'الفتوش” يكلف اللبنانيون أكثر من الحد الأدنى للأجور

مدار الساعة ـ نشر في 2023/03/24 الساعة 17:21
مدار الساعة - يستقبل اللبنانيون هذا العام شهر رمضان وسط أزمة اقتصادية خانقة وانهيار متواصل لليرة اللبنانية رفعت كلفة المعيشة بشكل كبير.ولأن “الفتوش” من أهم الأطباق على مائدة إفطار رمضان في لبنان، رصدت شركة “الدولية للمعلومات” كلفة إعداد هذا الطبق والذي وصل إلى حدود ال 174.127 ليرة لبنانية وهو رقم مرشح للارتفاع مع تغير سعر صرف الدولار مقابل الليرة.وفي مقارنة مع العام 2022، فقد ارتفعت كلفة إعداد طبق “الفتوش” من 50500 ليرة إلى 174123 ليرة لبنانية أي بارتفاع نسبته 244.8%.وستفتقد العديد من الموائد الرمضانية في لبنان لطبق “الفتوش” لأن تكلفته أعلى من الحد الأدنى للأجور بحسب الصحافي المتخصص بالشأن الاقتصادي خالد أبو شقرا.ولفت أبو شقرا في حديثه لوكالة “سبوتنيك” إلى أنه “بحسب الدولية للمعلومات فقد بلغت كلفة صحن الفتوش بوزن كيلو ونصف 174 ألف ليرة وارتفعت بنسبة مئوية هائلة بالآلاف مقارنة بالعام 2019، إنما الملفت اليوم أن صحن الفتوش نفس صحن الفتوش عام 2019 كان بتكلفة 4500 ليرة لبنانية أي 3 دولار، اليوم يكلف دولار ونصف على سعر صرف الدولار 110 آلاف ليرة، بالتالي القيمة الفعلية بالدولار انخفضت للنصف إنما ارتفعت بالليرة اللبنانية بشكل هائل جدًا”.وأوضح أنه “لا يمكن أخذ مؤشر سعر صحن الفتوش إلا بمقارنته مع ما يتقاضى اليوم اللبنانيين أو متوسط ما يتقضاه اللبنانيين بالدخل”، لافتًا إلى أنه “خلال العام 2019 إذا كان متوسط سعر الفتوش 4500 ليرة لبنانية هذا يعني أنه كان يشكل تقريبًا 0.6% من الحد الأدنى للأجور، اليوم إذا اعتبرنا أن الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص مليونان و600 ألف ليرة يعني تكلفة صحن الفتوش اليوم يشكل تقريبًا نسبة أعلى بكثير من الحد الأدنى للأجور، وفي القطاع العام متوسط الدخل بالنسبة ل80% من القطاع العام هو بحدود ال 6 أو 7 مليون ليرة وبالتالي إذا أرادت العائلات إعداد طبق الفتوش على مدة 30 يوم فهو يكلف تقريبًا الحد الأدنى لمتوسط الدخل الذين يتقاضوه في القطاع العام وهي نسبة هائلة وتدفع بالكثير من اللبنانيين إلى عدم إعداد الوجبة الغذائية المهمة خلال شهر رمضان”.من جهته، اعتبر رئيس “تجمع مزارعي وفلاحي البقاع” إبراهيم ترشيشي أن ارتفاع أسعار الخضار يعود لعدة أسباب منها، ارتفاع سعر صرف الدولار وعدم ثباته في محطة معينة.وأشار ترشيشي لـ”سبوتنيك” إلى أنه “من الضروري أن يثبت سعر الصرف لكي تستطيع الناس أن تبيع وتشتري من دون أن تخسر من رأسمالها بفعل تغير صرف صرف الدولار كل ساعة، من المهم جدًا أن يثبت سعر صرف الدولار لكي يعيش المواطن الذي ينتج ويستهلك”.ولفت إلى أن “السبب الثاني لارتفاع الأسعار يعود إلى درجات الحرارة المتدنية التي نراها على الساحل وعلى البيوت البلاستيكية، لأن كل الزراعات في لبنان الآن على الساحل وفي البيوت البلاستيكية، لا يوجد إنتاج في البقاع، وعندما نقول بيوت بلاستيكية هذا يعني أننا بحاجة للشمس والحرارة لكي تنتج النبتة، أما السبب الثالث فإننا في أول شهر رمضان المبارك إن كان في لبنان أو الأردن أو سوريا أو في مصر كل هذه الدول تحتفل بهذا الشهر وكل هذه الدول بحاجة إلى هذه البضائع وخاصة الخضار والمنتوجات الزراعية وهناك استهلاك أكثر من الأيام العادية خاصة في الأيام الأولى من شهر رمضان وبالتالي يزيد الطلب على المزروعات”.وأضاف ترشيشي أنه “نحن الآن في لبنان نأكل من إنتاجنا الزراعي حوالي 30% و70% مستورد وأكثريته من سوريا ومن الأردن”، لافتًا إلى أنه “في سوريا مثل لبنان هناك تهافت على البضائع وخوفهم من ارتفاع تذبذبات سعر صرف الدولار تمهلوا بالتصدير إلى لبنان قليلًا وهذا العامل يلعب دورًا ويخفف من انسياب البضائع إلى الأسواق”.وأكد أنه “لا يوجد احتكار في الخضار اليومية، السوق عرض وطلب وإذا كان الطلب كبير على البضاعة سيرتفع سعرها وطلبها قليل وعرضها أكثر من الطلب سينخفض سعرها، وخلال الأيام الأربعة القادمة الأسعار ستنخفض وستكون أقل من السعر الحالي والموجود”.بالمقابل أصدر مرصد الأزمة في الجامعة الأمريكية في بيروت تقريرًا أشار فيه إلى أن حركة مؤشر الفتوش المقوم بالدولار خلال الفترة (2018 – الربع الأول 2023) تدل على تبعات مقلقة للفقر في لبنان.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/03/24 الساعة 17:21