الأردن يخوض حربين..
الحرب نوعان أولها مكشوف وواضح ففي هذه الحرب قصف ودبابات وصواريخ ومدفعية وطائرات وجنود تقاتل وهذا النوع رغم ما ينتج عنه من دمار أهونها علينا فعدوك معروف باهدافه وغاياته، وأما النوع الثاني منها فهو الاخطر فتدار غمارها في الخفاء والمؤامرات المبطنة وبسلاحها التشويش والاشاعات الهدامة وبث السلبية وقتل كل ماهو جميل فينا وأفساد مستقبل ابنائنا، فمن هو عدونا في هاتين الحربين؟.
في النوع الاول للحرب التي نخوضها حاليا معتادون عليها في الواقع وبشهادة التاريخ ولعل ابرزها «اللطرون» وباب الواد» و «الكرامة» واخرها حربنا على الأرهاب والتي دفع ابناؤنا دماءهم ثمنا لهذه الحروب والتي انتصرنا بها للامة وانقذنا العالم من جودقة المتشددين الارهابيين، وفي كل هذه الحروب فالعدو معلوم باهدافه وغايته وخططه وسعيه الى كسرنا فنتصدى له وباستمرار، وأما حاليا فنحن نحارب أعداء مستترين خلف حدود وجدران وشاشات سوداء وهدفهم اغتيال طموحنا ومستقبلنا واقتصادنا وذلك من خلال عمليات التهريب للمخدرات والتي لا تتوقف وت?تهدف قتل عقول ابنائنا واجسادهم وبث الشائعات والاحباط والسلبية فينا لضرب مجتمعنا و اقتصادنا في الصميم.
في حربنا على تهريب المخدرات والحبوب لا نقلق كثيرا فلدينا في هذه الحرب جنود يستبسلون على الجبهة الشرقية الشمالية للدفاع والذود عن هذا الوطن والامة مقدمين ارواحهم فداء لارواح ابنائنا ومستقبلهم من الدمار، وسيأتي اليوم الذي فيه سيقتلعون هذه العصابات المارقة من شروشها ويدكونهم في معاقلهم واضعين حدا وخطا احمر مرسوما بالدم ليلقنوا كل من تسول له نفسه في ضرب اقتصادنا وامننا المجتمعي ومهما كانوا ميليشات وعصابات وحتى وان كان وراءهم قوى عظمى، ومن هنا ادعوكم الى عدم القلق من هذه الحرب فالصبر فيها قارب على الانتهاء وكما قرب العين من حاجبها مالم تتوقف عمليات التهريب بشكل كامل.
واما في الحرب الثانية والتي نحارب بها من خلال اعداء مجهولين لا يعلنون عن انفسهم فهم حاقدون مارقون كاذبون ولهم طموحات خبيثة في المنطقة والأردن منهم دول لربما ومنهم شخوص لا يروق لهم استقرارنا فيبثون الشائعات ويدبون الفتنة بيننا ويحبطوننا وذلك من خلال زج معلومات كاذبة ليست صحيحة ولا دقيقة مستغلين الفضاء الواسع والمجاني والمتوفر بين ايادي الجميع والمحصن باجواء ديمقراطية قل نظريها، فمواقفنا السياسية والقومية لا ترضيهم ولا تتماشى مع افكارهم الخبيثة للمنطقة فتزعجهم وصايتنا الهاشمية على القدس والتي لولاها ولولا نضال الشعب الفلسطيني لاضاعوا كافة الحقوق العربية في الاراضي المحتلة وكذلك يزعجهم استقرارنا الاقتصادي، فهم لن يتوانوا لحظة عن ازعاجنا وتعكير مزاجنا العام وذلك باستهدافنا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وفي هذه الحرب تحديدا نراهن دائما على الوعي المطلق للشعب الاردني والذي دائما كان بوعيه درعا حصينا بمواجهة هذه المؤامرات.
حاليا يزعجهم ويقض مضاجعهم استقرارنا وعلى كافة الأصعدة وتحديدا الاقتصادية منها فهم لا يريدون لنا التقدم ولا الوصول إلى مراحل مريحة ماليا ونقديا ولا يرضيهم تحديثنا الاقتصادي ولا بما نقوم به من إصلاحات مختلفة ولا ترضيهم شراكتنا العربية والإقليمية ولذلك ستجدهم ينشطون خلال المرحلة المقبلة بالشائعات والمؤامرات والفتنة الرامية إلى نزع الثقة ما بينا بالكذب والتدليس وصولا إلى النيل من قوتنا ومنعتنا الاقتصادية وإيقاف كل خططنا وتحديثاتنا واعادتنا إلى الوراء.. فقوتنا تزعجهم حد القهر.