حوار العقل والمنطق مع أهل الكتاب في القرآن
وكأن الله تعالى يقول لنبينا محمد ﷺ ولكل مسلم يرغب في حوار أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى في رسالتيهما وديننا الإسلام الحنيف: تعالوا نتفق على قواعد اساسية للحوار وهي اولا: ان لا نعبد إلا الله، َوثانيا: ان لا نشرك به شيئا، وثالثا: نضع قاعدة أساسية لحوارنا وهي كلمة سواء بيننا بينكم وتطبق علينا وعليكم وهي: ان لا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. فإن رفضوا هذه القواعد الأساسية من بداية الحوار فإختصروا معهم وقولوا لهم: إشهدوا بانا مسلمون (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران: 74)). وذلك لأن الله املى علينا نحن المسلمين كيف نخاطب اهل الكتاب في الآية (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (العنكبوت:46)). فإن وافق اهل الكتاب على ما ذكر من قواعد أساسية للحوار فقولوا لهم: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ، هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ، مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (آل عمران: 75-76)). أليس هذا الحوار قمة في مخاطبة العقل والمنطق مدعوما بالحقائق التاريخية؟. فقد نزلت التوراة على سيدنا موسي عليه السلام من بعد سيدنا إبراهيم عليه السلام. وقد نزل الإنجيل على سيدنا عيسى عليه السلام ايضا من بعد سيدنا إبراهيم عليه السلام.