'تأجيل الأقساط والتجار'.. وليلى والذئب

علاء القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2023/03/19 الساعة 03:06
هناك فرق ما بين أن تطالب بعدم تأجيل الأقساط لأنها تضر بالمقترضين وخاصة انك أحدهم وان ترفضها ايضا خوفا من حالة رفع الأسعار والتضخم على الأردنيين في حال ضخت سيولة بهذا الحجم إلى الأسواق وانت مستهلك، وما بين أن يطالب التجار بتأجيلها على الأفراد دونما ان يطالبوا بتأجيلها عل مختلف التجار وهنا الفرق، ما يدفعنا إلى أن نتساءل أليس التجار اولى بالتأجيل وبتلك المطالبات في ظل ما يعيشون من ظروف قاسية ؟.
استغرب جدا عندما يتصدى التجار بالدفاع عن المواطن والمطالبة بتأجيل الأقساط عليهم لشعورهم بظروف المواطنين المعيشية متهمين كل من يطالب ويحذر من تأجيل الأقساط وهم مقترضون اصلا بأنهم ضد المواطن فيلبسون عباءة الخوف على المقترضين ليلا ويخلعونها نهارا برفع الاسعار على المستهلك دون اي مبرر باستثناء بعض الدفاعات والتبريرات التي تعيد هذا الارتفاع إلى أسباب أولها وآخرها الارتفاع العالمي وزيادة الطلب ونقص المعروض، وهذا ما قد بدا واضحا وجليا في الاسواق وقبيل شهر رمضان فالأسعار بدأت ترتفع وتشهد شططا وتحديدا على بعض الاصناف الاساسية وذلك فقط لأن بعضهم اشتم رائحة التأجيل، فهل سنسقط بفخ التضخم لنرى ؟.
دعوة التجار وزارة الصناعة والتجارة لتأجيل الاقساط على المقترضين الافراد امر جيد ويستحقون الثناء عليه، غير انه وبنفس الوقت مستغرب ويدعو للقلق واثارة المخاوف التي تثار حول الاهداف التي يرمي لها القطاع جراء اصراره على هذا التأجيل وخاصة عندما لا يطالبون بشمولهم بهذا التأجيل وهم الاكثر استقراضا من البنوك ويعانون من السداد وكثرة الالتزامات جراء حالة الركود التي اصابت تجارتهم خلال الفترة الماضية نتيجة للاحداث العالمية، ام انهم ارتأوا ان يسددوا اقساطهم الشهرية من خلال تأجيل اقساطنا نحن الافراد والتي سنتحمل كلفا مضاعفة لتأجيلها فيرفضون هم تحملها، ومن هنا نتساءل اليس من يطالب بتأجيلها من التجار على الافراد ويستثني المطالبة بتأجيلها على القطاع نفسه تجار ام ان حالهم افضل من بقية التجار ولديهم ملاءة مالية لا تجعلهم يطالبون بتأجيلها على التجار انفسهم ؟.
اليوم سنكون بصف التجار وسنطالب الحكومة والجهاز المصرفي والبنوك ان يعطوا الاولوية هذه المرة بقرار التأجيل اذا ما قرروا التأجيل للقطاع التجاري فقط وليس للافراد الذي أجل لهم كثيرا في المرات السابقة، لضمان عدم ارتفاع الاسعار من قبلهم ومساعدتهم على مواجهة الضغوط المالية عليهم، فلن نرضى هذه المرة أن يسددوا اقساطهم والتزاماتهم على حساب تأجيل اقساطنا ما سيترتب عليها من فوائد واقساط مضاعفة، فيسدون هم قروضهم بسرعة للاستقراض مرة اخرى بينما نحن نبقى تحت وطأتها لسنوات مضاعفة فيزدادون غنى ونزداد نحن فقرا.
رسالتنا للحكومة والبنك المركزي اذا ما كنتم فعلا ستخضعون للضغوط والشعبويات وستأجلون الاقساط فعلا فلتؤجلوا «للتجار» فقط، فلسنا نحن قربانا تقدموه لهم وبحجة الظروف المعيشية للمواطنين وخاصة انكم وبتأجيل اقساطنا هذه المرة ستجعلوننا وكما قصة «ليلى والذئب» فتذهبون بنا للغابة بقصد افتراسها فلسنا ليلي ولا هم ذئبا، فلن نقبل ان تسد اقساطهم والتزاماتهم على حساب تأجيل اقساطنا ولا على حساب تضخم الاسعار علينا.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/03/19 الساعة 03:06