نخاطبهم باللغة التي يفهمونها..!
مدار الساعة ـ نشر في 2023/03/29 الساعة 00:36
أقسى إساءة يمكن انه نوجهها لأبنائنا الشباب، هي أن نستهين بهم، فنقدم لهم أعمالا رديئة، ثم نقول: نخاطبهم باللغة التي يفهمونها، المقصود - بالطبع- اللغة التي صدّرتها لنا منصات « التفاهة» باسم الدراما والفن، كبديل عن اللغة التي تربينا عليها في مضاربنا الأردنية، نحن العسكر والفلاحين، والمعلمين والعمال، الذين نفهم معنى التحية للتاج، والانضباط بالصف، كما نفهم معنى أن تكون اردنيا، وتعتز بتراب الوطن، بوحي إشارة، وبدون ترجمان.
الإساءة، هنا، إما أن تكون متعمدة لتزييف وعي أبنائنا، استنادا لفكرة صناعة « الأبناء الناجزين» التي صكها الفرنسي هنري سيمون قبل 100 عام في إطار الحملة الفرنسية لافريقيا، واما أن تكون غير مقصودة، استنادا لعدم معرفة هؤلاء بالجيل الأردني الذي يشرفنا بعد أن أصبح له بكل مكان في العالم، أثر يدل على إبداعاته وإنجازاته.أرجّح، بدافع حسن الظن ، الاحتمال الثاني، إذا لا توجد لدينا -حسب معلوماتي - أي قاعدة بيانات أو دراسات علمية عن الشباب في بلادنا، سواء أكانوا في الداخل او من المهاجرين المغتربين، سبق لي أن دعوت لذلك مرارا، ولدي تجربة متواضعة، سجلت فيها أسماء المئات من أبنائنا المبدعين المغتربين خارج الأردن، ممن يتبؤون افضل المواقع والأعمال في الجامعات والشركات والمؤسسات حول العالم، بسبب غياب المعلومات، وربما سوء فهم واقع الشباب الأردني، توهم هؤلاء أن اللغة التي يفهمها الشباب هي لغة «التيك توك « الهجينة ، ولهذا خاطبوهم بها..ثمة ملاحظتان ( مفارقتان: ادق)، الأولى أن الشباب الذين تم مخاطبتهم بهذه اللغة للترويج لمنجزات وطنية، هم ذات الشباب الأردني الذين خاطبهم الملك، وألقى على عاتقهم مسؤولية بناء الأردن الجديد، ثم طلب منهم المشاركة بمشروع تحديث الدولة، في مساراته الثلاثة، شتان، بالطبع، بين ما أراده الملك، وما عبّر عنه من اعتزاز بالشباب الأردني، وبين ما يفكر به البعض حين يخاطبون الشباب بـ»اللغة التي يفهمونها».الملاحظة الثانية، هي أننا لم نخرج من جدل الهوية الجامعة، حتى فاجأتنا» اللغة التي يفهمونها «، حين ندقق بالمصطلحين نجد انهما خرجا في سياق الترويج للقادم، كما أنهما وجهان لعملة مقلدة تصب في رصيد «مجهول «، ما يعني أن محاولات العبث بنواميسنا الوطنية ربما تتسلل من هاتين الجهتين، جهة اللغة وجهة الهوية للأسف، وهنا يقتضي الانتباه والحذر .إذا سلمنا ان ما جرى من ترويج درامي لرموز وإنجازات نعتز بها، كان بقصد مخاطبة أبنائنا باللغة التي يفهمونها، فإن ردود فعل المجتمع أكدت عكس ذلك، حين رفضت هذه اللغة، واعتبرتها دخيلة على منظومة لغتنا وتقاليدنا وقيمنا الراسخة، كما ان الواقع يدحض صحة هذه الفكرة، لأن مهمة الفنون والدراما أن ترتقي بثقافة المجتمع، وتنهض بذائقته الوطنية والجمالية، وحتى لو افترضنا - جدلا- ان الجمهور يطلب ذلك، فإن واجب من يتولى مسؤولية التوجيه والتثقيف الوطني في إداراتنا العامة، أن يصنع من خلال لغة الدراما، ذائقة جديدة متقدمة في الوعي، لا أن يكرس ما هو واقع عابر.يبقى اللافت انه بدل أن يعتذر هؤلاء عن الخطأ، ثم يستدركوا ما حصل بوقفه على الفور، تعمدوا إهانة المجتمع بالاصرار على أن ما فعلوه كان صحيحا، ثم باتهام جيل الشباب أن هذه اللغة الرديئة هي التي تناسبهم، وكأنهم يعرفونهم، او أنهم أوصياء عليهم، الأخطر من ذلك أنهم تحدثوا باسم مؤسسات الدولة ومنجزاتها، وتجرأوا على أهم المعاقل التي بقيت صامدة، وحظيت بثقة الأردنيين واعتزازهم، على الدوام يا خسارة..!
الإساءة، هنا، إما أن تكون متعمدة لتزييف وعي أبنائنا، استنادا لفكرة صناعة « الأبناء الناجزين» التي صكها الفرنسي هنري سيمون قبل 100 عام في إطار الحملة الفرنسية لافريقيا، واما أن تكون غير مقصودة، استنادا لعدم معرفة هؤلاء بالجيل الأردني الذي يشرفنا بعد أن أصبح له بكل مكان في العالم، أثر يدل على إبداعاته وإنجازاته.أرجّح، بدافع حسن الظن ، الاحتمال الثاني، إذا لا توجد لدينا -حسب معلوماتي - أي قاعدة بيانات أو دراسات علمية عن الشباب في بلادنا، سواء أكانوا في الداخل او من المهاجرين المغتربين، سبق لي أن دعوت لذلك مرارا، ولدي تجربة متواضعة، سجلت فيها أسماء المئات من أبنائنا المبدعين المغتربين خارج الأردن، ممن يتبؤون افضل المواقع والأعمال في الجامعات والشركات والمؤسسات حول العالم، بسبب غياب المعلومات، وربما سوء فهم واقع الشباب الأردني، توهم هؤلاء أن اللغة التي يفهمها الشباب هي لغة «التيك توك « الهجينة ، ولهذا خاطبوهم بها..ثمة ملاحظتان ( مفارقتان: ادق)، الأولى أن الشباب الذين تم مخاطبتهم بهذه اللغة للترويج لمنجزات وطنية، هم ذات الشباب الأردني الذين خاطبهم الملك، وألقى على عاتقهم مسؤولية بناء الأردن الجديد، ثم طلب منهم المشاركة بمشروع تحديث الدولة، في مساراته الثلاثة، شتان، بالطبع، بين ما أراده الملك، وما عبّر عنه من اعتزاز بالشباب الأردني، وبين ما يفكر به البعض حين يخاطبون الشباب بـ»اللغة التي يفهمونها».الملاحظة الثانية، هي أننا لم نخرج من جدل الهوية الجامعة، حتى فاجأتنا» اللغة التي يفهمونها «، حين ندقق بالمصطلحين نجد انهما خرجا في سياق الترويج للقادم، كما أنهما وجهان لعملة مقلدة تصب في رصيد «مجهول «، ما يعني أن محاولات العبث بنواميسنا الوطنية ربما تتسلل من هاتين الجهتين، جهة اللغة وجهة الهوية للأسف، وهنا يقتضي الانتباه والحذر .إذا سلمنا ان ما جرى من ترويج درامي لرموز وإنجازات نعتز بها، كان بقصد مخاطبة أبنائنا باللغة التي يفهمونها، فإن ردود فعل المجتمع أكدت عكس ذلك، حين رفضت هذه اللغة، واعتبرتها دخيلة على منظومة لغتنا وتقاليدنا وقيمنا الراسخة، كما ان الواقع يدحض صحة هذه الفكرة، لأن مهمة الفنون والدراما أن ترتقي بثقافة المجتمع، وتنهض بذائقته الوطنية والجمالية، وحتى لو افترضنا - جدلا- ان الجمهور يطلب ذلك، فإن واجب من يتولى مسؤولية التوجيه والتثقيف الوطني في إداراتنا العامة، أن يصنع من خلال لغة الدراما، ذائقة جديدة متقدمة في الوعي، لا أن يكرس ما هو واقع عابر.يبقى اللافت انه بدل أن يعتذر هؤلاء عن الخطأ، ثم يستدركوا ما حصل بوقفه على الفور، تعمدوا إهانة المجتمع بالاصرار على أن ما فعلوه كان صحيحا، ثم باتهام جيل الشباب أن هذه اللغة الرديئة هي التي تناسبهم، وكأنهم يعرفونهم، او أنهم أوصياء عليهم، الأخطر من ذلك أنهم تحدثوا باسم مؤسسات الدولة ومنجزاتها، وتجرأوا على أهم المعاقل التي بقيت صامدة، وحظيت بثقة الأردنيين واعتزازهم، على الدوام يا خسارة..!
مدار الساعة ـ نشر في 2023/03/29 الساعة 00:36