إحذروا المرضى العقليين والنفسيين على وسائل التواصل الاجتماعية

أ.د. بلال ابوالهدى خماش
مدار الساعة ـ نشر في 2023/03/14 الساعة 13:50
الأمراض العقلية والنفسية أو الإضطرابات النفسية وبالإنجليزية (Mental Disorders or Psychiatric Disorders)، وهي حالات تؤثر على أداء الفرد ذكرا كان أم انثى، ومشاعره، وأفكاره، وسلوكياته، كما أنها قد تتداخل مع قدرة الشخص على القيام بمهامه اليومية، وعلاقاته الاجتماعية والوظيفية، والجنسية... إلخ من جوانب الحياة الأخرى الهامة. الأمراض العقلية والنفسية مختلفة وعديدة وتختلف في أعراضها من شخص لآخر ومنها أولا: إضطرابات المزاج، حيث يعاني المريض من فترات من الحزن الشديد والمستمرة، أو تتناوب عليه هذه الفترات بين الحزن والشعور بالسعادة العارمة، ومن أشهرها الإكتئاب بمراحله المختلفة. وثانيها، مرض ثنائي القطب (هو اضطراب عقلي خطير يتضمن تذبذبات شديدة في المزاج وتتقلب من حالة (قطب) الفرح إلى حالة (قطب) مزاج الحزن والإكتئاب والانطواء على النفس، أي من الضحك والطاقة الإيجابية العالية إلى البكاء والإكتئاب والطاقة السلبية الشديدة دون وجود أسباب تستدعي لذلك). وثالثها، إضطراب القلق، وتعد من الأمراض النفسية الأكثر شيوعا والتي لا يشعر فيها المريض بالأمان، ويصاب بخوف وقلق لا يتناسب مع الموقف الذي يمر فيه ولا يستطيع التحكم في رد فعله. وتتمثل تلك الإضطرابات في إضطراب القلق الإجتماعي واضطراب الهلع والفزع. ورابعها: الإضطرابات الذهنية، والتي تؤثر على إدراك وتفكير المريض، وتجعله يرى أو يسمع أو يتخيل أمورا غير حقيقية ويتهم أقرب الناس إليه بأمور باطلة، وتسمى بالهلوسة والأوهام، ومن أشهر تلك الاضطرابات الإنفصام الشخصي. وخامسها: إضطراب الأعراض الجسدية، إذ يعاني المريض بالشعور بآلام في الجسم دون وجود سبب عضوي لذلك. وسادسها: الوسواس القهري، حيث تسيطر على المريض مخاوف وأفكار مستمرة، قد تجعله يؤدي طقوسا معينة للتخلص منها. وسابعها: إضطرابات الأكل: تنطوي على سلوكيات أكل غير صحية، منها فقدان الشهية العصبي والاكل بنهم وبشراهة. وثامنها: إضطراب التحكم في الاندفاع المتهور، إذ يفقد المريض القدرة على مقاومة بعض الدوافع للقيام بأعمال ضارة، مثل إفتعال الحرائق أو السرقة.
وتاسعها: الإضطرابات الجنسية، تشمل مشاكل عدم الإنتصاب، وسرعة القذف عند الذكور. وإضطراب النشوة الجنسية عند النساء والرغبة الشديدة عند بعضهن في ممارسة الجنس ممن يعشقن من الرجال وبالحرام دون الإكتراث بالدين وبشكل غير مسؤول وعن طريق إستخدام وسائل التواصل الإجتماعية المختلفة في إغراء الذكور بأجسادهن وبعضهن فاتنات والعكس صحيح وبعضهم عندهم الوسامة. فعلى العقلاء من الذكور والإناث أخذ الحذر والحيطة من المرضى النفسيين جنسيا وان لايقعوا في شراكهن وان لا يقعن في شراكهَم أيضا لأن النفس إمارة بالسوء. ومن أخطر ما سجل من الأمراض النفسية: الإكتئاب الحاد، وإضطراب ثنائي القطب الحاد وإنفصاَم الشخصية لأنها كلها تؤثر بشدة على حياة الفرد وتعيقه بشكل كبير عن القيام بأنشطته اليومية وتجعله عدائيا لدرجة الخطورة. ويُعتقد أن الأمراض العقلية والنفسية وغيرها بشكل عام، ناجمة عن مجموعة متنوعة من العوامل الوراثية والبيئية. ويعد المرض العقلي أكثر شيوعا لدى الأشخاص الذين لديهم أقارب بالولادة مصابين بمرض عقلي. وقد تزيد بعض الجينات الوراثية من خطر الإصابة بمرض عقلي، وقد يؤدي نمط حياة الشخص كذلك إلى الأمراض النفسية. كما يؤدي ايضا تعرض الأم للضغوط البيئية أو حالات الإلتهاب أو السموم أو تعاطي الكحول أو المخدرات أثناء وجود الجنين في رحمها إلى إصابتها أحيانًا بمرض عقلي ونفسي. وسبب آخر للأمراض العقلية والنفسية هي المواد الكيميائية الموجودة بشكل طبيعي في النواقل العصبية في المخ وهي التي تَحمِل الإشارات للأجزاء الأخرى من المخ والجسم. وعند ضعف الشبكات العصبية التي تحتوي على هذه المواد الكيميائية، تتغير وظيفة مستقبلات وانظمة الأعصاب مما يؤدي إلى الإكتئاب والإضطرابات العاطفية الأخرى. الحمد لله الذي عافانا وعافى ذرياتنا مما إبتلى به بعض عباده.
مدار الساعة ـ نشر في 2023/03/14 الساعة 13:50