الأزمة السورية.. مبادرة أردنية وتعنت أمريكي.. والمستقبل مرهون بالحرب في أوكرانيا

حسين دعسة
مدار الساعة ـ نشر في 2023/03/26 الساعة 00:46
تطورات الشكل السياسي البدائي في المنطقة والإقليم، جعلت صورة الولايات المتحدة الأمريكية، تأخذ مؤشراتها الدولية الراهنة من تمسك الرئيس الأميركي جو بايدن، وطاقم الإدارة في الخارجية البنتاغون بالتوقف، بل الرجول (مرحليا) خطوة للوراء بكل أوراق ملف الأزمة السورية، بحسب مخططات تعود إلى بدء الأزمة.
ترتبط الرؤية الأميركية وفق الأحداث الدولية-والجيوسياسية الأمنية التي فرضتها :*اولا:الحراك السياسي الاقتصادي الأمني للصين في المنطقة.*ثانيا :الحراك السياسي الاقتصادي الأمني لإيران في المنطقة. *ثالثا:الحراك السياسي الاقتصادي الأمني لإسرائيل في المنطقة،برغم وضع دولة الاحتلال الهش في ظل حكومة صهيونية متطرفة.* رابعا:الحراك السياسي الاقتصادي الأمني لروسيا في المنطقة،برغم وضع الحرب الروسية الأوكرانية، التي تدخل عامها الثاني وسط ضبابية عسكرية وأمنية واقتصادية مدمرة، في ظل حكومة روسية يهيمن على قرارها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتطرف،، في غزو أوكرانيا.*خامسا:الحراك السياسي الأمني، الإنساني العربي والدولي وبدعم من المنظمات الدولية والاممية، أبرزها الأمم المتحدة، جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الخليجي، ومنظمة دول التعاون الإسلامي،ومنظمات أخرى. عمليا، يتابع الحراك السياسي والدبلوماسية الأميركية، الحدث وتشارك في بعض المفاصل المؤقتة منها ما جاء في الإحاطة الصحفية للإدارة - 21 مارس 2023، التي ادلاها"فيدانت باتيل" ، النائب الرئيسي للمتحدث الرسمي، وفيها حرفيا كما نشرت على موقع الخارجية الأمريكية :"… ظللنا نركز على مساعدة الشعب السوري ، الذي لا يزال يعاني من أكثر من 12 عامًا من الحروب والفظائع على يد الأسد ، والآن زلزال مدمر. موقفنا ضد التطبيع لم يتغير. لن نتطبيع مع نظام الأسد ، ولن نشجع الآخرين ، في غياب تقدم حقيقي ودائم نحو حل سياسي يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. شركاء كذلك"... وردا على سؤال: هل طلبت رسميًا أو مباشرًا من شركائك وحلفائك عدم التطبيع مع النظام؟قال باتيل: لن أخوض في تفاصيل علاقاتنا الدبلوماسية لكننا نواصل حث أي شخص يتعامل مع دمشق على التفكير بإخلاص وشامل في الكيفية التي يمكن أن تساعد بها مشاركاتهم في توفير احتياجات السوريين المحتاجين ، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه، واضاف:"أعتقد أنني كنت واضحًا تمامًا: لن نتطبيع مع نظام الأسد ولن نشجع الآخرين ، في غياب التقدم الحقيقي والدائم ، على تطبيع علاقاتهم مع سوريا أيضًا" ... وفي الإحاطة سؤال، يحمل دلالات مهمة يقول : هل تفكر في تطبيق قانون قيصر ضد الدول التي تطبيع مع النظام السوري؟فكانت إجابة باتيل: لن أستعرض أي إجراءات أو أستبقها. أعتقد أن ما سأقوله مرة أخرى وأكرره هو أننا نظل ملتزمين بمساعدة الشعب السوري من خلال العمل مع الشركاء الدوليين لتقديم المساعدة المنقذة للحياة. لكن بشكل عام ، فيما يتعلق بالتطبيع ، لن نتطبيع مع نظام الأسد ، ولن نشجع الآخرين في غياب التقدم الحقيقي والدائم أيضًا.*اجتماع عمان لدعم قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. .. إلى ذلك وفي العاصمة الأردنية عمان، جددت حكومات غربية وعربية التأكيد على دعم لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 في سوريا، معربين عن تعازيهم على الدمار الهائل وخسارة الأرواح بسبب الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في 6 شباط الماضي.البيان المشترك الذي صادر عن ممثلي الحكومات المجتمعين في عمان الخميس الماضي، بمشاركة كلاً من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وألمانيا والنرويج والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وتركيا وجامعة الدول العربية ومصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات،أكّد على التزام الدول الثابت بالتخفيف من معاناة المتضررين من الزلزال، وتشجيع المجتمع الدولي على توفير المساعدات الإنسانية، بما في ذلك من خلال الاستجابة الطارئة ومشاريع التعافي المبكر، لكافة السوريين المحتاجين، وبخاصة المتواجدين منهم في أكثر المناطق تضرراً"... وعلى ذات الهدف، رحبت الحكومات بالنتائج التي حققها مؤتمر المانحين في بروكسل يوم 20 آذار 2023 لدعم الشعبين التركي والسوري، متطلعين إلى مؤتمر بروكسل السنوي السابع بشأن مستقبل سوريا والمنطقة الذي سيعقد يوم 15 حزيران 2023.وتزامن الاجتماع التقني، بكل مباحثاته الأمنية اللوجستية، مع الدعوة إلى وقف إطلاق نار على مستوى البلاد وإلى وصول المساعدات الإنسانية بصورة مستمرة ومن دون عراقيل إلى جميع السوريين من خلال كافة السبل، بما في ذلك عبر الحدود وعبر الخطوط.في عمان ركزت دول شاركت في الاجتماع المهم على الحفاظ على التفويض الأممي للمساعدات عبر الحدود وتوسيع نطاقه، إذ لا بديل عنه من حيث النطاق أو المقياس. مرحباً في هذا الصدد بقيام النظام السوري أخيراً بتسهيل وصول المساعدات الأممية عبر الحدود من خلال معبري باب السلام والراعي وندعو إلى أن يستمر ذلك، مع الاهتمام بإيجاز المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن مع التأكيد على دعم لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.*.. و لمجلس الأمن اجتماعه المختلفمجلس الأمن الدولي، تبني جلسة، ناقش خلالها الملفين السياسي والإنساني في سورية، واستمع الأعضاء إلى إحاطة قدمها المبعوث الأممي لسورية، قير بيدرسون، بالإضافة إلى إحاطة من مسؤول بمكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة.وأشار بيدرسون إلى أن الفترة التي أعقبت الزلزال شهدت مؤشرات على الهدوء وتوقفاً نسبياً في العنف بمعظم المناطق، حيث امتنعت كل الأطراف على كافة الجبهات، إلى حد كبير، عن الأعمال العدائية، ولكنه أضاف أن " الوضع شهد ارتفاعاً بعدد الحوادث وتبادل منتظم للقصف وإطلاق الصواريخ عبر خطوط المواجهة في الشمال الغربي والشمال الشرقي، بعض الهجمات عبر الخطوط من قبل هيئة تحرير الشام المصنفة كمجموعة إرهابية".وأكد المبعوث الأممي، أن الحل السياسي، هو السبيل الوحيد للمضي قدماً في سورية، مشيرًا إلى أن استمرارية الوضع الراهن أمر غير مقبول ... **المبادرة الأردنية.. الصيغة والحلول الممكنةتشير المعطيات، بعد اجتماع عمان، أن المبادرة الأردنية تستهدف إطلاق[ دور عربي مباشر] ينخرط مع الحكومة السورية في حوار سياسي يستهدف حل الأزمة في ‎سوريا ومعالجة تداعياتها.-استمرار المملكة في مد يد العون للأشقاء في ‎سوريا و ‎تركيا لمساعدتهم على مواجهة تبعات الزلازل. من جهتها كانت العاصمة القطرية الدوحة تدعم الحوار مع نظام الأسد وفق "محددين"وفي ذلك قالت وزارة الخارجية القطرية؛ إن موقف الدوحة من الأزمة في سوريا، يعتمد على محددين، الأول تحركات النظام السوري، والإجماع العربي، بشأن الوضع في سوريا.وأوضح المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري، أن الموقف القطري، واضح "وضوح الشمس، لكنه يعتمد على محددين رئيسيين: الأول هو أن يقوم النظام بما يلبي تطلعات الشعب السوري في الحل السياسي وبيان جنيف واحد، والمحدد الثاني هو الإجماع العربي حول هذه التحركات".وبشأن المبادرة الأردنية المزمع إطلاقها، من أجل دور عربي، ينخرط مباشرة، في حوار سياسي مع النظام السوري، لحل الأزمة، وتداعياتها الإنسانية والأمنية والسياسية، قال الأنصاري؛ إن قطر تدعم جميع المبادرات الهادفة لإيجاد سلام شامل في سوريا، وتدعم جميع الجهود العربية والدولية في هذا الإطار.وتابع المتحدث باسم الخارجية القطرية قائلا؛ إن "هناك الكثير من المبادرات التي تم إطلاقها، وقطر منخرطة في العديد منها، هادفة في المقام الأول إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري، ودعم أي جهد يحقق السلام الشامل، وفقا للمحددين الرئيسيين السابق ذكرهما"... واقع الأمر، ووسط الأحداث الدولية في المنطقة والعالم، وتحرات الآلاف الأقطاب، يحيل الأزمة السورية إلى حلول ليست في منظور واقعية الحال في سوريا،، من هنا جادت المبادرة الأردنية، التي تترك مساحة واسعة للحوار، ولامن دول الجوار السوري، وهي بنود مهمة سيتم إطلاقها تقوم على دور عربي مباشر ينخرط مع الحكومة السورية في حوار سياسي، وامني وانساني ودبلماسي، يستهدف حل الأزمة ومعالجة تداعياتها كافة. ، وكان الملف السورياَ، يشهد حراكاً دبلوماسياً من العاصمة الأردنية عمان، حيث استضاف الأردن، الثلاثاء، اجتماعاً حضرته 12 دولة عربية وغربية، بمشاركة الاتحاد الأوروبي ومبعوث الأمم المتحدة، بهدف تحريك الملف “استناداً إلى المبادرة الأردنية التي تقوم على دور عربي مباشر ينخرط مع الحكومة السورية في حوار سياسي لحل الأزمة وتداعيتها الإنسانية”بينها السعودية والإمارات.. 11 دولة تؤكد التزامها بدعم متضرري زلزال سوريا- أكدت 11 دولة من بينها الإمارات والسعودية ومصر والأردن، "التزامها بالتخفيف من معاناة المتضررين من الزلازل التي ضربت سوريا"... قد لا تغيب الرؤية الأميركية وسياستها حول العالم عن قلق ما وصلت إليه الحرب الروسية الأوكرانية، والإدارة الأميركية ترد مقولات كيسنجر:"، شرق أوسط متعدد الأقطاب،(..) بعمليات تحوط وتوازن مستمرة، سيجلب معه مخاطره، ولكنه سيفتح المجال أمام قواعد لعبة جديدة،.. وكما في لعب الأطفال، هناك من يستمتع بتعذيب الدمى، حد الموت والدمار. .. الأزمة السورية عقدة المنطقة والإقليم، والهيمنة فيها تتيح تأخر منطق السلام والدبلوماسية، لتشتت الجهود الإقليمية نتيجة الأزمات التي خلقتها حرب أوكرانيا.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/03/26 الساعة 00:46