رحلتي للدراسة في اميريكا
لقد َمنحت بعثة دراسية للولايات المتحدة الأميريكية لتفوقي العلمي وحصولي على المرتبة الأولى. ونجحت في إمتحان اللغة الانجليزية في المركز الثقافي الامريكي وبدأت المراسلات مع الجامعة الأميركية للحصول على القبول وحصلت على أل I-20 آنذاك وهي تأشيرة دخول الطلبة للدراسة في أميريكا. بالطبع خلال المراسلات أرسل لي طلب لتعبئته بخصوص السكن الداخلي في الجامعة فكان هنالك ثلاثة إختبارات الاول: سكن للطلبة الذكور منفصل عن الإناث. والثاني: نفس مبنى السكن مختلط للذكور والإناث ولكن في كل طابق جناح للإناث وجناح للذكور والثالث: نفس مبنى السكن مختلط ولكن طابق إناث وطابق ذكور. وكنت أقرأ لأمي وأوضح لها ذلك وكنت قريبا جدا من والدتي رحمها الله لأن والدي توفاه الله وانا لم أبلغ العاشرة من عمري وتولت الوالدة تربيتنا أفضل ما كان من تربية آنذاك. فقالت امي لي: يمه إختار السكن المنفصل سكن الذكور وبالفعل إخترت ذلك. ولكن تفاجأت من والدتي عندما قرب سفري لأميريكا وهي ترتب لي أغراضي في حقائب السفر بمصارحتها لي عن عادات الأجانب وحياتهم المطلقة مقارنة مع عاداتنا، لأن والدها كان وضعه المالي متيسر وكان ياخذهم معه إلى الدول الأجنبية. وكانت دموع. والدتي تنهمر على ملابسي في الشنط وتقول: يمه، إحرص ان تضيع مستقبلك ومستقبلنا في الإنجراف نحو الفتيات الأميركيآت الفاتنات، َما لنا غير الله ثم أنت.
وبالفعل عندما إلتحقت بالسكن الجامعي الداخلي بعد إقامتي اسبوع مع عائلة مضيفة أميريكية متفقة الجامعة معها (لحسن حظي كانت الزوجة من أصل سوري والزوج أميريكي ومن اروع ما خلق الله ... طبخت لي بعض الماكولات السورية مرفقا طي المقالة صورتي َمعهما) للتاقلم مع الحياة الجديدة، وجدت كلام امي صحيحا مائة في المائة، فالحرية لا حدود لها بين الإناث الذكور. حتى لو إختار الطالب سكن منفصل للذكور عن الإناث ياتين الإناث لسكن الذكور والعكس صحيح ويقمن مع بعضهم البعض. إلا ان دموع امي عزت على كثيرا وحافظت على نفسي ودراستي ما إستطعت كما ينص سيد الإستغفار: اللَّهُمَّ أنتَ ربِّي لا إلَهَ إلَّا أنتَ خلَقتَني وأَنا عبدُكَ وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استطَعتُ أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ عليَّ وأبوءُ بذَنبي فاغفِر لي فإنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ. وتفوقت في الدراسة من الفصل الأول وبدأت اعمل َمساعدا للتدريس في كليتي من الفصل الثاني. وحصلت على شهادتين في نفس الفترة الزمنية بكالوريوس في الرياضيات الحديثة وبكالوريوس في علوم الحاسوب من جامعة ولاية نيويورك في بلاتسبورغ بتفوق. وها أنا الآن استاذ دكتور كما تمنت والدتي والحمد لله.