الأول في قرية لا الثاني في روما
من بين أشهر أقوال الإمبراطور "يوليوس قيصر" قولته الشهيرة.. أفضل أن أكون الأول في قرية، على أن أكون الثاني في روما ». ذلك قول قديم، إلا أن دلالاته كبيرة بغض النظر عما رمى إليه قائله في حينه.
ولو حاولنا » مجازا »، تزيين هذا القول في نظر شبابنا وشاباتنا الأردنيين مثلا، لقلنا انه قول حكيم منتج، عندما يسعى كل منهم لأن يكون » الأول » على صعيد ما، في قريته، ريفه، مخيمه، باديته، حيه ومكان سكنه أو عمله, وحتى مدينته.
كي تكون الأول في مجال من ميادين الحياة والعمل العام،لا بد أن تكون مجتهدا تؤمن يقينا بأن لا صعب يستحيل تذليله، وبأن إحراز الموقع الأول له شروطه ومتطلباته البعيدة بالكلية عن مثالب الإقصاء والتهميش والحسد والنفاق وسوء الأخلاق.
أكثر من ذلك، فلا بد من أن تحب للناس من حولك كما تحب لنفسك، تنافسهم بشرف، وتتسابق معهم في أداء الأفضل لحيك وقريتك ومخيمك وموقع إقامتك وعملك، بمنهجية كريمة عنوانها تفانيك ومثابرتك بروح أخوية وطاقة إيجابية خلاقة تحظى باحترام الكافة وبإعجابهم.
نعم، هنالك طاقات شبابية أردنية كثيرة ذات تميز في الابتكار والإبداع والعمل المخلص، لكن دنيانا الأردنية الجميلة ستكون أكثر جمالا، لو عم مبدأ «الأول» في جامعتي ومدرستي ومصنعي ومزرعتي وحيث أقطن وحيث أعمل في مؤسستي ودائرتي ووزارتي وفي أي مكان كان، كمبدأ مفضل على أن أكون الثاني وسط زحام أكبر، وفقا لرأي يوليوس قيصر.
شخصيا » والله أعلم »،أفخر بكل شاب أو شابة من بلدي يتقدم الصفوف بعطائه ليضيف جديدا نافعا في مجتمعه الصغير, وأرى في ذلك عملا ليس وطنيا وحسب، وإنما إنسانيا وأخلاقيا يرضي الله، ويسهم في الارتقاء بالوطن إلى مراتب أفضل. الله من أمام قصدي.