من عام 2016 ، لكن هذا استحقاق دستوري خاص باميركا.
الكثيرون من شعوب العالم يجدون في مناسبة رأس السنة فرصة للفرح والاستمتاع ، لكن نحن العرب نتميز بالاستعجال للانتقال للعام الجديد ، للتخلص من الهموم والمشكلات التي تزدحم بها أيامنا. وإطلاق الدعوات والتمنيات بأن يكون العام الجديد أفضل.
مضت سنوات والبلاد العربية تشهد حروبا أهلية طاحنة ، فهل سيتغير الحال في العام الجديد تحولا جوهريا ، باتجاه وقف نزيف الدم العربي في سوريا والعراق واليمن وليبيا وقبل ذلك كارثة فلسطين المستمرة منذ قرن ؟
هذه أزمات أصبحت مركبة نتاج سياسات ، تتداخل فيها المعطيات الداخلية بالتدخلات الخارجية ، وهي ليست مرتبطة بتواريخ محددة تبدأ وتنتهي فيها ! ولا تنفع فيها الأدعية والتمنيات. وفي نهاية كل عام نحصد عدد من قتلوا وجرحوا ، ومن هجروا من بيوتهم الى مخيمات اللجوء والمنافي.
وعلى الصعيد المحلي يسجل بين أبرز أحداث عام 2016، وقوع عملية الكرك الارهابية واستشهاد عدد من رجال الامن والمواطنين خلالها، كما يمكن الاشارة الى ارتفاع أرقام المديونية ،وعدد الشيكات المرتجعة ، وعدد المطلوبين للمحاكم لجهات متعددة لاسباب مختلفة ، وثمة زيادة في فائض الخريجين من الجامعات والعاطلين عن العمل، ومن هنا يترقب الكثيرون أن يكون العام الجديد مناسبة لجدولة الديون، وثمة «بشرى سارة» للمزارعين مثلا ، أعلنت عنها المؤسسة التعاونية ،وهي أنها ستقدم للمزارعين في عام 2017 قروضا بدون فوائد.
وفي نهاية كل عام تنشر بعض المؤسسات ، مثل ضريبة الدخل وأمانة عمان إعلانات تشجيعية ، للاسراع لتسديد ما بذمتهم من مستحقات مثل الضرائب والرسوم المتراكمة مقابل إعفائهم من الغرامات. الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/01/01 الساعة 00:56